تفسير القرآن
يونس / الآية 98

 الآية 98
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيـة

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}(98).

* * *

معاني المفردات

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ}: أي فلولا كان أهل قرية.

{الخِزْيِ}: الانكسار.

* * *

التوبة تمنع من العذاب

{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا} أي لو أنّ هذه القرى آمنت بما جاءت به الرسل من آياتٍ وبيّنات، لنفعها إيمانها وأنقذها من عذاب النار، كما ينفع الإيمان أصحابه في ما وعد الله به المؤمنين من الجنة التي أعدّها للمتقين المؤمنين، ولكنها لم تؤمن، فلم تنتفع بنتائج الإيمان {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} الذين دعاهم نبيّهم إلى الإيمان فتمردوا عليه، بالرغم مما أقامه عليهم من الحجة القاطعة، فدعا الله عليهم، فوعده بإنزال العذاب، ليخبرهم بذلك، من دون أن يعرّفه أو يعرّفهم بأن ذلك مشروط بعدم رجوعهم إلى الله وتوبتهم من ذنوبهم، ليكون ذلك منطلقاً للإحساس بضرورة التوبة عندما يجدون أنفسهم على شفا حفرةٍ من العذاب. وهكذا كان، فقد شعروا بالإيمان يقتحم عليهم آفاقهم لينزرع في قلوبهم.. {لَمَّآ آمَنُواْ} واطلع الله على صدقهم في موقفهم {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} لما أظهروه من الندم والخضوع والرجوع إلى الله {وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} مجيء أجلهم الذي أجّله الله لهم كرامةً لإيمانهم. وسيجيء الحديث عن قصة يونس وقومه عندما يتعرض القرآن لتفاصيلها في ما يأتي من حديث.