
المتّقون هم المنفتحون على الحق
أما "المتقون", فهم أولئك الذين انفتحت عقولهم على فكر الحقّ من خلال التّأمّل والمعاناة الوجدانية, حتى عاش في وجدانهم قناعة واطمئناناً, واندمجت أرواحهم في لقاء الله, حتى شعروا بحضوره معهم في يقظتهم ومنامهم, فلا يواجهون شيئاً في الحياة إلا ويواجهون الله معه, باعتبار أن الأشياء تفقد استقلالها وذاتيتها في داخلهم, لأنها المظهر الحي لوجود الله وقدرته وحكمته ورحمته. وهم الذين تحركت حياتهم في الصراط المستقيم حتى لتحسّ بخطواتهم تتنقّل في ثبات واتّزان, كأنها تعيش وعي الطّريق في كل أبعاده واتجاهاته, فلا تغيب عنها أية انعطافة من منعطفات الطريق التي تدعو للانحراف, بل هي الاستقامة الباحثة…