تفسير القرآن
البقرة / من الآية 204 إلى الآية 207

 من الآية 204 الى الآية 207

الآيــات

{وَمِنَ النّاس مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّه أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النّاس مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللّه وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (204ـ207).

* * *

معاني المفردات:

] أَلَدُّ[ : شديد عنيد في خصومته وجدله، واللدد: شدّة الخصومة. يُقال: رجل ألدّ وقوم لُدّ، والألد: الخصيم الشديد التأبي وجمعه لُدّ. قال الراغب: وأصل الألدّ الشديد اللَّدد، أي: صفحة العنق، وذلك إذا لم يمكن صرفه عمّا يريده[1].

] الْخِصَامِ[ : المخاصمة، يُقال: خاصمته وخصمته مخاصمة وخصاماً. قال الزمخشري: وإضافة الألدّ بمعنى في، كقولهم: ثبت العذر أو جعل الخصام ألدّ على المبالغة، وقيل: الخصام: جمع خصم كصعب وصعاب، بمعنى: وهو أشدّ الخصوم خصومة[2]. وقال الراغب: أصل المخاصمة أن يتعلّق كلّ واحدٍ بخصم الآخر، أي: جانبه[3].

] الْحَرْثَ[ : إلقاء البذر في الأرض وتهيؤها للزرع، ويطلق على نفس الزرع قائماً كان أو حصيداً، ويطلق على النساء تشبيهاً: ] نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّه وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ[ [البقرة:223]. وأصل الحرث: الكسب والجمع.

] وَالنَّسْلَ[ : الأولاد، قال الراغب: النسل: الولد لكونه ناسلاً عن أبيه[4]، وأصل النسل: الانفصال عن الشيء أو الخروج.

] الْعِزَّةُ[ : القوّة التي يمتنع بها عن الذلة، وقيل في معنى ] الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ[ قولان: أحدهما: حملته العزّة والحمية الجاهلية على فعل الإثم ودعته إليها، كما يُقال: أخذته بكذا أي ألزمته. والثاني: أخذته العزّة من أجل الإثم الذي في قلبه.

] الْمِهَادُ[ : الوطاء من كلّ شيء. وكلّ شيء وطئته فقد مهدته. والأرض مهاد لأجل توطئته للنوم والقيام.

] يَشْرِي[ : يبيع، أخذ الثمن ودفع المثمن، قال الراغب: لفظ البيع والشراء يستعمل كلُّ واحد منهما في موضع الآخر[5].

* * *

مع نموذجين من النّاس في مواقف الحياة:

في هذه الآيات صورة معبّرة عن نموذجين من النّاس، لا يخلو منهما زمان ولا مكان أمام مواقف الحقّ والعدل والإيمان، فهناك النموذج المنافق الذي يحاول أن يستغل طيبة النّاس وبساطتهم وصدقهم، حيث يوحي إليهم بأن الذي يعايشونه طيّب وصادق ونظيف، فيستسلمون لكلماته الحلوة، وأساليبه الناعمة، ومواثيقه المؤكدة التي يحاول من خلالها أن يوحي للنّاس بأنه يحمل في قلبه كلّ النوايا الخالصة والأفكار الخيّرة التي تبني للنّاس حياتهم وتوجهها إلى الطريق الحقّ والسعادة الكبيرة: ] وَمِنَ النّاس مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا[ في دلالته على إخلاصه وأمانته وتخطيطه للعمل الصالح الذي يتصل بحياة النّاس في قضاياهم العامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية، ] وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ[ بالأيمان المغلظة والتأكيدات الحاسمة، ليخضع النّاس له من باب قداسة الشهادة وعظمة الميثاق.

ويكمل القرآن الصورة من جانبها الآخر عندما ينفذ بنا إلى حياته الداخلية: ] وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ[ ، أي: شديد الجدال والعداوة للمسلمين وللحقّ. ذلك هو واقعه في منطلقاته الفكرية والروحية الذي لن يتعرف النّاس عليه إلاَّ من خلال التجربة المرة التي تظهر كلّ ما يحمله من المعاني السيئة الشريرة التي تختبىء خلف قناع الوجه الذي يمثّل الصدق والوداعة، أو الكلمة التي تمثّل الحقّ والبراءة، ليتوصل من خلال ذلك إلى ما يريده من جاهٍ ومالٍ وشهوة، حتى إذا استقام له الأمر، وانفصل عن جوّ التمثيل، انطلق بعيداً عن كلّ ما كان يقوله ويؤكده ويظهر به، ليتحرّك في الأجواء الحاقدة الطاغية الباغية التي يهلك فيها الحرث والنسل.

] وَإِذَا تَوَلَّى[ ووصل إلى الموقع القيادي الذي يطمح إليه من أجل الحصول على النتائج المعنوية والمادية لحساباته الخاصة، واكتسب ثقة النّاس به وتأييدهم له، فأصبح رمزاً دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً يُشار إليه بالبنان، ويجري النّاس من خلفه تابعين له، ] سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ[ بما يثيره في المجتمع من المشاكل والمنازعات والوسائل المدمّرة التي تحطم كلّ ما في الحياة من ثروة، ومن بشر... وينطلق في المجالات التي تفسد واقع النّاس الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويمتد في طغيانه بعيداً عن رضا اللّه ومحبته.

وقد اختلف المفسرون في كلمة ] وَإِذَا تَوَلَّى[ فقال بعضهم: إنها الإعراض والإدبار في مقابل إقباله على النّاس بكلامه المعسول، وقال بعضهم: إنها الولاية، أي: إذا كان والياً فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد في الأرض بإهلاك الحرث والنسل، كما يقول صاحب الكشاف[5]. ولعلّه الأقرب، لأنَّ تلك الصفات توحي بالسلطة الكبيرة التي تمكنه من ذلك، وتبرر له الاستعلاء على الوعظ والنقد والأمر بالتقوى... واللّه العالم بأسرار آياته.

] وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ[ فإنه سبحانه يريد للحياة أن تعيش في أجواء الخير والصلاح التي تنمي خيراتها، وتطوّر مجتمعاتها، وترتفع فيها بالإنسان إلى الدرجات العلى في عقله وروحه وحركته. ولذلك أرسل رسله بالرسالات المتنوّعة التي تخطّط للحياة الإنسانية، لتسير في الاتجاه الصحيح الذي ينسجم مع عناصر الحياة المودعة في شخصية الإنسان، وفي حركة السنن الكونية في الحياة. وربما كان هذا ما استوحى منه الإمام الصادق (ع) ـ في ما روي عنه ـ أنَّ المراد بالحرث هنا الدِّين، وبالنسل الإنسان؛ باعتبار أنَّ اللّه زرع الدِّين في نظام الإنسان في الحياة، تماماً كما هو الزرع في نظام الأرض؛ الأمر الذي جعل من هذا النموذج الذي يتولى المسؤوليات العامة في المجتمع، مشكلة للنّاس في منع انطلاقة الدِّين في خطّ الاستقامة الذي يؤدي إلى الصلاح، وذلك هو هلاك الحرث الاجتماعي في نظام الحياة، على سبيل الاستيحاء لا على سبيل المعنى. واللّه العالم.

وقد تكون كلمة ] وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ[ واردة على نحو الكناية، لأنَّ الطغاة المنافقين الذين يتولون أمور الأمّة يعملون على إبادة حضارتها الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، بحيث لا تبقى هناك أية قوّة لأي وجود، ولا أية ثروة لأية جماعة؛ فكأنه يهلك الحرث والنسل، لأنه يهلك الواقع السليم كلّه. وهذه عبارة تتكرر في الأساليب الأدبية في مقام التعبير عن الإنسان الذي يخرّب الواقع كلّه.

] وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّه[ ووقف أمامه الناصحون والناقدون لينصحوه، ويُبيّنوا له خطأ السبيل التي يسير فيها، وليعظوه، ويوجهوه إلى خطّ التقوى الذي يدفعه إلى مراقبة اللّه في كلّ شؤون الحكم والحياة ] أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ[ ، فتمسك به والتزمه اعتزازاً به، فلم يستمع للنصائح، ولم يأخذ بالمواعظ؛ بل امتدّ في طغيانه واستعلى واستكبر في عملية إيحاء كاذب بأنه فوق مستوى النقد والشبهات، فهو الذي يعطي للآخرين برنامج العمل ويحدّد لهم مسيرة الحياة، فلا يجوز لأحد أن يحدّد له برنامجه ومسيرة حكمه.

وتختم الآية الصورة بالمصير الذي ينتظر مثل هذا الإنسان ] فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ[ يعذب فيها أشدّ العذاب، ] وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ[ الذي مهّده لنفسه بعمله وجريمته.

تلك هي صورة هذا النموذج الذي يتمثّل بشخصية المنافق الذي يتحرّك في حقول الدِّين والسياسة والاجتماع في كلّ زمان ومكان، هذا الذي يبيع نفسه للشيطان في كلّ ما يمثّله من التواء وانحراف وإغراء وإغواء، من أجل أن يؤدي بنا إلى الانهيار والدمار من حيث لا نشعر ولا نريد.

وهناك صورة أخرى لنموذج جديد مشرق في داخل الحياة وخارجها، تتمثّل بالإنسان الذي شرى نفسه للّه من أجل الحصول على رضاه[7].

] وَمِنَ النّاس مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضَاتِ اللّه[ الأمر الذي يجعله يشعر أنه لا يملك نفسه ولا يرى لها حريّة مطلقة بعيداً عن إرادة اللّه وطاعته. ولذلك فهو يعيش الإحساس العميق بأنَّ عليه أن يبذل كلّ طاقاته الفكرية والروحية والجسدية في سبيل اللّه، فلا مجال للترف الفكري في الأجواء التي تتحرّك فيها التحدّيات الفكرية ضدّ الفكر الحقّ، ولا موقع للخيال أمام حاجة الواقع إلى التعامل مع الظروف الموضوعية المطروحة في الساحة، ولا وقت للفراغ في المجالات التي يشعر فيها الإنسان بالزمن يضيق عن المطامح الكبرى للقضايا الأساسية الحيّة في واقع الإنسان والحياة. وهكذا تنطلق حياته لتتحرّك من موقع الحقّ المتحرّك في أكثر من اتجاه ضدّ خطوات الباطل التي تطلق التحدّي في أكثر من مجال.

إنه نموذج الرساليين الذين يعيشون رسالتهم في كلّ مظهر لحركة الحياة من حولهم، ويعيشون حياتهم من أجل رسالتهم في الخطّ المستقيم؛ فلا ينحرفون أمام كلّ محاولات الإغراء ولا يستسلمون لكلّ عوامل الضغط؛ بل يظلون في الموقع الصلب، في ساحات التحدّي الصعب، ليشهدوا اللّه على أنهم صدقوا العهد وأكدوا الميثاق بجهادهم وتضحياتهم في سبيله، ولم تأخذهم فيه لومة لائم.

] وَاللَّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ[ فهو الذي يتقبل منهم هذه النفوس المجاهدة التي تستقبل الموت بكلّ رضى واطمئنان، انطلاقاً من خطّ الواجب الذي تلتقي فيه الرسالة بالشهادة والشهادة بالنصر، ويجزل لها الثواب في مستقر رحمته ورضوانه، وهو الذي يجازيهم الثواب الكثير بالعمل القليل.

وقد يمكن لنا استيحاء الصورة في مجالها المتجسد في صورة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) في ما يذكره الرازي في تفسيره ـ في ما نقله عنه صاحب تفسير الكاشف ـ قال: جاء في سبب نزولها ثلاث روايات، منها أنها «نزلت في عليّ بن أبي طالب (ع) بات على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة خروجه إلى الغار، ويروى أنه لما نام على فراشه، قام جبريل(ع) عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة»[8].

وقد جاء في التفاسير أنَّ النبيّ (ص) لما أراد الهجرة إلى المدينة، خلف عليّ بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خروجه إلى الغار، وقد أحاط به المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، وقال له: اتّشح ببردي الحضرمي الأخضر ونم على فراشي، فإنه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء اللّه تعالى. ففعل ذلك عليّ، ويروي الثعلبي في تفسيره ـ كما ينقلها البحراني ـ هذه الرِّواية ثُمَّ يقول «فأوحى اللّه تعالى إلى جبرائيل وميكائيل: إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه، فأيكما يؤثر أخاه؟ فكلاكما آثر نفسه على صاحبه: ألا كنتما مثل وليّي عليّ بن أبي طالب (ع)؛ آخيت بينه وبين محمَّد نبيي، فآثره بالحياة على نفسه، ثُمَّ رقده على فراشه، يقيه بمهجته. اهبطا إلى الأرض جميعاً واحفظاه من عدوه.

فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرائيل يقول: بخٍ بخٍ، من مثلك يابن أبي طالب؟ واللّه يباهي بك الملائكة، فأنزل اللّه ] وَمِنَ النّاس مَن يَشْرِي نَفْسَهُ..[ الآية[9].

ولم تركز الآية على شخصية عليّ (ع)، بل أطلقت التعبير ] وَمِنَ النّاس[ لأنَّ القضية هي أنَّ اللّه يريد للنموذج ـ الفكرة أن ينطلق ليكون عاماً في حياة النّاس، وذلك من خلال النموذج الأمثل في مقابل النموذج السيّىء الذي لا يفكر إلاَّ بذاته وشخصه.

إننا نجد في حياة الإمام عليّ (ع) حركة الصورة في الحياة في ما يمثّله هذا الإمام العظيم من طاقات رائعة في الفكر والتقوى والشجاعة والإبداع، حيث فجرها بأجمعها في خدمة الإسلام والمسلمين، بعيداً عن كلّ مصلحة ذاتية، حتى قال: «ما ترك الحقّ لي صديقاً».. ولم يبدد أيّ واحدة منها في الترف أو الفراغ أو خدمة الذات...

ماذا نستوحي من هذين النموذجين؟

أمّا ما نستوحيه من هذه الآيات فهو عدّة أمور:

1 ـ أن نتعلّم كيف نمنح الآخرين الثقة والتأييد والدعم، من خلال المواقف لا من خلال الكلمات والمظاهر، لأنَّ الكلمات قد تخدع، والمظاهر قد تغش، ولكن المواقف التي تتحرّك من خلال التجربة المريرة الصعبة لا تنطلق إلاَّ من قاعدة الحقّ والإخلاص. ويبقى للآيات إيحاؤها العميق الذي يريد أن يعطي الفكرة من خلال عرض الصورتين المتقابلتين، ليشعر الإنسان بأنَّ للحياة أكثر من وجه وأنَّ ظاهر الصورة قد لا يعبّر عن واقعها في كثير من الحالات.

2 ـ أن نلاحق هذين النموذجين في حركة الواقع، من أجل أن نتابع الأول بالرفض والمواجهة من أجل إزاحته من واجهة الصورة في الحياة، لتخليص النّاس من فساده وبغيه وطغيانه واستكباره، أمّا النموذج الثاني فنحاول متابعته بالتأييد والدعم والرعاية من أجل تقويته وتثبيته وتشجيع الإنسان على أن يحتذيه ويقتدي به في كلّ مواقفه ومنطلقاته، لإفساح المجال أمام القيم التي يحملها والمواقف التي يمثّلها أن تتحرّك على الساحة بالخير والإصلاح والمحبة والإنسانية الودية الذكية.

3 ـ أن نتمثّل في وعينا المبادىء السلبية من الإفساد في الأرض، وإهلاك الحرث والنسل، لنجعل منها أساساً للتعامل السلبي مع كلّ البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، لنجابهها في ما نملكه من مواقع المجابهة كما نتمثّل المبادىء الإيجابية التي تتلخص في أن يبيع الإنسان نفسه للّه ابتغاء مرضاته، لنؤكد الخطّ الإيجابي في الحياة السائر على هذا النهج في عملية تقوية وتأييد وتنمية، مهما كانت الصعوبات التي تتحدّانا، والمشاكل التي تحتوينا، فإنَّ ذلك هو الذي يحقّق لنا معنى الالتقاء برضى اللّه في ما يحبّه، والابتعاد عن سخطه في ما يكرهه؛ حتى نفهم من معنى الحبّ وعدم الحبّ، الجانب العملي الإيجابي والسلبي من خطّ العمل، لا الجانب الوجداني الداخلي الذي لا يلتقي إلا بالعاطفة الذاتية الواقعة في خطّ الانفعال.

ــــــــــــــــــ

(1) مفردات الراغب، ص:469.

(2) تفسير الكشاف، ج:1، ص:352.

(3) مفردات الراغب، ص:150.

(4) م.ن، ص:512.

(5) مفردات الراغب، ص:267.

(6) تفسير الكشاف، ج:1، ص:352.

(7) الشراء هنا بمعنى البيع كما في قوله تعالى: {وشروه بثمن بخسٍ} [يوسف:20]، أي: باعوه.

(8) الفخر الرزي، التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، ط:3، 1990، م:3، ج:5، ص:204.

(9) البحراني، هاشم البرهان في تفسير القرآن، دار الهادي، بيروت ـ لبنان، ط:4، 1412هـ ـ 1992م، ج:1، ص:207.