تفسير القرآن
يوسف / من الآية 1 إلى الآية 3

 من الآية 1 الى الآية 3
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيـات

{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}(1ـ3).

* * *

نحن نقصُّ عليك أحسن القصص

{الر} من الحروف المقطعة التي ألمحنا في ما مضى من التفسير إلى الوجوه المذكورة فيها، فراجع.

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} في إشارة إلى المضمون الفكري لايات القرآن المبيّنة للخط المستقيم الذي يجب أن يسير عليه الناس، في ما يحملونه من مفاهيم، وما يتحركون فيه من خطوات، وما يسددونه من أهداف، لأن دور الكتاب هو توضيح الصورة الحقيقية التي يريد الله للحياة أن تكون عليها. وذلك ما ينبغي على الإنسان أن يستحضره في نفسه عندما يريد تركيز مفاهيمه، والتخطيط لطريقه، ليستهدي بهدى الله.

{إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقد اختار الله رسوله من أمّة تنطق بالعربية لتكون المنطلق الأول للرسالة، من حيث الإيمان بعقيدة الإسلام والسير على شريعته، وحمل رسالة الدعوة إليه، وكان لا بد لهذه الأمة أن تملك الوضوح في وعيها للرسالة وفي فهمها لها، الأمر الذي فرض أن ينزل القرآن بلسان عربيّ مبين، وهكذا أنزله الله قرآناً عربياً، ليبني للأمة، التي نزل فيها، عقلها وفكرها، لتعقل ما يريد الله لها أن تعقله من شؤون الحياة العامة والخاصة.

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ} الذي أطلق القصة، بهدف إظهار العبرة التي تفتح القلوب والعقول على كلمة الله، وتزيل عنها حجاب الغفلة، بما تعنيه المعرفة من يقظة الفكر والروح، {وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} في ما يفرضه عدم العلم من غفلة عن كثير من شؤون الحياة والتاريخ.