تفسير القرآن
النمل / من الآية 76 إلى الآية 85

 سورة النمل الآيات 76-85

الآيــات

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ* وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ* إِنّ رَبَّكَ يَقْضي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ* فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ* إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ* وَمَآ أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآياتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ* وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ* وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا جَآءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِى وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ} (76ـ85).

* * *

معاني المفردات

{فَوْجاً}: الفوج: الجماعة.

{يُوزَعُونَ}: يحبسون.

* * *

آفاق القرآن ودوره

ما هي آفاق هذا القرآن؟ وما هو دوره؟ وما هي طبيعته؟ إنه ليس كتاباً تجريدياً يتحدث عن الفكر في مجالات الفراغ، ويحلّق في آفاق الخيال، بل هو كتاب يرصد الواقع في الماضي والحاضر، لينفتح فيه على طبيعة المجتمعات التي يكثر فيها الخلاف وتتحرك فيها مواقع الصراع، ليعالج ذلك كله بأسلوبه المرتكز على الحكمة في الفكرة والمنهج، فيجد فيه كل مجتمع نفسه، ويحسّ بأنه يمثل صورته الحقيقية في كل مفرداته وأوضاعه، وهو في الوقت نفسه يخطط للطريق المستقيم الذي يصل بالناس إلى أهدافهم القويمة، ويوحي لهم بكل المعاني الخيّرة التي تفيض بالحب والرحمة والسعادة والطمأنينة.

* * *

القرآن هدى ورحمة للمؤمنين

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} الذين يمثلون الامتداد التاريخي لمجتمع الرسالات {أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من قضايا العقيدة والحياة. ولكن لا لتكون القصة سبيلاً للمتعة واللهو وملء الفراغ، كما يتحدث القصاصون عن التاريخ وحكاياته، بل لتكون منطلق حديث عن عمق الجذور الفكرية والروحية لتلك الخلافات وعما يمكن أن يصل إليه من النتائج الحاسمة في قضايا الحق والباطل، والخير والشرّ، والانحراف والاستقامة، وذلك من أجل تصحيح الخطأ، وتقويم الانحراف، لأنه يستهدف تثبيت القواعد الفكرية والأخلاقية التي جاءت بها الرسالات في حركة الحياة، {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ} الذين يتدبرون آياته ويحوّلونها إلى قناعات في أفكارهم وأحاسيسهم ومشاعرهم، ومواقف في خطواتهم، وحركةٍ في مواقعهم، فتنطبع بها حياتهم العملية ويعيشون في رحابها اللطف والرحمة والحنان. أمّا غير المؤمنين الذين يمرون عليه مروراً عابراً، فلا يتوقفون أمام مشارق النور في فكره، ولا عند مواقع الحق في نهجه، ولا يتحركون في خطوط الاستقامة في طريقه، أمّا هؤلاء، فإنهم لا يكتشفون فيه الهدى، ولا يعيشون فيه الرحمة، بل يبقون في تخبطهم يتحيرون، وفي ضلالهم يتيهون.

{إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ} الذي يفرق فيه بين الحق والباطل، فيدحض الباطل بالحق، ويؤكد الحق بالحجة، ويفصل بين الناس في ما اختلفوا فيه في شؤون الدين والدنيا، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ } الذي يملك القوّة التي لا يدنو إليها أحد، فتؤكد مواقع العزة لديه، ويملك العلم الذي يحيط بكل شيءٍ، فلا يغيب عنه شيء من أمور الأرض والسماء والحياة والإنسان، فهو الملجأ والمقصد.

* * *

توكل على الله

{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} واتجه إليه وأقبل عليه، ولا تتوكل على غيره، لأنه الذي يملك الأمر كله، ولا يملكه أحد معه، فهو الذي يملك كل أحد. وذلك هو النهج الذي يريد الله لك أن تسير عليه، {إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} الذي تعيش فيه الوضوح في الفكرة، والإشراق في الموقع، والاستقامة في الطريق، فلا يهمك من أنكر، ولا يضعفك من تمرّد، فليس هناك موقع للضعف في حياة الرسول إذا كان واثقاً من موقع الحق في رسالته حتى لو أنكره الناس كلهم. وقد يكون في هذا التأكيد ـ بأنه على الحق ـ لونٌ من ألوان الإِيحاء بقوّة الموقف عندما يقنع الإنسان بالحقيقة في فكره وفي نهجه وموقعه، لأنه يرتكز على القاعدة الثابتة التي لا اهتزاز فيها؛ ولذلك فإنه ينطلق من خلال الثقة الكبيرة بالخط المستقيم، فلا يبقى له إلا أن يجمع كل طاقاته، ويحرّك كل مواقعه، ويواجه كل التحديات ويتوكل على الله، لتتأكد له الثقة بالوصول إلى الهدف الكبير من خلال الله.

* * *

الموتى والصّمّ والعُمي لا يعقلون آيات الله

{إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى} الذين لا تتحرك الحياة في أفكارهم ومشاعرهم من موقع الوعي، بل تتحرك فيها من موقع اللهو والعبث واللامبالاة، فلا يواجهون الحقيقة من قاعدة المسؤولية، في إحساسٍ متبلّد، وتفكير ميِّت، فمثلهم مثل الموتى في نتائج الموقف وإن اختلفوا عنهم في شكل الحياة، في الحركة المادية في الجسد، لأن المسألة في انطلاقة الانفعال بالرسالة هي مسألة الحياة المنفعلة بالمسؤولية من خلالها لا مسألة الحياة في ذاتها، في ما تبتعد فيه الروح عن التفاعل مع الفكرة التي تواجهها في خط الدعوة، لأن فقدان الاهتمام بالشيء يعني فقدان الإحساس به.

{وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ} الذي تدعوهم إليه ليفكروا فيه ويناقشوه، ليقتنعوا به من خلال الحجة القائمة عليه، مما يمكن أن يكون هؤلاء مثلاً حياً له، على أساس أن السمع الذي يملكه الإنسان لا قيمة له إذا لم يعمل على التوجه لما يثار حوله من القضايا التي يتحدث بها الآخرون، فإذا فقد التوجه إلى ذلك، كان السمع وعدمه على حدّ سواء، وكان الإنسان الذي يملك السمع بمنزلة الأصم في النتيجة العملية للموقف. وهكذا كان هؤلاء الكفرة بمنزلة الصم عندما يدعوهم النبي إلى الإسلام {إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ} ومعرضين عن سماع الدعوة الرسالية، من خلال أجواء العناد الروحي الذي يرفض الانفتاح على كل دعوة للتفكير وللحوار حول الرأي الآخر.

{وَمَآ أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ} من هؤلاء الذين يعيشون العمى العقلي والقلبي، في ما يمكن أن يثيره النبي من القضايا الرسالية في العقيدة والعمل ليدلهم على الطريق المستقيم الذي يدعوهم إلى رؤيته في ما يواجهونه من الطرق المتنوّعة، ليعرفوا كيف تتحرك البدايات نحو النهايات في خط الاستقامة ومجالات التوازن، في قضايا الإنسان والحياة، والعلاقة بالله. ولكنهم أغلقوا عيون عقولهم وقلوبهم عن ذلك كله، تماماً كما هم العمي في مواجهتهم للأمور التي تحتاج إلى بصر، ولذلك فإن من غير الممكن أن يتمكن النبي من هدايتهم، لأن الشرط لذلك أن تكون لديهم إرادة الرؤية والاهتداء، فإذا فقدوا ذلك، فإن المحاولة تتحول إلى نوعٍ من العبث.

{إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا} لأن الإيمان المنطلق من الفطرة المنفتحة على حقائق الإيمان، يجعل الإنسان المؤمن في حركةٍ دائمةٍ نحو المعرفة التفصيلية لكل ما يريده الله للإنسان وللحياة، في عمق المسؤولية وامتدادها، ليحدد موقفه من ذلك كله في خط الطاعة المطلقة لله، والخضوع الخاشع لإرادته، وهذا هو دور المؤمنين في حركة الحقيقة القادمة من وحي الله {فَهُم مُّسْلِمُونَ}.

* * *

القول... ودابة الأرض

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم} وثبت الوعد الإِلهي، وجاء موعد القيامة، واندفع الناس إلى الحشر ليواجهوا نتائج أعمالهم، وربما كان المراد منه العذاب الذي وعد الله المشركين به، {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} وتعلن لهم النتائج العملية لما عاشه الناس مع الأنبياء، في ما أنزل الله عليهم من رسالات، وأقام لهم من بيّنات وأظهره لهم من دلائل وآيات، وتقول لهم: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بَايَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ} لأنهم لم ينفتحوا على الحق النازل من الله والمنطلق من خلال الفطرة والمتحرك في دائرة العقل، بل فضّلوا العناد والتمرّد والبعد عن الله، وتعطيل كل عقولهم وحواسهم عن اكتشاف الحق. وهذا التفسير مبني على ظهور الآية في اعتبار قوله تعالى: {أَنَّ النَّاسَ} إلخ يمثل مضمون كلام البداية في ما أراد الله لها أن تعلنه على الناس كنداءٍ موجّه من الله، أو كنداءٍ موجهٍ منها، ولكن الله الذي أسند الإخراج إليه بضمير المتكلم، أسند الآيات إليه بالضمير نفسه. وهناك تفسير آخر ذكره صاحب الميزان، قال «وأما ما هو هذا القول الواقع عليهم، فالذي يصلح من كلامه تعالى لأن يفسّر به قوله: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَْفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت:53] فإن المراد بهذه الآيات التي سيريهم غير الآيات السماوية والأرضية التي هي بمرآهم ومسمعهم دائماً قطعاً، بل بعض آياتٍ خارقة للعادة تخضع لها وتضطر للإيمان بها أنفسهم في حين لا يوقنون بشيء من آيات السماء والأرض التي هي تجاه أعينهم وتحت مشاهدتهم.

وبهذا يظهر أن قوله: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ} تعليل لوقوع القول عليهم والتقدير لأن الناس، وقوله: {كَانُوا } لإفادة استقرار عدم الإيقان فيهم، والمراد بالآيات الآيات المشهودة من السماء والأرض غير الآيات الخارقة، وقرىء «إنّ» بكسر الهمزة، وهي أرجح من قراءة الفتح، فيؤيد ما ذكرناه، وتكون الجملة بلفظها تعليلاً من دون تقدير اللاّم.

وقوله: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} بيان لاية خارقةٍ من الآيات الموعودة في قوله: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَْفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} وفي كونه وصفاً لأمرٍ خارقٍ للعادة، دلالةٌ على أن المراد بالإخراج من الأرض إمّا الإِحياء والبعث بعد الموت، وإما أمر يقرب منه، وإما كونها دابة تكلمهم، فالدابة ما يدب على الأرض من ذوات الحياة إنساناً كان أو حيواناً غيره، فإن كان إنساناً كان تكليمه الناس على العادة، وإن كان حيواناً أعجم كان تكليمه، كخروجه من الأرض، خرقاً للعادة...»

ثم قال: «ومحصل المعنى: أنه إذا آل أمر الناس ـ وسوف يؤول ـ إلى أن كانوا لا يوقنون بآياتنا المشهودة لهم، وبطل استعدادهم للإيمان بنا بالتعقل والاعتبار، آن وقت أن نريهم ما وعدنا إراءته لهم من الآيات الخارقة للعادة المبيّنة لهم الحق بحيث يضطرون إلى الاعتراف بالحق، فأخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم»[1].

ولكن هذا التفسير غير ظاهر من الآية، وذلك بلحاظ السياق الذي دلّ على أن المقصود ليس هو اضطرارهم للإيمان من خلال كلام الدابة، لأن الوقت هو وقت الحساب على الكفر والضلال، لا وقت الهداية للإيمان، مع ملاحظة أن أمر هذه الدابة لا يزيد في دلالته عما قدّمه الله لهم من آياته الكونية أو آياته الإعجازية، بل قد تكون من خلال النظرة السريعة، أقلّ منها، وأن مسألة الاضطرار إلى الإيمان في موعد القيامة أو في موعد العذاب، لا يحتاج إلى هذه الآية، لأن كل ما في القيامة من مشاهد يؤدي إلى اليقين كل اليقين بالحق كله.

إن السياق يوحي بأن المقصود هو إعلان الأمر على الناس بما كانوا يتحركون فيه من الأخذ بالكفر، للإِيحاء إليهم بأن النتائج ستكون تابعة لذلك لأنهم كفروا، من موقع رفض الحجة، لا من موقع الشبهة. وثانياً: إن قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آياتِنَا فِي الاَْفَاقِ} الخ لا يظهر منه أن ذلك سيكون في نهاية العالم وأن المقصود به هو غير الآيات التي أودعها الله في الكون وفي الإنسان، بل إن الظاهر هو جلاء تلك الآيات الخفية بما يمكن أن يظهره الله منها من خلال وسائل المعرفة التي يحصل عليها الناس بعد ذلك من خلال تطوّر العلم، في وسائله ومكتشفاته، والله العالم.

وقد أفاض المفسرون كثيراً في الحديث عن الدابة، في طبيعتها الإنسانية والحيوانية، وفي صفاتها الغريبة، وفي كيفية خروجها ومضمون كلامها، مما لم يثبت به حجة قاطعة، وقد لاحظنا أن القرآن وضعها في موضع الإبهام، ولم يفصل أي شيء من هذه الأمور، فلنترك الخوض في ذلك كله، لأنه مما لا فائدة فيه على مستوى النهج القرآني في مضمونه وإيحاءاته.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بآيَاتِنَا} فلا يقتنع بما تفرضه من الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر، بل يبقى مستمراً في غيّه وعناده {فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي يحبسون ويوقفون بحيث يرد أولهم على آخرهم ـ كما هو معنى الإيزاع ـ وذلك هو يوم القيامة الذي يحشر الله فيه الناس كلهم، المؤمنين منهم بآياته،َ والمكذبين.

{حَتَّى إِذَا جَآءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً} لأنكم لم تتعمقوا في دراستها، ولم تفكروا بمضمونها، ولم تدخلوا مع الأنبياء في حوارٍ حولها، ليكون لكم العلم بها بالمستوى الشامل الذي تعرفون من خلاله كل مفرداتها وتفاصيلها، وبذلك كان التكذيب مستنداً إلى الجهل لا إلى حجّة، {أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} في كل ما كنتم تفيضون فيه؟ فقد كانت كل مواقفكم العقيدية والعملية، وعلاقاتكم الاجتماعية، توحي بالتكذيب القولي والعملي، مما لا تستطيعون إنكاره، ومما لا بد لكم من مواجهته في النتائج الصعبة في عذاب يوم القيامة.

{وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم} وصدر الحكم عليهم بالعذاب من الله سبحانه {بِمَا ظَلَمُواْ} أنفسهم بالكفر والتكذيب، فلا يملكون دفاعاً عن موقفهم، ولا يجدون ناصراً من دون الله {فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ} لأن الناطق بين يدي الله يوم القيامة، هو الذي يملك الحجة على موقفه.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير الميزان، ج:15، ص:397ـ398.