مقالات جريئة
الخطاب الديني والتحدّيات الداخلية
الشيخ حسن الصفار
هناك خطباء متمرّسون في إذكاء الخلافات الطائفية، ومحترفون لإثارة الكراهية والبغضاء بين أبناء الأمة.
كان التحدِّي الأكبر أمام الخطاب الإسلامي في حقب ماضية هو مواجهة التيارات المناوئة للإسلام.
ففي بدايات القرن التاسع عشر الميلادي أدرك دعاة الإسلام خطر حملات التبشير التنصيري التي واكبت الاحتلال الأوروبي للبلاد الإسلامية، وكان إلى جانبها نشاط استشراقي مكثّف يهدف إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم، وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والمفاهيم والتشريعات الإسلامية، طفحت به كتب كثير من المستشرقين ودراساتهم.
فانبرى المخلصون الواعون من علماء الأمة بألسنتهم وأقلامهم وأرواحهم لردّ هذه الهجمات العاتية، وبذلوا قصارى جهدهم…السلفية الشيعية... الوهابية معكوسة!
الشيخ حسن المصطفى لستّ سنوات خلت، حلّ المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، ضيفاً على شاشة فضائية المستقبل، ضمن حلقة خاصة من برنامج «خليك بالبيت»، الذي كان يقدّمه الزميل زاهي وهبي. في تلك الحلقة، كانت ليّ مداخلة عبر الهاتف، أسميتُ فيها معارضي فضل الله، ممّن يُصدرون في حقّه فتاوى التضليل والتفسيق، بـ«السلفية الشيعية»، متحدّثاً عن وجود شيعة «وهّابيّين»، لا يختلفون في وثوقيّتهم، وتحجّر معتقدهم، ورفضهم للآخر، عن مماثليهم من وهّابية السُّنّة. فضل الله الذي كان يعرف لمن أشير بحديثي، حاول التقليل من وطأة المصطلح، وتخفيف حدّته، معلناً عدم موافقته عليه، وإن أكّد في ذات الوقت وجود تيار متشدّد يعمل…البدع منشأ الفتن
سماحة العلامة المحقق الشيخ حسين الراضي
جاء في الحديث الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام النَّاسَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ، يَتَوَلّى فِيهَا رِجَالٌ رِجَالًا، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ، لَمْ يَخْفَ عَلى ذِي حِجًى، وَلَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ، لَمْ يَكُنِ اخْتِلافٌ، وَلكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ، فَيُمْزَجَانِ فَيَجِيئَانِ مَعاً، فَهُنَالِكَ اسْتَحْوَذَ الشَّيْطَانُ عَلى أَوْلِيَائِهِ، وَنَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنى.
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يحصر وقوع الفتن الكبرى التي تهدّ الأمة وتفتّت وحدتها في أمرين…الاختلاف في الاجتهاد ليس مبرّراً للإرهاب الفكري
الشيخ حسن الصفار
في مواجهة التحدّيات المعرفية الخطيرة أمام الفكر الديني، وفي مقابل الطوفان الثقافي العالمي الجارف الذي يقتحم كلّ زوايا مجتمعنا وغرف بيوتنا، ويستقطب بوسائله الإعلامية والمعلوماتية المتطوّرة اهتمامات أبنائنا وبناتنا، هناك حاجة ماسّة لتكثيف العطاء الفكري والثقافي من قبل المرجعيّات والجهات الدينية. كما أنّ تطوّر الحياة وتقدُّم مستوى العلم والمعرفة يستوجب تطوير استراتيجيات الطرح الديني، وتجديد خطط التثقيف والتوجيه. إنّ على الساحة الدينية أن تثبت قدرتها على مواكبة التغيّرات والاستجابة للتحدّيات. وذلك لا يتحقّق إلا بتوجيه الاهتمام نحو التحدّيات الكبيرة، وبتضافر الجهود نحو الأهداف المشتركة، أما الانشغال بالخلافات الجانبية والقضايا الجزئية، فإنّه يشكّل هروباً من المعركة الأساس، ويُضعف…افتراءات
نَسَبَ دعاة التفرقة القول إلى شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالتحريف، وأغرب من ذلك ما جاء في كتاب الأستاذ خالد محمد خالد (الديمقراطية) وهو أحد المتخرّجين من جامعة الأزهر.
قال: وهناك دولة مثل إيران، ومثل العراق، أما الأولى فيدين جميع أهلها بمذهب الشيعة إلا قليلاً منهم، وأما الثانية فتضمّ من الشيعة عدداً غير قليل، والشيعة كما نعلم، لبعض طوائفهم قرآناً غير قرآننا، وهم لا يعترفون بالسُّنّة وأحاديث الرسول التي يرويها وينقلها أئمة أهل السُّنَّة، مع أنّ هذا التراث الهائل يمثِّل المذكّرة التفسيرية لمبهم القرآن ومجمله، واستطرد في حديث يلصق بالشيعة ما يبرأون منه، والذي يهمّنا الآن ونحن نتحدث عن عقيدة…أدوات الفتنـة في الواقع الإسلامي
العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله
من بين الوسائل الّتي قد تُثير الفتن وتربك الواقع، وتؤدّي إلى بعض الانطباعات السّلبيّة عن بعض الأشخاص أو عن بعض الجهات، ما يُثار من أخبار عن أشخاصٍ مُعيّنين أو عن جهات معيّنة، ولا سيّما في هذا العصر الّذي كثُرت فيه وسائل الإعلام الّتي تنقل الخبر وتصنع الأكاذيب وتثير الإشاعات، سواء كانت من وسائل الإعلام المسموعة، من قُبيل ما نسمعه في الإذاعات أو في أشرطة التّسجيل، أو من وسائل الإعلام المرئيّة، كما نلاحظه في التّلفزيونات وأمثالها، أو المقروءة كالصّحف، أو المسموعة على المستوى الاجتماعي كما يتناقله النّاس في السّهرات وفي الخطابات... هذه الوسائل قد…ادرسوا الخبر.. واعقلوه
عمار كاظم
التديّن ليس فقط صلاة وحجّاً بل الإنسان اللسان
السخرية والاستهزاء والهمز واللمز وسوء الظنّ والتجسّس والغيبة والبهتان والافتراء وإشاعة الفاحشة كلّها ممارسات أخلاقية وسلوكية محرمة تستهدف حرمة الإنسان والنيل من شخصيته ومكانته الأدبية وتحطيم شخصيته وقيمته المعنوية.
ومن بين الوسائل التي تثير الفتن وتُربك الواقع، وتؤدّي إلى بعض الانطباعات السلبية عن بعض الأشخاص أو عن بعض الجهات، ما يثار من أخبار عن أشخاص معنيّين أو عن جهات معيّنة، ولا سيّما في هذا العصر الذي كثرت فيه وسائل الإعلام التي تنقل الخبر وتصنع الأكاذيب وتثير الإشاعات، سواء كانت من وسائل الإعلام المسموعة، أو وسائل الإعلام المرئية، أو المقروءة أو…المشكلة الفكرية مع المسيحيين
إنّ أقصى أنواع الضعف أن تتّهم الآخرين ممّا هم ليسوا فيه، وهذا غاية الظلم وإنّما يحتاج إلى الظلم الضعيف حسب تعبير الإمام زين العابدين(ع) في دعائه المأثور، وهذا الضعيف يطرح عنواناً تشكيكياً ينسبه إلى سماحة السيد، ورد فيه: لم يبقَ من خلاف مع المسيحية إلاّ المشكلة الفكرية في فهمهم للتوحيد ولشخصية المسيح وعلاقته مع الله (من وحي القرآن) ج2 ص9، مما يوحي للقارىء أو المستمع أنّ سماحة السيد يتحدّث عن الموضوع في عصرنا الحالي... لا شكّ أنّ هذا الضعيف يعرف مقصود السيد، ولكن لأنّ الصدر فاض بالأحقاد، فإنّه يعتمد على التلفيق والتشكيك، ولكنّ كلّ ذلك من دون طائل...
ونحن لو…