تفسير القرآن
القصص / من الآية 85 إلى الآية 88

 من الآية 85 الى الآية 88

الآيــات

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرآدّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ في ضلالٍ مُّبِينٍ* وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ* وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (85ـ88).

* * *

معاني المفردات

{فَرَضَ}: أوجب.

{ظَهيراً}: معيناً.

* * *

 

معاد الله

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} فكراً تركّز عليه قواعد التفكير للناس، وشريعةً تنظم حياتهم، ومنهجاً يحدد لهم خط السير، ومنطلقاً للتحدي ضدّ الذين يفرضون الشرك على فكر الحياة وحركتها، ما يؤدي إلى أكثر من مشكلة على مستوى الأوضاع العامة للنبي(ص) وللمسلمين، من تشريدهم وتهجيرهم، وتعذيب الكثيرين من المسلمين والمستضعفين، الأمر الذي قد يوحي للداعية بالقلق والحزن العميق، {لَرَآدّكَ إِلَى مَعَادٍ} يؤكد لك وللمسلمين معك الطمأنينة والاستقرار والقوّة، لأنه لم يفرض عليك القرآن ليجعلك في دائرة الضياع والاهتزاز، ولكن لينطلق بك في تجربة الدعوة إلى ساحات الصراع التي تصنع للحياة تجربتها المريرة القاسية التي تثبّت مواقع الدعوة من حركة المعاناة الصعبة التي تختزن الآلام في عمق العاملين، لتتحول ـ بعد ذلك ـ إلى مواقف إنسانيةٍ على أساس الإسلام. فإن الرسالة لا تفرض نفسها على الواقع، إلا إذا خلقت في داخله وفي آفاقه، اهتزازاً وصراعاً ومشاكل فكرية وعملية، ليكون هناك مؤيدون لها يعملون في سبيل تأييدها والدفاع عنها، ومعارضون لها يعملون في سبيل تهديمها والهجوم عليها.. وتتصاعد الأزمات وتشتد، وتعصف الرياح وتثور، ثم تكون الكلمة العليا لله، وتعود الرسالة إلى قاعدتها لتصنع القوّة، وتبني قواعد المستقبل.

واختلف المفسرون في هذا المعاد ما هو؟ «فقيل: هو مكة، فالآية وعد له أن الله سيردّه بعد هجرته إلى مكة ثانياً، وقيل: هو الموت، وقيل: هو القيامة، وقيل: هو المحشر، وقيل: هو المقام المحمود وهو موقف الشفاعة الكبرى، وقيل: هو الجنة، وقيل: هو بيت المقدس، وهو في الحقيقة وعدٌ بمعراج ثانٍ يعود فيه إلى بيت المقدس بعدما كان دخله في المعراج الأول، وقيل: هو الأمر المحبوب، فيقبل الانطباق على جلِّ الأقوال السابقة أو كلها»[1]. ويطرح صاحب تفسير الميزان ـ بعد عرضه هذه الأقوال ـ رأياً خاصاً يستوحيه من مجمل آيات السورة، ليضع الآية في موقعها الحركي في السورة فيقول: «والذي يعطيه التدبر في سياق آيات السورة، هو أن تكون الآية تصريحاً بما كانت القصة المسرودة في أوّل السورة تلوّح إليه، ثم الآيات التالية لها تؤيّده.

فإنه تعالى، أورد قصة بني إسرائيل وموسى(ع) في أوّل السورة، ففصل القول في أنه كيف منَّ عليهم بالأمن والسلام والعزّة والتمكن بعدما كانوا أذلاّء مستضعفين بأيدي آل فرعون يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وقد كانت القصة تدل بالالتزام ومطلع السورة يؤيّده، على وعدٍ جميلٍ للمؤمنين أن الله سبحانه سينجيهم مما هم عليه من الفتنة والشدّة والعسرة، ويظهر دينهم على الدين كله، ويمكّنهم في الأرض بعدما كانوا، لا سماء تظلّهم ولا أرض تقلّهم.

ثم ذكر بعد الفراغ من القصة، أنّ من الواجب في الحكمة أن ينزل كتاباً يهدي الناس إلى الحق تذكرةً وإتماماً للحجة ليتقوا بذلك من عذاب الله، كما نزّله على موسى بعدما أهلك القرون الأولى، وكما نزَّل على النبي(ص) وإن كذبوا به عناداً للحق، وإيثاراً للدنيا على الآخرة.

وهذا السياق يرجِّي السامع أنه ـ تعالى ـ سيتعرض صريحاً لما أشار إليه في سرد القصة تلويحاً، فإذا سمع قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدّكَ إِلَى مَعَادٍ} لم يلبث دون أن يفهم أنه هو الوعد الجميل الذي كان يترقبه، وخاصة مع الابتداء بقوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} وقد قدّم تنظير التوراة بالقرآن، وقد كان ما قصه في إنجاء بني إسرائيل مقدّمةً لنزول التوراة حتى يكونوا بالأخذ بها والعمل بها أئمةً ويكونوا هم الوارثين.

فمعنى الآية: إن الذي فرض عليك القرآن لتقرأه على الناس وتبلّغه وتعملوا به سيردّك ويصيّرك إلى محل تكون هذه الصيرورة منك إليه عوداً، ويكون هو معاداً لك، كما فرض التوراة على موسى ورفع به قدره وقدر قومه، ومن المعلوم أنه(ص) كان بمكة على ما فيها من الشدّة والفتنة ثم هاجر منها ثم عاد إليها فاتحاً مظفراً، وثبتت قواعد دينه واستحكمت أركان ملّته وكسرت الأصنام وانهدم بنيان الشرك، والمؤمنون هم الوارثون للأرض بعد أن كانوا أذلاّء معذبين[2].

* * *

ملاحظات على «الميزان»

وقد نلاحظ على ما تقدم في عرض الأقوال بعض الملاحظات:

أولاً: إن أكثر هؤلاء المفسرين قد تعاملوا مع كلمة {مَعَادٍ} بالمطلق، في ما يمكن أن تنطبق عليه، ولم يلاحظوا خصوصية الجوّ الذي نزلت فيه الآية، أو السياق الذي وضعت في داخله، كما نلاحظ ذلك في تفسيرها بالموت، أو بالقيامة أو بيت المقدس، مع أنه لا ربط بين فرض القرآن في حركة الدعوة في الواقع وبين هذه الأمور.

ثانياً: إن ربط الآية بالجو العام في السورة من خلال استيحاء المعنى من قصة موسى في إيحاءاتها، يتوقف على نزول هذه الآية في جوّ نزول الآيات السابقة، بينما نجد أن هناك روايات تدل على نزول هذه الآية في حركة النبي في الهجرة إلى المدينة.

ثالثاً: إن التفسير الذي ذكره الميزان لا يظهر من اللفظ بمثل هذه التفاصيل، مع ملاحظة أنه طريف في نفسه، فإن الآية تتحرك في جوّ مستقلٍّ في معالجته للظروف الموضوعية الصعبة التي كان يعيشها النبي(ص)، في داخل حالته النفسية، وفي نطاق التحديات الكافرة.

رابعاً: إن الأقرب هو إرادة مكة من الكلمة، باعتبار أنها الأقرب إلى معنى العود، لأنّ النبي(ص) كان يعيش هاجس العودة إلى مكة، كما يظهر، بينما لا تتضمن المعاني الأخرى مثل هذه المناسبة، بالإضافة إلى الجوّ العام. ولعل ما يؤيد هذا ما رواه في تفسير الكشاف من أن الآية «نزلت عليه ـ أي النبي(ص) ـ حين بلغ الجحفة في مهاجره، وقد اشتاق إلى مولده ومولد آبائه وحرم إبراهيم، فنزل جبريل، فقال له: أتشتاق إلى مكة؟ قال: نعم، فأوحاها إليه»[3] أمّا استيحاء الأجواء العامة التي ذكرناها في مقدمة تفسير الآية، فينطلق من طبيعة العودة التي تفرض الانتصار على القوى التي شرّدته منذ البداية، ومن علاقة حركته بحركة القرآن في صراعه مع الآخرين، والله العالم.

* * *

الله أعلم بالمهتدين والضالين

{قُل رَّبِّ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} فهذا هو القول الحاسم أمام كل الكلمات الجدلية التي يثيرها هؤلاء المشركون لإضاعة الوقت وتمييع القضية، فلا تدخل معهم في التفاصيل، بل تقدّم في دعوتك، واترك الأمر لله الذي يعلم من جاء بالهدى وهو رسوله، ومن هو في ضلال مبين وهم المشركون. وسينكشف الأمر غداً عندما ترجع إلى مكة منصوراً لتبيّن الحق لهم من موقع قوّة، كما عاد موسى إلى بلده من موقع الرسالة القويّ الذي انتصر به على فرعون وأظهر به أمر الله، فإن الله سيرعاك في كل مسيرتك، لأنها مسيرة الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

{وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ} فلم يكن ذلك من الأمور العادية في حياتك، أو في حياة الآخرين، لتفكِّر فيه، أو لتحلم به، أو لتترقبه في حركة الواقع من حولك، {إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} لكن الله أنزله عليك ليكون رحمة منه عليك وعلى الناس كلهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليجعلك الرسول الذي يحمل شعلة الهداية بيده، ويحقق الانتصار للدين ليكون كله لله.

* * *

لا تكونن ظهيراً للكافرين

{فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ} لأنهم لن يحقِّقوا للحياة إلا الضلال والسقوط، في ما يفكرون به، ويتحركون في دائرته، من كفر وفساد وانحراف وابتعادٍ عن خط الله الذي أراد للناس أن يسيروا عليه، ما يجعل الانتصار لهم أساساً لانتصار القيم الفاسدة والاتجاهات المنحرفة.

من هنا، فإن من مهمة الأنبياء والمصلحين أن يبتعدوا عن الانتصار لأي موقف كفر، في أيّ موقع كان، وتحت تأثير أيّ عنوانٍ من العناوين العامة والخاصة، لأن نتيجة ذلك هو إضعاف الإسلام في مواقعه وانطلاقاته في حركة الإنسان في الواقع.

وهذا ما ينبغي للعاملين في سبيل الله أن ينتبهوا إليه، ليتعاملوا مع الواقع الذي يضغط عليهم للتعاون مع الكافرين بحذر ودقّة، حتى لا يكون التعاون انتصاراً للكفر والكافرين، بل يكون مقتصراً على ما يحقق المصلحة الإسلامية العليا، بمقدار محدّدٍ مدروسٍ في نطاق الخطة العامة، لأن طبيعة الظروف والحاجات الضاغطة قد تضغط على المسلمين في بعض الحالات، ليقدِّموا التنازلات السياسية والفكرية والاقتصادية التي تكون نصراً للكفر ومخططاته على أكثر من صعيد.

{وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْك} لأن الرسول الذي يحمل مهمّة تغيير العالم من خلال مفاهيم الرسالة وتشريعاتها لا يخضع للضغوط الداخلية والخارجية التي تعمل على إضعاف موقفه، وإرباك خطواته، لأن دراسته للساحة بكل قواها المضادة، توحي إليه بصعوبة المهمّة الموكولة إليه، وتفرض عليه الاستعداد الطبيعي لمواجهة ذلك كله، وتحمّل كل النتائج السلبية في سبيل ذلك من أجل النجاح في أداء الرسالة، ولذلك فلا يمكن أن يصدّه أحد عن آيات الله، بعد أن أنزلها الله لتتحرك في عقول الناس ومشاعرهم وحياتهم فكراً وعاطفة ومنهجاً للسلوك.

{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} وحده، واطلب رضاه، واجمع الناس حول عبادته ورسالته {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في ما يريد الآخرون أن يثيروه في نفسك من الخوف والقلق، ليربطوك بالأمر الواقع الذي يلتقي حوله الناس، في عمليّةٍ إيحائيةٍ خفيّة بأن الانسجام مع الجو العام أقرب إلى الطمأنينة والأمن والاستقرار في ما يحصل عليه من رضى الناس وتأييدهم.

{وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} من هذه الأصنام التي صنعوها بأيديهم، أو من البشر الذين يتألّهون في ما يزعمونه لأنفسهم من منزلة الألوهية، أو ما يعتقده الناس فيهم من ذلك.

{لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فهو ـ وحده ـ الذي يستحق الطاعة في إحساس الإنسان بعبوديته له، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} الظاهر منها أن المراد من الوجه بحسب الآيات القرآنية المماثلة هو الذات، كما في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن:26 ـ 27]، أو قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115] فيكون المعنى أن كل شيءٍ فانٍ إلا الله.

ولكن هناك تفسيرات أخرى وردت في بعض الأحاديث، فقد جاء في الاحتجاج عن أمير المؤمنين5، في حديث طويل، وأما قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} فالمراد كل شيءٍ هالك إلا دينه، لأن من المحال أن يهلك منه كل شيءٍ ويبقى الوجه. هو أجلّ وأعظم من ذلك، وإنما يهلك من ليس منه، ألا ترى أنه قال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 26 ـ 27] ففصل بين خلقه ووجهه[4]؟

وهذا حديث ضعيف الإسناد، لا يمكن الاعتماد عليه في التفسير، لا سيما أن مضمونه لا ينسجم مع طبيعة المعنى البلاغي للتعبير، وهو استعارة كلمة الوجه للذات، إذ لم يقل أحد بأن المستثنى هو الوجه كعضو مستقل في الجسد دون بقية الأعضاء، ليكون هناك حاجة للرد عليه، ولهذا فإننا نتحفظ في صحة نسبته للإمام علي(ع) ويُردّ علمه إلى أهله.

ويلحق بهذا الحديث، ما جاء في الكافي بإسناده عن سيف عمّن ذكره عن الحارث بن المغيرة النصري قال: سُئل أبو عبد الله «جعفر الصادق»(ع) عن قول الله تبارك وتعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} فقال: ما يقولون فيه؟ قلت: يقولون: يهلك كل شيء إلا وجه الله، فقال: سبحان الله لقد قالوا عظيماً، إنما عنى به وجه الله الذي يؤتى منه[5].

وقد نلاحظ أن هذه الرواية واردة في نفي عقيدة التجسيم لله، مما قد يذهب إليه البعض من تفسير الألفاظ القرآنية التي تنسب لله التجسيم من خلال اليد والوجه ونحوهما، وربما كان التفسير من باب الاستيحاء من أجواء المعنى، فإذا كان الله لا يفنى، فإن دينه يملك إمكانات الثبات والبقاء ببقائه، والله العالم. هذا مع التنبيه إلى أن الرواية غير صافية السند، فلا يمكن الاعتماد عليها، فلا بدَّ من اتباع الظهور الذاتي للكلمة الواردة على نحو الاستعارة، والملحوظ في ظهور معنى الهلاك في الفناء، وفي سياق الكلام الذي يتحدث عن صفات الله في ذاته، باعتبار أنه الواحد الباقي الذي يتميز عن الخلق كلهم بدوامه.

{لَهُ الْحُكْمُ} من خلال أنه المالك للكون كله وما فيه من مخلوقات، فمن الطبيعيّ أن يكون له الحكم في كل شيء، {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فانظروا كيف تواجهون الموقف عندما تقفون أمامه ليحاسبكم على أعمالكم، لتواجهوا هناك قضية المصير من خلال مواقعكم في الدنيا في ما أخلصتم، وما انحرفتم فيه من تهاويل الشيطان ونزغاته.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير الميزان، ج:16، ص:88.

(2) (م.س)، ج:16، ص:88ـ89.

(3) تفسير الكشاف، ج:3، ص:194.

(4) تفسير الميزان، ج:16، ص:97.

(5) (م.س)، ج:16، ص:97.