الآية 160
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيــة
{مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}(160).
* * *
معاني المفردات
{بِالْحَسَنَةِ}: جاء في مجمع البيان: الحسنة اسمٌ للأعلى في الحسن ودخول الهاء للمبالغة، قال علي بن عيسى: دخول الهاء يدلّ على أنها طاعة إما واجب أو ندب وليس كل حسن كذلك، لأن في الحسن ما هو مباح لا يستحق عليه مدحٌ ولا ثواب، وأقوى من ذلك أن يقال: دخول لام التعريف فيها يدل على أنها المأمور بها لأنها لام العهد، والله سبحانه لا يأمر بالمباح[1].
* * *
عدل الله ورحمته بالعباد
وهذا هو مظهر رحمة الله وعدله، فمن رحمته أن ينمّي في الإنسان دوافع الخير ويشجّعه على التحرك سريعاً في اتجاهه، وذلك بمضاعفة ثوابه، {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ} الواحدة فإن الله يكتب له الثواب بعشر أمثالها، {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} لتلتقي عنده في هذا المجال الدوافع الذاتية بالدوافع الروحيّة، فإن الذات تتطلب الكسب والربح والفائدة، كما أن الروح تتطلع إلى رضوان الله وثوابه، فيتحقق للإنسان تنمية دوافع الربح بما يتطلع إليه من الثواب والرضوان، ومن عدله، أن لا يُضاعف العقوبة على السيئة، {وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} بل يجزيه عليها بمثلها، من موقع الاستحقاق لذلك، فلا ظلم عليه من أيّة جهةٍ كانت،{وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.
ـــــــــــــــــــ
(1) مجمع البيان، ج:4، ص:483 ـ 484.
تفسير القرآن