تفسير القرآن
الصافات / من الآية 123 إلى الآية 132

 من الآية 123 الى الآية 132
 

الآيــات

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرينَ* سَلام عَلَى إِلْ يَاسِين* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} (123ـ132).

* * *

معاني المفردات

{بَعْلاً}: اسم صنم.

* * *

إلياس الرسول

وهذا عبدٌ من عباد الله، أرسله الله إلى قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، ويتحدث القرآن عن صنم اسمه بعل ويقال: إنه كان في بعلبك التي اشتق اسمها من وجود بعل في معبد في ذلك البلد، وقد قام الرسول بالدعوة كما يجب، فقد كان يدعوهم إلى التوحيد في العقيدة والعبادة، وقد أثنى الله عليه في آيةٍ أخرى من القرآن في سورة الأنعام عند ذكر هداية الأنبياء حيث قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام:85].

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين} إلى القوم الذين كانوا يعبدون الأصنام من دون الله، وقد قيل إنه الخضر، {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ} الله الذي خلقكم وأنعم عليكم برزقه العميم، {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} في ما تحتاجونه من أموركم، وتبتهلون إليه في عبادتكم، وتتوجهون إليه في قضاياكم ومشاكلكم وهمومكم، {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِين} الذي أبدع خلق الأشياء من العدم وأحسن صورتها وتدبيرها، وأمدها بما تحتاجه من عناصر القوّة والحركة والحياة، {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِين} الذي تمتد ربوبيته للناس جميعاً من قبلكم، كما تمتد للناس من بعدكم، لأنها لا تختص بقومٍ دون قومٍ، لشمول خلقه ورعايته، وإشرافه وتدبيره.

{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} غداً يوم القيامة، عندما يبعثون ليحضروا الموقف الحاسم أمام الله، {إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين} الذين أخلصوا لله الإيمان والعبادة في كل أمورهم الخاصة والعامة، وفي هذا بعض الإيحاء بأن هناك فئة منهم من المخلصين {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرينَ*سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} الذي يستحق هذا السلام المتكرر في حياة الأجيال كلهم، لجهاده في سبيل الله، ودعوته لدينه، {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين} فلينطلق الناس إلى الله من موقع الإحسان، ليحصلوا على رضاه وثوابه، {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين} الذين ارتضاهم الله لدينه، وهداهم بهداه.