مقالات جريئة
هل كل كافر يدخل النار وكل مسلم يدخل الجنّة ؟
الجنة والنار بيد الله , فليس كلّ كافر يعذّب بالنار كما أنّه لا يتحتّم أن يكون كلُّ مسلم من أهل الجنّة ، وينبغي ترك أمر الجنّة والنار لله سبحانه وتعالى ، وليس لنا أن نحتّم على الله شيئاً ، فلو أنّ ظاهر المرء كان حَسَناً بالنسبة لنا ، فإنَّ ذلك لا يبرّر القطع بأنّه من أهل الجنّة ، لأنّ الله تعالى أعلم به منّا، وهو المطّلع على السرائر وما يكون قد خفي عنّا ، ففي الرواية أنّ الرسول (ص) خرج في جنازة سعد بن معاذ .. فقالت أم سعد : "هنيئاً لك يا سعد وكرامة" فقال لها رسول الله (ص):…
الفقهاء وذهنية الاحتياط
في كتابه (الشريعة تواكب الحياة) ص197، حول ذهنيّة الاحتياط عند بعض الفقهاء يقول سماحة الشيخ حسين الخشن: رغم أنّ المتأمّل في الإسلام بقواعده الفقهيّة العامة وقوانينه التشريعيّة التفصيليّة يدرك أنّ طابعه العام هو التيسير والتسهيل، إلاّ أنّ ذلك لم ينعكس بشكلٍ بيّنٍ في فتاوى الفقهاء ورسائلهم العمليّة، لأنّ هناك ظاهرة بارزة في الفقه الإمامي، وهي ظاهرة لجوء الفقيه إلى الاحتياط في الفتوى، بحيث إنّ المكلّف محكومٌ بالعمل بالاحتياط في نسبة كبيرة من الفروع، وهذه الظاهرة ملحوظة عند فقهاء الشيعة فقط، ولا تظهر عند المذاهب الأخرى إلاّ نادراً، كما وأنّها أكثر شيوعاً عند الفقهاء المتأخرين منها عند المتقدّمين (قضايا إسلامية معاصرة،…
الشيعيّ... السائر على نهج عليّ (ع)
إنّ الشيعي العلوي هو الذي يسير على خطى ونهج عليّ، وعلى قدر قابليته واستعداده، ولا يمكن أن نتوخى لشيعي كهذا أن يكون له مصير أفضل من مصير عليّ في مجتمع أسوأ من المجتمع الذي عاش فيه عليّ، وإذا كنا نسمع ونرى بأنّ فلاناً الخطيب المتفوّه مورد رضا لدى الجميع ولا يسخط عليه أحد، بل تقبله جميع الشرائح والأصناف حتى لو كانت على طرفي نقيض، وهو قادر على مراعاة مختلف الطبائع والمذاقات دون أن يثير حفيظة أحد، أو يؤلّب على نفسه أحداً من التجّار أو الشخصيّات الكبار من وجهاء قريش، أو جبابرة بني أميّة أو جهلة النهروان أو أصحاب القداسة وسيماء…
التطبير: رؤية إسلامية فقهية
الشيخ حسين الخشن لعل من أغرب الوسائل المتبعة في إحياء الذكريات الدينية تلك الوسيلة أو الطريقة التي يعتمدها البعض في إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع) والمتمثلة بضرب الرؤوس بالسيوف، وهو العمل الذي اصطلح عليه في بعض الأوساط بــ التطبير1، فماذا عن شرعيّة هذه الوسيلة؟ ومتى جاءتنا ومن أين؟ وما هي مبرّرات المدافعين عنها؟ وهل هي مبرّرات مقبولة؟ في المقابل، ما هو مستند المعارضين لها وحجتهم في رفضها؟ هذا ما نحاول تسليط الضوء عليه فيما يأتي: عادة حادثة ودخيلة إنْ لم يكن من الواضح عندنا بشكلٍ تفصيلي متى وكيف نشأت هذه العادة؟ ومَن هو أوّل مَن قام بهذا العمل أو…
فليكفّوا عن هذا العمل
يؤسفني أن أقول إن أموراً جرت خلال الأعوام الماضية وأعتقد أن أيادي تقف وراءها، أموراً جرت، أثارت الشبهات لدى كلّ مَنْ رآها.. منذ القدم كان متعارفاً أن يضرب الناس أيام العزاء أجسادهم بالأقفال ثم تحدث العلماء عن ذلك، فزالت تلك العادة، واليوم ظهرت هذه العادة مجدّداً، ما هذا العمل الخاطئ الذي يقوم به البعض و(التطبير) أيضاً من جملة هذه الأمور، ويعتبر عملاً غير مشروع. أعلم أنّ البعض سيقول لم يكن من المناسب أن يتحدّث فلان عن التطبير، وما دخله في الأمر، كان حَرِيّاً بهم أن يَدَعَهُم يضربون الرؤوس بالقامات (السيوف)، كلا لا يصح ذلك، لو كانت مسألة (التطبير) التي بدأوا…
كيف نحيي عاشوراء؟!
بمناسبة ذكرى عاشوراء الحسين(ع)، أجرى موقع بيّنات مقابلةً مع سماحة السيّد جعفر فضل الله، حول أبعاد هذه الذّكرى ومضامينها، وطرق إحيائها وإبعادها عن الصّبغة المذهبيّة، إضافةً إلى عناوين أخرى. وهذا نصّ الحوار: كيف نحيي عاشوراء؟! 1ـ تعتبر عاشوراء محطّة مفصليّة في تاريخ الإسلام والمسلمين، ومن المعروف أنّ إحياءها يتمّ كلّ عام، وبطريقة تقليديّة تتشابه في كلّ مكان. ولكن، إذا ما أردنا أن نخرج هذه المحطّة الزّمنيّة الهامّة من فخّ التّقليد، فماذا علينا أن نفعل؟ وكيف نحييها بما يحافظ على مضامينها الحيّة، وأهدافها الّتي انطلقت من أجلها؟ ج: أيّ إحياءٍ لقضيّة رمزيّة يستهدف استعادةً للقيم الأساسيَّة التي مثَّلتها تلك القضيَّة، بحيث…
الشعائر الحسينية بين النمذجة والإصلاح
حيدر حب الله الشعائر الدينية والمظاهر الإيمانية أقوى رسوخاً في حياة الإنسان حتى من الاعتقادات الدينية نفسها، ومن ثم فإجراء تعديلات أو إصلاحات فيها يبدو أصعب من إجراء إصلاحات في مجالات دينية أخرى. ولعل بعض أسباب ذلك دخول الشعائر والمظاهر الدينية في مكوّنات الشخصية الإنسانية، كونها المظهر الحسي للدين الذي يتعامل الإنسان معه تعاملاً مباشراً. 1 ـ والشعائر الحسينية في المذهب الإمامي لها خصوصياتها ووضعها في نفوس المؤمنين، وقد تحوّلت عبر الزمن إلى مضخّة تضخّ بالحراك والهيجان الذي ساعد ويساعد على خلق روح ثورية دفاعية في النفوس، تقف مانعاً دون نفوذ كل جسم غريب أو تسلّط كل جائر، ولسنا نبعد…
الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء ورفضه لكسر ضلع السيدة الزهراء عليها السلام
من كتاب (جنّة المأوى) للإمام الأكبر الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء، دار الأضواء- بيروت، 1988م، ص133، وما يليها.. اقتطعنا أخي القارئ هذا النص: طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الإسلام القرن الأول: مثل كتاب سُليم بن قيس، ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده، بل وإلى يومنا كلُّ كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمّة، وأبيهم الآية الكبرى، وأمّهم الصدّيقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين، وكلّ من ترجم لهم، وألّف كتاباً فيهم، أطبقت كلمتهم تقريباً أو تحقيقاً في ذِكر مصائب تلك البضعة الطاهرة: إنّها بعد رحلة أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها، ولطموا خدَّها، حتّى احمرّت عينها، وتناثر قِرْطُها، وعُصرت…
ماذا يقصد علي شريعتي من (التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي)؟
السؤال: ما الذي يقصده الدكتور علي شريعتي من إطلاق عبارة التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي؟ الجواب: ما يقصده الدكتور علي شريعتي رحمه الله هو أنّ هناك منهجين في التعاطي مع الإمامة والمسألة المذهبية والدينية عموماً: أ ـ منهج يتعاطى بروح تاريخية وطقوسيّة وفئويّة وما فوق عمليّة، فيركّز كثيراً على صراعات التاريخ المذهبي، ويعيش التاريخ أكثر مما يعيش الحاضر، وتستهلكه الطقوس والمناسبات المذهبيّة، ويحمل روح القطيعة مع الآخر، ويبالغ في الصورة الشكليّة للتشيّع، ويضع كلّ ثقله فيها، ويتعاطى مع المعصومين تعاطياً غيبيّاً في الغالب فيركّز على خلقهم وأسرارهم ومكانتهم السماويّة، ولا يعيش تفاعلات تجربتهم في الأرض، ويسعى لحصر العمل الديني في الجانب…