تفسير القرآن
التوبة / من الآية 42 إلى الآية 48

من الآية 42 الى الآية 48
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيــات

{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ* لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ* إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ* وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ* لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ* لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَآءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}(42ـ48).

* * *

معاني المفردات

{عَرَضًا}: العرض: ما لا يكون له ثبات، وقد يطلق على المال الدنيوي.

{قَاصِدًا}: أي متوسطاً غير متناهي البعد.

{الشُّقَّةُ}: الناحية التي تلحقك المشقة في الوصول إليها.

{وَارْتَابَتْ}: توهمت.

{انبِعَاثَهُمْ}: الانبعاث: الانطلاق بسرعة في الأمر.

{فَثَبَّطَهُمْ}: أوقفهم عن الأمر بالتزهيد فيه.

{خَبَالاً}: اضطراباً في الرأي.

{ولأوْضَعُواْ}: ولأسرعوا في الشرّ.

{خِلالَكُمْ}: أي بينكم.

{وَقَلَّبُواْ}: التقليب: تصريف الشيء بجعل أعلاه أسفله. ورجلٌ حُوّلٌ قُلّبٌ كأنه يقلب الآراء في الأمور ويحوّلها.

* * *

كشف نفاق المعتذرين عن القتال

وكانت الغزوة التي دُعُوا إليها غزوة تبوك التي تبعد مسافةً طويلة عن المدينة ممّا لا يتحمّله أولئك المنافقون الذي لا يتحمّسون للجهاد من حيث المبدأ، فكيف إذا كان خارجاً عن المألوف في بعض التفاصيل، حيث يضيف إلى مشاكل الجهاد، مشاكل السفر الطويل، فاعتذروا من النبيّ، وحاولوا أن يثيروا بعض المبررات الذاتية التي تحاول أن توحي في الظاهر، بأنهم يمتنعون عن الخروج لموانع اضطراريّة، لا لحالةٍ تمردّية، وجاءت هذه الآيات لتفضح هذه اللعبة، وتكشف واقعهم الداخلي البعيد عن خطّ الانسجام مع الأهداف الرساليّة التي يستهدفها المؤمنون في التزامهم بأوامر النبي(ص) ونواهيه من خلال الخطّة الشاملة التي تثبّت مواقع الإسلام في الأرض.

* * *

طلب الغنيمة بدون مشقة

{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا} أي لو كان هذا الأمر الذي دعوتهم إليه يمثل غنيمة سهلة التناول قريبة المأخذ، وسفراً متوسطاً لا مشقّة فيه ولا عناء {لاَّتَّبَعُوكَ} وساروا معك ليحصلوا على الغنيمة، كما كانوا يخرجون في المعارك السابقة طمعاً في الغنائم {وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} والمسافة التي تكلفهم جهداً مضاعفاً لا يغريهم بالحركة والاستجابة للدعوة، لأنّهم لا يجدون في ما يمكن أن يحصلوا عليه من المغانم عوضاً عما يتكلفونه من التعب والمشقّة. {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ} ليؤكدوا إيمانهم وإخلاصهم بطريقةٍ استعراضيّةٍ يحاولون من خلالها إخفاء الواقع المزيّف الذي يعيشون فيه، كما في الكثيرين الذين يتخذون الحلف بالله ستاراً لإخفاء أوضاعهم النفسية والعملية القلقة، ليحصلوا على الثقة من أقرب طريق، وليبرّروا انحرافهم بمبرراتٍ لا تخضع إلى قاعدة. فهم يقسمون الأيمان المغلّظة {لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ} فالمسألة عندهم ليست مسألة تكاسلٍ وتمرّدٍ، بل هي مسألة عجزٍ عن الخروج لمرضٍ ونحوه، فلا مجال للتشكيك بهم والتنديد بموقفهم عندما يرجع المسلمون من مسيرتهم ويوجهون إليهم اللوم على تخلّفهم. {يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ} في هذا الجو النفسيّ الخائف من الفضيحة والأسلوب المرتبك في الاعتذار الذي يكاد ينمّ عما في الداخل، بحيث يشعرون بالتمزّق الداخلي الذي يمنعهم من الشعور بالثقة والاستقرار، وربما كان المعنى، أنهم يهلكون أنفسهم بهذا الأسلوب الملتوي الذي يواجهون فيه الهلاك على مستوى الدنيا بالفضيحة، وعلى مستوى الآخرة بالعقاب {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} في ما يحلفون ويؤكدون، فلا يخفى عليه شيءٌ من أمرهم.

* * *

معنى العفو عن النبي

{عَفَا اللَّهُ عَنكَ} وهذا أسلوبٌ في العتاب لا يعنف في المواجهة، بل يرقّ ليخفّف من وقع الخطأ، انطلاقاً من عدم اطّلاعه على مواقفهم الحقيقيّة مما يؤدي إلى تصديقهم في ما يقولون أو حملهم على الصحة، أو من سعة صدره التي تدفعه إلى عدم إحراج هؤلاء في موقفهم. وقد يثار في هذا المجال موضوع العصمة، لأن العفو، في ما توحي به الكلمة، يفرض أن هناك ذنباً يحتاج صاحبه إلى العفو عنه، ولكن الموضوع ليس كذلك، لأن مثل هذه الكلمة تستعمل في مقام العتاب الخفيف الذي يكشف عن طبيعة الخطأ غير المقصود للتصرّف، كما أن الحادثة لا تحمل في داخلها أيّة حالةٍ من حالات الذنب، فالنبيّ يملك أمر الحرب، فيأذن لمن يشاء بالخروج أو لا يأذن، فليس للمسألة واقعٌ خارج نطاق إرادته، وليست هناك أوامر إلهيّة في مسألة خروج هؤلاء وعدم خروجهم، ليكون تصرّفه(ع) مخالفةً لها، بل كل ما هناك أن الله أراد أن يضع القضية في نصابها الصحيح، من المصلحة الغالبة في ترك الإذن لهم، ليفتضح أمرهم ويتبيّن زيفهم بشكل واضح، فيتعرّف المسلمون على حقيقتهم، فيرفضوهم من موقع الحقيقة الداخلية التي تنكشف من خلال تصرّفاتهم، فالمسألة تدخل في دائرة مخالفة ما هو الأولى في التصرف، وليس في ذلك انتقاصٌ من عصمته وانسجامه مع الخطّ الذي يريد الله له أن يسير فيه، فقد ترك الله للنبي(ص) مساحةً يملك فيها حريّة الحركة من خلال ما يدبِّر به أمر الأمة بالوسائل العادية المألوفة التي قد تخطىء في بعض مجالاتها، لا بالوسائل الغيبيّة التي لا يملكها بطريقةٍ ذاتيّة، لم يكشفها الله له بشكلٍ مطلق، تماماً كما هي الحال في ممارسته القضاء بين الناس حيث قال: «إنما أقضي بينكم بالأيمان والبيّنات»[1].

* * *

معنى خطأ النبي

وليست هناك مشكلة أن يقع الخطأ، في ما هو الواقع في رصد الأشياء الخفيّة من خلال غموض الموضوع لعدم وضوح وسائل المعرفة لديه، ما دام الغيب محجوباً عنه، إلاّ في ما أوحى به الله إليه من أسرار علمه. وهذا ما أراد القرآن تأكيده في أكثر من آية، في توضيحه لكثير من حقائق الأمور بعد وقوعها وتحرُّكها في دائرة خلاف الأولى، في ما كان وجه الصلاح غامضاً فيه من جهة ظواهر الأشياء، كما في هذه المسألة التي أراد الله أن يوحي من خلالها بالحقيقة إلى نبيّه، الذي أذن لهم في عدم الخروج انطلاقاً من سموّ أخلاقه وسعة صدره ومواجهته الحالة بالرفق واللين، من خلال ما حدثنا الله به عن أسلوبه في الحياة. ولكن القوم لم يكونوا بالموقع الذي يستحقون فيه ذلك، وهكذا كان خطابه لنبيّه بأسلوب العتاب المحبّب {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}َفي ترك الخروج، فقد اعتبروا ذلك حجّة لهم أمام المسلمين الآخرين في تأكيد صدقهم في الإيمان، وانسجامهم مع خط الطاعة لله وللرسول، فهم عندما يتخلَّفون، لا ينطلقون في ذلك من موقف ضعفٍ في الإيمان، بل من موقف رخصةٍ لهم في ذلك. وفي ضوء هذا، لم يكن هناك مجالٌ لظهور نفاقهم ـ في مواقع التمايز بين الصادقين والكاذبين ـ أمام الملأ كافة، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} من موقع التجربة الحيّة أمام الأوامر الحاسمة التي لا عذر لأحد في مخالفتها في ما توحي به من الشمول والإلزام.

* * *

الخط الفاصل بين سلوك المؤمنين وغير المؤمنين

وتنطلق الآيات لتوضّح الخط الفاصل بين سلوك المؤمنين وسلوك غير المؤمنين في القضايا التي تمثّل الإخلاص لله، في ما يتصل بقضية المصير في مسألة المواجهة بين الكفر والإيمان في المعركة الفاصلة، ليكون ذلك هو الميزان الذي توزن به الأشياء في تقييم الأشخاص والمواقف. {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} لأنهم يعيشون الإخلاص لله، والطاعة لأوامره، والمحافظة على دينه، والرغبة في ثوابه، والحصول على رضاه، ولذلك فإنهم يتحركون في مواقف الجهاد من هذا الموقع، فلا يلتمسون العذر في التخلف عنه، بل يعملون على إزالة الموانع في الانطلاق نحوه، لأنهم لا يرونه مشكلةً شخصيّةً لهم، بل حلاً لمشكلة الإسلام في صراعه مع الكفر، مما يرون فيه المسؤولية الكبيرة التي تفرض عليهم أن يقدّموا أموالهم وأنفسهم قرباناً لله في هذا السبيل، الذي تتجسد فيه خطوط التقوى، وحركيّتها وفاعليتها في حياة الفرد والأمّة {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} بسبب ما يعلمه من صدق الإخلاص في قلوبهم، ودقّة الالتزام في سلوكهم، وصفاء العقيدة في أرواحهم.

* * *

إنما يستأذن المرتابون

{إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر} من هؤلاء الذين ساروا معك من مواقع المصلحة الشخصية، في ما تمثله من الرغبة والرهبة، بعيداً عن المسؤوليّة المنطلقة من واقع الإيمان، فهم لا يملكون وضوح الرؤية للخطّ الذي يربط مسألة الجهاد بالله، وحركة الإيمان في الوجدان، بحركة الإنسان في الحياة، ولهذا كانوا يعيشون القلق مع كل دعوةٍ للخير، والحيرة مع كل انطلاقةٍ للجهاد.. {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ} ففقدت صفاء المشاعر وصدق النوايا، فعاشوا في داخلها ظلام الشك، وضباب الريبة {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} فلا يسكنون إلى قاعدةٍ، ولا يستريحون إلى حقيقة، بل هو الشك والحيرة والقلق والضياع.

* * *

إرادة الخروج تستلزم إعداد العدة

ويمضي القرآن في تصوير خصائصهم النفاقيّة، في أسلوب واضح يكشف حقيقة الزيف الذي يحاولون تغطيته بالمظاهر الخادعة: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً} في بداية الأمر، قبل أن يأخذوا الإذن والرخصة من النبي(ص)، تماماً كأي شخص يعيش قضيّة الطاعة في الجهاد الشامل الذي لم يستثنِ فيه الله أحداً، إلاّ من كان له عذرٌ ضاغطٌ في نطاق الظروف الصعبة المحيطة بالشخص جسديّاً وعقليّاً. ولكنهم لم يبدوا أيّ استعداد يوحي بالجديّة في الموقف والصدق في العزيمة، انطلاقاً من الحالة النفسية المعقّدة التي تتحكم فيهم فتمنعهم من التحرك في الاتجاه السليم، {وَلَـكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ} لأنه اطلّع على مكامن العقدة في نفوسهم {فَثَبَّطَهُمْ}وأخرهم عن الخروج {وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} العاجزين، أو المتكاسلين الذين لا يعيشون مسؤولية القضايا الكبيرة، في ما يفرضه الإيمان على الإنسان في الحياة. وقد أوضحنا ـ أكثر من مرة ـ أنّ نسبة تأخير الأشياء إلى الله في أعمال السوء التي يقوم بها الإنسان، لا تمثِّل حالةً جبريّة قسريّة في حركة الإرادة لدى الإنسان، بل تمثل الحالة التي يملك فيها الإنسان موقع السبب المباشر في المسألة، التي ترتبط بأدوات العمل وقانون السببيّة الذي تربط بين الأشياء ومقدماتها.

* * *

خروج المنافقين يسبب الاضطراب في صفوف المسلمين

وهكذا أبقاهم الله في دائرة التثبيط، فلم يخرجهم منها بطريقة غير عاديّة، لما في ذلك من مصلحة الإسلام والمسلمين، لأنهم يمثلون في مواقع عقدة النفاق في نفوسهم، الخطر الداخلي على المجتمع الإسلامي الذي يعملون على الكيد له بمختلف الوسائل في الحالة العاديّة في أوقات السلم، فكيف يكون الأمر في الحالات الشديدة الاستثنائية، في أوقات الحرب، فإن الخطر ـ عندئذ ـ يزداد أضعافاً نظراً لخطورة النتائج على مستقبل الأمة في حالة الحرب، أكثر من حالة السلم. وهذا ما صوّره الله في الآية الكريمة: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً} وفساداً واضطراباً في الرأي وارتباكاً في الموقف {ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ} والإيضاع الإسراع في الشر، وذلك بما يثيرونه من عوامل الفتنة بين المسلمين، وما يستغلونه من الحساسيات التي تثير المشاعر وتعقّد العلاقات {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} ليمزّقوا وحدة الصف، ويحطّموا قوّة الموقف {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} يتأثرون بأساليبهم وأقوالهم وحركاتهم {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} الذين يبغون في الأرض بغير الحق ويثيرون الفتن ويبثّون الدسائس والمؤامرات، ومنهم هؤلاء المنافقون الذين انطلقوا في حركة الحاضر امتداداً لحركة الماضي في نطاق الفتنة {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ}، من خلال ما قاموا به من أساليب التفرقة، وإثارة الحساسيات بين المسلمين {وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ} بدعوة الناس إلى الخلاف، وإثارتهم ضد دعوات الجهاد، وتحالفهم مع اليهود والمشركين ضد الإسلام والمسلمين، وتخطيطهم للمؤامرات التي تمثل الكيد لله ورسوله. وامتد بهم الأمر، وخيّل إليهم أنهم أمسكوا بزمام الأمور، وسيطروا على مقدرات الأشياء، {حَتَّى جَآءَ الْحَقُّ} بقوته الضاربة المتحدية {وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ} بظهور الإسلام على كل أعداء الله {وَهُمْ كَارِهُونَ} لذلك في ما يضمرونه ويظهرونه من حقدٍ على الإسلام كله، وعلى المسلمين جميعاً.

ـــــــــــــــــــ

(1) الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية ـ طهران، ج:7، ص:414، رواية:1.