*كاتب كويتي يُدعى سيد عبد الله عيسى الموسوي كتب كتاباً حول "مراجع الشيعة ودورهم في دعم القضية الفلسطينية"، وقد ذكر الكثير من مراجع الشيعة حيث زعم أنّهم نصروا القضية الفلسطينية، علماً أنّ معلوماتي التاريخية تقول بأنّه لم ينصر القضية الفلسطينية إلا السيد فضل الله والسيد الخامنئي والسيد الخميني.. وأمّا بقية المراجع (رحمهم الله) وأطال بعمر الباقين- باستثناء موقف نصرة للسيد الحكيم (رهـ) عام 69 م- لا تهمّهم القضية الفلسطينية بسبب الاختلاف المذهبي.. ولكن هذا المؤلف وبسبب حقد خاص لم يذكر السيد فضل الله الذي دافع عن القضية الفلسطينية لأكثر من ستين عاماً..
*السيد شفيق الموسوي
وفي هذا المجال كان لسماحة العلامة الشيخ علي غلوم من الكويت هذا الردّ على هذا المزوّر للتاريخ:
السيد عبدالله سيد عيسى الموسوى
السلام عليكم
أتذكر ذات مرة أنّك تحدثت عن عملية تزوير التاريخ الذي يمارسه الصهيانة بحقّ فلسطين وتراثها التاريخي، وقد اطّلعت اليوم على إعلان عن قرب صدور مؤلَّف باسمك تحت عنوان مراجع الشيعة ودورهم في دعم القضية الفلسطينية ، ويا للعجب عجباً لا ينقضي أنك مارست الدور نفسه من تزوير التاريخ حين تجاهلت دور المرجع والمفكر والمجاهد الكبير والأب الروحي للمقاومة الإسلامية بشهادة من سيد المقاومة حفظه الله وهو القائل في تأبينه: (لقد فقدنا اليوم أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل. هكذا كان لنا سماحته ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم منذ أن كنا فتية نصلي في جماعته، ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقتدي بسيرته. علّمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نكون أهل الحوار مع الآخر وأن نكون الرافضين للظلم والمقاومين للاحتلال وعشاق لقاء مع الله تعالى من موقع اليقين، وأن نكون أهل الصبر والثبات والعزم مهما أحاطت بنا الشدائد والمصاعب والفتن). وهو القائل في حرب تموز وتحت وابل الصواريخ الصهيونية، ومن الضاحية المقاومة وهو في المسجد: (أيها البدريون، أيها المجاهدون في خيبر الجديدة، الذين حملوا الراية فكانوا ممّن أحبوا الله ورسوله، الذين يكرون ولا يفرون.. إنّ جهادكم سوف يصنع للعرب والمسلمين والمستضعفين المستقبل الجديد). علماً بأنه في حين تسكت بعض المرجعيات الشيعية عن الظلم الواقع بالفلسطينيين بلحاظ الاختلاف المذهبي ولا يجوزون دعمهم، أو أن دعمهم لا يتجاوز بعض التصريحات المتباعدة، إلا أن السيد فضل الله ما كان ليكلّ ولا يملّ من مواجهة العدو الصهيوني وغطرسته ودعم القضية الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان، ودفع ثمناً غالياً في هذا الطريق، وهُدِّمت بعض مؤسساته بالصواريخ الإسرائيلية، وجرت محاولات اغتياله غير مرة، ومن بينها متفجرة بئر العبد المشهورة. وإذا كنت لا تملك من الثقافة ما تدرك من خلاله عدد ما كتب من مؤلفات حول دور السيد فضل الله في دعم القضية الفلسطينة بالمال والكلمة والموقف، فكان الأجدر بك أن لا تخوض فيما تجهل، وإن كنت لا تملك الجرأة لتكتب ذلك بحق السيد خوفاً من بعض الجاهلين والحاقدين، فكان الأجدر بك أن تكتب فيما تقوى عليه. وأمّا تبريرك الواهي بأنك كتبت عن المتوفَّين من المرجعيات الشيعية فقط، فيا عجباً هل سماحة السيد المرجع الخامنئي أو سماحة السيد المرجع السيستاني قد انتقلوا إلى دار البقاء دون أن نعلم، وكان علم ذلك من نصيبك وحدك؟ يبقى السيد المجاهد محمد حسين فضل الله أكبر من كل الذين يعملون على تغييبه أو يحاولون تزوير التاريخ لسبب أو لآخر. فسلاماً على المرجع والمفكر والمجاهد الكبير السيد محمد حسين فضل الله.
الشيخ علي حسن غلوم علي