الآية 144
الآيــة
{ومـا محمَّدٌ إلاَّ رسولٌ قد خلت من قبلِـهِ الرُّسُـلُ أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يَضُرَّ اللّه شيئاً وسيجزي اللّه الشَّاكرين}(144).
* * *
معاني المفردات:
[محمَّدٌ]: قال في المجمع: محمَّد أخذ من الحمد، والتحميد فوق الحمد، فمعناه: المستغرق لجميع المحامد، لأنَّ التحميد لا يستوجبه إلاَّ المستولي على الأمر في الكمال، فأكرم اللّه عزّ اسمه نبيّه وحبيبه (ص) باسمين مشتقين من اسمه تعالى: محمَّد (ص) وأحمد، وإليه أشار حسان بن ثابت في قوله:
ألـم ترَ أنَّ اللّه أرسل عبـده برُهانـه واللّـه أعلـى وأمجـد
وشـقَّ له من اسمـه ليُجِلَّـه فـذو العرش محمود وهذا محمَّد[1]
[انقلبتم]: أي رجعتم إلى الوراء، والمقصود ـ هنا ـ رجعتم كفّاراً بعد إيمانكم، وهي واردة على سبيل الاستفهام الإنكاري، فإنَّ محمَّداً ليس معبوداً لترجعوا إلى الكفر بعد غيابه، بل اللّه هو المعبود الذي أرسل رسوله برسالته، فلا بُدَّ لكم من البقاء على منهاج هذه الرسالة بعد غياب الرَّسول.
* * *
مناسبة النزول:
أخرج ابن منذر عن عمر قال: تفرّقنا عن رسول اللّه يوم أحد، فصعدت الجبل، فسمعت اليهود تقول: قتل محمَّد، فقلت: لا أسمع أحداً يقول قتل محمَّد إلاَّ ضربت عنقه، فنظرت فإذا رسول اللّه (ص) والنَّاس يتراجعون، فنـزلت هذه الآية: [وما محمَّدٌ إلاَّ رسولٌ قد خلت من قبله الرُّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ اللّه شيئاً وسيجزي اللّه الشَّاكرين] الآية[1].
ونُلاحظ أنَّ هذه الرِّواية لا تنسجم مع مضمون الآية، لأنَّها ليست واردة في مقام الزجر عن اعتقاد موت محمَّد، بل هي واردة في مقام نهي المسلمين عن الكفر بعد موته، لأنَّ إسلامهم لـم يكن مرتبطاً بالنبيّ بشخصه، بل كان مرتبطاً باللّه ورسالته التي أنزلها على رسوله.
وجاء في المجمع: «قال أهل التفسير: سبب نزول هذه الآية أنَّها لما أرجف بأنَّ النبيّ(ص) قد قتل يوم أحد وأشيع ذلك، قال أناسٌ: لو كان نبيّاً لما قُتل، وقال آخرون: نقاتل على ما قاتل عليه حتّى نلحق به، وارتدّ بعضهم وانهزم بعضهم. وكان سبب انهزامهم وتضعضعهم إخلال الرماة لمكانهم من الشعب، وكان رسول اللّه(ص) نهاهم عن الإخلال به، وأمر عبد اللّه بن جبير، وهو أخو خوّات بن جبير على الرماة، وهم خمسون رجلاً، وقال: لا تبرحوا مكانكم، فإنّا لا نزال غالبين ما ثبتّم بمكانكم.
وجاءت قريش على ميمنتهم خالد بن الوليد، وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل، ومعهم النساء يضربن بالدفوف وينشدن الأشعار. ثُمَّ حمل النبيّ (ص) وأصحابه على المشركين فهزموهم، وقتل عليّ بن أبي طالب (ع) أصحاب اللواء، كما تقدّم بيانه، وأنزل اللّه نصرته على المسلمين... فلمّا نظرت الرماة إلى القوم قد انكشفوا، ورأوا النبيّ (ص) وأصحابه ينتهبون الغنيمة، أقبلوا يريدون النهب واختلفوا، فقال بعضهم: لا تتركوا أمر الرَّسول، وقال بعضهم: ما بقي من الأمر شيء، ثُمَّ انطلق عامتهم ولحقوا بالعسكر.
فلمّا رأى خالد بن الوليد قلة الرماة واشتغال المسلمين بالغنيمة، ورأى ظهورهم خالية، صاح في خيلة من المشركين، وحمل على أصحاب النبيّ (ص) من خلفهم فهزموهم وقتلوهم، ورمى عبد اللّه بن قمية الحارثي رسول اللّه(ص) بحجرٍ وكسر أنفه ورباعيته، وشجّه في وجهه، فأثقله وتفرّق عنه أصحابه، وأقبل يريد قتله، فذبّ مصعب بن عمير ـ وهو صاحب راية رسول اللّه(ص) يوم بدر ويوم أحد، وكان اسم رايته العقاب ـ عن رسول اللّه(ص) حتّى قتل مصعب بن عمير، قتله ابن قمية، فرجع وهو يرى أنَّه قتل رسول اللّه(ص) وقال: إنّي قتلت محمَّداً، وصاح صائح: ألا إنَّ محمَّداً قد قتل، ويُقال: إنَّ ذلك الصائح كان إبليس لعنه اللّه، فانكفّ النَّاس، وجعل رسول اللّه (ص) يدعو النَّاس ويقول: إليّ عباد اللّه، فاجتمع إليه ثلاثون رجلاً، فحموه حتّى كشفوا عنه المشركين...
وفشا في النَّاس أنَّ رسول اللّه قد قتل، فقال بعض المسلمين: ليت لنا رسولاً إلى عبد اللّه بن أبيّ فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان، وبعضهم جلسوا وألقوا بأيديهم، فقال أناس من أهل النفاق: إن كان محمَّد قد قتل فالحقوا بدينكم الأول، فقال أنس بن نضر ـ عم أنس ابن مالك ـ: يا قوم إن كان قد قتل محمَّد فربّ محمَّد لـم يُقتل، وما تصنعون بالحياة بعد رسول اللّه(ص)، فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول اللّه (ص) وموتوا على ما مات عليه. ثُمَّ قال: اللّهمَّ إنّي أعتذر إليك مما يقول هؤلاء ـ يعني المسلمين ـ وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ـ يعني المنافقين ـ ثُمَّ شدّ بسيفه فقاتل حتّى قُتل، ثُمَّ إنَّ رسول اللّه (ص) انطلق إلى الصخرة وهو يدعو النَّاس، فأوّل من عرف رسول اللّه كعب بن مالك، قال: عرفت عينيه تحت المغفر تزهران، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين، أبشروا فهذا رسول اللّه (ص)، فأشار إليّ أن اسكت، فانحازت إليه طائفة من أصحابه فلامهم النبيّ على الفرار، فقالوا: يا رسول اللّه، فديناك بآبائنا وأمهاتنا، أتانا الخبر بأنَّك قتلت، فرُعبت قلوبنا فولينا مدبرين، فأنزل اللّه تعالى: [وما محمَّدٌ إلاَّ رسولٌ] الآية[2].
* * *
الرسالة أصل والقيادات حملتها:
في هذه الآية تأكيد قرآنيٌ على أحد المبادئ الإسلامية الإيمانية، وهو أنَّ غياب القيادة، مهما كانت عظيمة، لا يوقف المسيرة ولا يُلغي الرسالة ـ المبدأ، لأنَّ عظمة القائد في حساب الرسالات لا تجمدها عند حدود حياته لتنتهي بانتهاء حياته، بل تمثِّل ـ بدلاً من ذلك ـ خطوةً أولى نحو الانطلاقة المستمرة في الدرب الطويل، ومرحلة متقدّمة من مراحل العمل، ثُمَّ تتبع الخطوة خطوات على الطريق، وتنطلق المراحل الجديدة على درب المرحلة القديمة... فالرسالة هي الأصل والقاعدة، والقيادات المتتابعة تمثِّل دور الحَمَلة لها، فقيمتهم بمقدار ما يقدّمون لها من خدمات وتضحيات، وعظمتهم بقدر ما يواجهونه من مواقف الصدق والإخلاص، الأمر الذي يُلغي من المسيرة عبادة الشخصية التي توحي بأنَّ الشخص هو الأساس والرسالة شأن من شؤونه وميزةٌ من ميزاته، وليس الأمر بالعكس، كما هو منطق الرسالات. ولهذا كان القرآن حاسماً في معركة أحد عندما تعرّضت حياة الرَّسول (ص) للخطر، وظنّ بعض النَّاس أنَّه قد مات، وصاح بعضهم: إنَّ محمَّداً قد قُتل، وحدثت البلبلة والارتباك وانكفأ النَّاس عن النبيّ محمَّد (ص) وما بقي معه إلاَّ قليل، وقال البعض: ليتنا نجد من يأخذ لنا الأمان من أبي سفيان، وقال آخرون: لو كان محمَّد نبيّاً لـم يقتل، الحقوا بدينكم الأوّل، كما يروي المؤرخون ذلك وغيره، في الخطّ السلبي للقضية. أمّا في الخطّ الإيجابي الذي يمثِّل الثبات على الإسلام حتّى في غياب الرَّسول القائد، فتمثّله لنا القصّة التي ينقلها الطبري في تفسيره: «أنَّ رجلاً من المهاجرين مرّ على رجل من الأنصار وهو يتشحّط في دمه[3]، فقال: يا فلان، أشعرت أنَّ محمَّداً قد قُتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمَّد قد قُتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم»[4]. وفي رواية أخرى ـ يرويها الطبري أيضاً ـ أنَّ أنس بن النضر مرّ بعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد اللّه في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال أنس: «ما يجلسكم؟ قالوا: قد قُتل محمَّد رسول اللّه. قال: وما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول اللّه. واستقبل القوم فقاتل حتّى قتل» [5].
* * *
الارتباط بالرسالة لا بالشخص:
وهكذا نجد القاعدة الإسلامية التي تربط الإنسان المؤمن بالرسالة ولا تربطه بالشخص إلاَّ من خلال الرسالة، فلا تموت الرسالة بموته، ممثّلة في بعض النماذج المؤمنة في ذلك الوقت.
وقد وقف القرآن الكريـم موقفاً حاسماً ـ كما أشرنا إلى ذلك ـ وأكّد أنَّ الرَّسول محمَّد (ص) هو أحد رسل اللّه، جاء على فترة من الزمن، وجاهد في سبيل تبليغ هذه الرسالة حتّى يربط النَّاس باللّه من خلالها؛ فإذا مات ميتة طبيعية، أو قُتل في أية معركة من معارك الجهاد، كان على الرسالة أن تستمر، وعلى النَّاس المؤمنين بها أن يستمروا معها، ولا يجوز لهم أن ينقلبوا على أعقابهم فيكفروا أو ينحرفوا عن الخطّ؛ لأنَّهم لـم يرتبطوا بالرَّسول كشخص، بل ارتبطوا باللّه ورسالاته من خلاله، وذلك هو قوله تعالى: [وما محمَّدٌ إلاَّ رسولٌ] من رسل اللّه الذين أرسلهم اللّه إلى النَّاس ليبلّغوهم رسالاته، لينطلقوا في خطِّها المستقيم في خطّ العقيدة والالتزام، [قد خلت من قبله الرُّسُلُ] فقد مضت الرّسل من قبله وقاموا بمسؤولياتهم الرسالية خير قيام، وماتوا وقتل بعضهم، وسيموت محمَّد (ص) أو يُقتل كما ماتت الرّسل أو قتلت من قبله واستمرت الرسالات من بعدهم ولـم تتجمّد عندهم، [أفإن مات أو قتل] من خلال سنَّة اللّه في عباده، [انقلبتم على أعقابكم] وتراجعتم عن الالتزام بالرسالة التي هي التجسيد الحيّ لارتباط المؤمن باللّه من خلال الارتباط برسالته، كمن يرجع القهقرى في عملية تراجعيةٍ قبيحة، في الوقت الذي كان يجب عليه مواصلة حركة السير في عملية تقدّم إلى الإمام، لا سيّما إذا كان الخطّ يمثِّل الامتداد في انفتاح الإنسان على الحقّ في امتداد المستقبل في واقع الحياة الإنسانية، [ومن ينقلب على عقبيه] فيرتدّ عن دينه ويعود إلى الكفر، [فلن يضُرَّ اللّه شيئاً] لأنَّ اللّه غنيٌّ عن عباده، فلا ينفعه إيمان من آمن ولا يضرّه كفر من كفر من ناحية الذات، فهو الذي خلقهم من دون حاجة، وهو القادر على إزالتهم من دون نقص، ولكنَّهم هم الذين يقعون في الضرر ويسقطون في هوّة الهلاك.
ثُمَّ يصعّد الموقف الذي يؤكّد المبدأ، وهكذا قررت الآية أنَّ الذي ينقلب على عقبيه بعد موت الرَّسول، بأن يكفر أو ينحرف عن الحقّ الذي بلّغه الرَّسول وأوصى به، سوف يضرّ نفسه، لأنَّه يسير بها في طريق الهلاك والدمار، ولن يضرّ اللّه شيئاً، لأنَّ رسالات اللّه لا تتوقف أو تتجمّد عند كفر كافر أو انحراف منحرف مهما كان دوره، ومهما كانت درجته وطبقته، فإنَّ المسيرة تبقى وتتقدّم، وأمّا الأشخاص فزائلون. ثُمَّ انعطفت الآية إلى السائرين على خطّ الحقّ، فاعتبرت ذلك شكراً للّه كما يجب أن يشكر، وهو ما يمثِّله الشكر العملي الذي يتحوّل إلى موقف للعمل، ولا يظلّ مجرّد كلمة تتحرّك في الشفاه، ووعدت هؤلاء بأنَّ اللّه سيجزيهم على ذلك جزاءً موفوراً [وسيجزي اللّه الشَّاكرين].
* * *
رفض الاستغراق الذاتي في الشخصية القيادية:
إنَّ هذه الآية تؤكّد الرفض الإسلامي لفكرة عبادة الشخصية بالاستغراق في ذاتياتها، بحيث يكون وجوده هو كلّ شيء في القضية، وذلك من خلال ذهنية التقديس للفرد التي تندفع في استيحاء العظمة للقائد بالدرجة التي تتوقف فيها عنده وتنسى خطّ القيادة، وتذوب في الرَّسول وتبتعد عن الرسالة؛ فكأنَّ الرسالة شأنٌ من شؤونه الخاصّة لتكون العلاقة بها من خلال العلاقة به، وليس العكس، بحيث يكون الارتباط به من خلالها، كما نلاحظه في التأكيد القرآني على صفة الرسولية في الحديث عنه لتكون الصفة حاضرة في الوجدان الديني في حضور اسمه في الوعي الداخلي والالتزام العملي.
إنَّنا لا نريد ـ في هذا المجال ـ أن نفصل بين شخصية الرَّسول وحركة الرسالة لنتصوّر وجود فاصل خارجي بينها وبينه، لأنَّ عظمة الرَّسول الذي اصطفاه اللّه من بين خلقه، في أنَّه يجسِّد الرسالة في كلّ وجوده، في ملكاته وأخلاقه واستقامته وإخلاصه للّه، فهو رسالة تتحرّك فيراها النَّاس في سيرته، وهذا ما جاء في الحديث عن النبيّ (ص) في كلام بعض زوجاته: «كان خلقه القرآن».
ولكنَّنا نريد ـ من هذا الحديث ـ أن نؤكّد على عدم الاستغراق الذاتي في شخصية الرَّسول، لنحبّه كما نحبّ أي إنسان من حيث خصوصيته الذاتية، بل نعمل على الارتباط به من حيث هو رسول اللّه الذي يحمل الرسالة في حياته وجوداً متجسِّداً، كما يحملها في عقله ولسانه دعوة إلى اللّه؛ فنبتعد عن عبادة الشخصية فيه إلى عبادة اللّه من خلال رسالته، ومن خلال كونه مظهراً لقدرة اللّه في خلق الإنسان الذي يملك أعلى صفات الكمال في شخصيته بما أفاض اللّه عليه من ألطافه الربوبية.
ولعلّ مما يسير في هذا الاتجاه في حركة الدعوة إلى الإسلام، الكلمات التي يُطلقها البعض عند غياب بعض العلماء العاملين عن الساحة وانتقاله إلى جوار ربِّه، بأنَّ الإسلام قد مات بموته، وأنَّ المسيرة ستتوقف، أو ما يقوله البعض أمام دور بعض القادة الكبار الذين يمثِّلون القمّة في المرحلة الجهادية التي تمرّ بها الأمّة، بأنَّ غيابه يمثِّل نكسة خطيرة للعمل الإسلامي الكبير الذي يتحمّل مسؤولية قيادته... فإنَّنا نعتقد ـ بوحي الآية ـ أنَّ هذه الكلمات تفتقد الدقة والوعي والمسؤولية، فإنَّ الإسلام هو الذي صاغ شخصية هؤلاء وقادهم إلى الطريق المستقيم، وهو قادرٌ في كلّ مرحلة أن يصنع قادةً وأبطالاً ومجاهدين للحاضر والمستقبل، كما قام بصنع ذلك في الماضي... وإذا كان هناك من أثر سلبي لذلك، فإنَّه يتمثّل في ضعف المرحلة مؤقتاً لفقدانها إحدى الطاقات الفاعلة، ولكنَّها لا تموت، فقد غاب الأنبياء والأئمَّة والأولياء، وبقي دين اللّه مندفعاً في الساحة من أجل أن تكون كلمة اللّه هي العليا وكلمة الشَّيطان هي السفلى. إنَّ القضية هي أن نثق باللّه لتدفعنا هذه الثقة إلى الإحساس بأنَّ اللّه ينصر دينه ولو كره المشركون في كلّ مرحلة من مراحل المسيرة، مهما ارتاب المرتابون وتقاعس المتخاذلون...
ـــــــــــــــــــ
(1) مجمع البيان، ج:2، ص:847.
(2) مجمع البيان، ج:2، ص:848ـ849.
(3) يتشخط في دمه: يتمرّغ.
(4) تفسير الطبري، م:3، ج:4، ص:150.
(5) (م.ن)،م:3، ج:4، ص:150.
تفسير القرآن