تفسير القرآن
الرحمن / من الآية 31 إلى الآية 78

 من الآية 31 الى الآية 78
 

الآيــات

{سنفرُغُ لكُم أيُّها الثّقلان* فبأيِّ آلاء ربِّكُما تُكذِّبان* يا معشَرَ الجنّ والإنْسِ إن استطعتم أن تنفُذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانفُذوا لا تنفُذُون إلا بسلطان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* يُرسَلُ عليكُما شُواظٌ من نارٍ ونُحاسٌ فلا تنتصِران* فبأيِّ آلاء ربِّكُما تُكذّبان* فإذا انشقّتِ السمآء فكانت وردةً كالدِّهان* فبأيِّ آلاء ربِّكُما تُكذِّبان* فيومئذٍ لا يُسألُ عن ذنبِهِ إنسٌ ولا جآنٌ* فبأيِّ آلاء ربّكما تكذِّبان* يُعرَفُ المجرمون بسيماهُم فيؤخذُ بالنّواصي والأقدام* فبأيِّ آلاء ربّكُما تكذّبان* هذه جهنّم التي يُكَذّبُ بها المجرِمون* يطوفون بينها وبين حميمٍ آن* فبأيّ آلاء ربّكُما تكذِّبان* ولِمَن خافَ مقام ربِّه جنّتان* فبأيِّ آلاء ربّكما تكذّبان* ذواتا أفنان* فبأيِّ آلاء ربّكما تكذّبان* فيهما عينان تجريان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* فيهما من كلّ فاكهةٍ زوجان* فبأيّ آلاء ربّكُما تكذّبان* متكئين على فُرُشٍ بطائنها من إستبرقٍ وجنى الجنّتين دان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* فيهنّ قاصراتُ الطّرف لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم ولا جآن* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* كأنّهنّ الياقوتُ والمرجان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* هل جزآء الإحسان إلا الإحسان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* ومن دونهما جنّتان* فبأي آلاء ربّكما تكذّبان* مُدهامّتان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* فيهما عينان نضّاختان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمّان* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* فيهنّ خيراتٌ حسانٌ* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* حورٌ مقصوراتٌ في الخيام* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم ولا جآن* فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان* متكئين على رفرفٍ خُضْرٍ وعبقريٍ حسان* فبأي آلاء ربّكما تكذّبان* تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام} (31ـ78).

* * *

معاني المفردات

{الثَّقَلاَنِ}؛ أصله من الثقل: ويطلق على الإنس والجن.

{تَنفُذُواْ}: تفرّوا.

{أَقْطَارِ}: جمع قطر، وهو الناحية.

{شُوَاظٌ}؛ الشواظ: اللهب الذي لا دخان فيه، أو اللهب الأخضر المنقطع من النار.

{بِالنَّوَاصِي}: جمع ناصية، وهي شعر مقدم الرأس.

{آنٍ}؛ الآني: الحاضر، أو المتناهي في الحرارة.

{أَفْنَانٍ}: جمع فنن، وهو الغصن الغضّ الورِق.

{مُّتَّكِئِينَ}: مستندين.

{فُرُشٍ}: جمع فراش.

{بَطَآئِنُهَا}؛ البطائن: جمع بطانة، وهي داخل الشيء وجوفه، مقابل: ظهائر، جمع ظهارة.

{إِسْتَبْرَقٍ}: نوع من المخمل الحرير السميك.

{وَجَنَى}: ثمر مجتنى.

{يَطْمِثْهُنَّ}؛ الطمث: الافتضاض.

{مُدْهَآمَّتَانِ}: الإدهام: من الدهمة، وهي اشتداد الخضرة بحيث تضرب إلى السواد.

{نَضَّاخَتَانِ}: فوّارتان بالماء.

* * *

مواجهة الجنّ والإنس لمسؤولية أعمالهم

وهذه جولةٌ مع الثقلين، وهما الإنس والجنّ، وما ينتظرهم من موقف المسؤولية الحاسم بين يدي الله عندما يرجعون إليه، وحديث عن أوصاف النار والجنة، وما في ذلك من إيحاء بنِعَم الله وآلائه.

{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} وستواجهون المسؤولية بشكلٍ حاسم، فستنتهي الدنيا كلها بكل ما كانت تشغلكم به من قضايا عامة وخاصة، ولن يبقى فيها أحدٌ، فلا يبقى لنا هناك أيّة إرادةٍ في تدبيرها أو تدبيركم من خلالها، وبذلك تكون مسألة الفراغ واردةً على سبيل الكناية، لأن الله لا يشغله شيءٌ عن شيء حتى يحتاج إلى الفراغ من أمر الدنيا ليتفرغ للآخرة، ولكنَّه إيحاءٌ تعبيريٌّ يتحدى غفلة الإنسان الذي قد يتصور أن الله مشغولٌ عن حسابه بشؤون الدنيا ومن فيها، ما يجعله في أمنٍ منه...

من هنا جاءت الآية للإيحاء بجوّ الخطورة والهول الشديد ليخاطب الله الثقلين بأنه سيتفرغ لهما، وهو القادر القاهر فوق عباده، ليشعروا بالخطر الداهم الذي يواجههم في الدار الآخرة، ليستعدوا له بالإيمان والعمل الصالح. {فَبِأيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} عندما تواجهون هذا الجوّ المفتوح على كل عوالم الغيب في آفاق المسؤولية، لتتعرفوا عظمة الله في ذلك كله؟!

{يا مَعْشَرَ الْجِنّ وَالإنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ} لتنطلقوا إلى خارج ملكه، بعيداً عن سلطته وتدبيره، وعن مواقع قوّته، في ما قد يخيل إليكم من امتلاك قوّة مستقلة عن الله، ولكن الكون كله ملكه، فلا تملكون النفاذ منه إلى أيِّ مكان خارج ملكه، فإذا خُيِّل إليكم ـ في حالة الغفلة وغيبوبتها ـ أنكم قادرون على النفاذ إلى خارج السموات والأرض، بعيداً عن ملك الله وقدرته، فجربوا ذلك بما لديكم من وسائل القدرة، {فَانفُذُواْ} فماذا تجدون أمامكم؟ إنها حقيقة الضعف المطلق الذي يمثله وجودكم، وحقيقة الشمول المطلق لسيطرة الله على الكون كله، {لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ}. فما هو هذا السلطان، فيما هي القدرة، وفيما هي طبيعة الوجود؟

حاول البعض تفسير كلمة السلطان بالعلم عند صعود الإنسان إلى القمر، على أساس أن هذا الحدث أثبت إمكانية نفاذ الإنسان إلى خارج نطاق الأرض، وأن الآية لا تنفي إمكان ذلك، بل تربطه بالسلطان الذي يمثل القوّة التي تفتح كل المواقع العصية المستعصية.. وبذلك يكون هذا الاختراق الإنساني للأرض منطلقاً من إمساك الإنسان بزمام قوّة العلم.

ولكن هذا التوهُّم ناشىءٌ من عدم التدقيق في فهم جوّ الآية التي تريد أن تؤكد شمولية ملك الله للسموات والأرض، وعدم قدرة الإنسان على النفاذ منهما إلى أفقٍ آخر خارج ملكه وقدرته، أمَّا استثناء السلطان، فإن الظاهر أن سياقه سياق التحدي في عدم وجود قدرةٍ على ذلك، مع ملاحظة أن الحديث هو عن النفاذ من أقطار السموات والأرض، مضافاً إلى أنّ الآيات التي تتحدث عن استراقّ الشياطين، الذين هم من الجن، للسمع على حدود السماء، تعني اختراق الجن للأرض؛ والله العالم.

{فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} في ما ترونه من قدرته الشاملة، وعجزكم المطلق أمامه؟ {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ} ربما كان في الآية إيحاءٌ بأهوال الساعة وآلامها التي تثير مثل هذه الأجواء اللاهبة التي تنتظر المجرمين، فلا يستطيع أحد الانتصار لنفسه، {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} في ما تواجهونه من هذه الأهوال التي يرسلها الله في جوّ القيامة؟

{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدّهَانِ} بحيث سارت نحو الذوبان بما يذوب فيها من كواكب كما يذوب الدهن على النار ويصبح لون هذا السائل أحمر كالورد، وهذا الوصف واردٌ على سبيل الكناية، في خراب الكون ودماره. {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} عندما تواجهان هذا التغيير الهائل الذي تتشقق فيه السماء حتى تتحوَّل إلى حالة من الذوبان السائل، بما يوحيه ذلك من عظمة القدرة؟

{فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ} لأن المسألة لا تحمل أيّ غموض في ما قام به هؤلاء في مواقع المسؤولية من كفرٍ وجريمةٍ وانحرافٍ عن الخط المستقيم، فهناك وضوحٌ كاملٌ لسوء العمل من خلال الوجوه السوداء التي تأخذ من الأعمال السوداء لونها الأسود، فلا مجال للإنكار ولا للتكذيب، ولا ضرورة للسؤال، {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ}.

أمَّا الموقف الحاسم فـ{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} في ما تتركه الجريمة من سمةٍ مميّزةٍ لا تترك مجالاً لأي ريب، {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأقْدَامِ} حيث تجمع الأقدام إلى الجباه، في حالةٍ من الإذلال النفسيّ الذي يتعرّضون له جزاء حالة الاستكبار والغرور التي كانت تدفعهم إلى الكفر والتمرد وتكذيب رسل الله في الدنيا، {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} في ما يتمثل فيها من قدرة الله على السيطرة على المجرمين في الدار الآخرة؟!

{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ} عندما كان الأنبياء يدعونهم إلى الحذر منها، وإلى الانفتاح على الأفكار التي تثيرها في النفوس من خلال الحديث عنها، {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} أي متناهٍ في الحرارة كأنه الطعام الناضج على النار، وهم يترددون بينها وبين هذا السائل الآني، الذي بلغ الغاية والنهاية من الحرارة حتى كأنهم يشربونه وهو على النار، {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} في هذه الحقيقة الإيمانية التي تواجهكما في الموقف الصعب؟

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ} وقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: «من علم أن الله يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه»[1].. أمّا الجنتان، فقد يكون حديثاً عن موقعين في الجنة، مميزين في نطاق الجنة الكبيرة، {ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ} والأفنان هي الأغصان النديّة النضرة، فهما نديّتان نضرتان في ما يوحي ذلك من العطاء الجني، والجمال الأخضر، {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} أمام هذه النعمة النديّة النضرة؟ {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} فتسقيان الجنّتين، ليهتزّ العشب، ويتنامى الثمر {فِيهِمَا مِن كُلّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} في ما يمثله ذلك من تنوّع وكثرة، {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}، مما يوحي بأن ظواهرها أكثر جمالاً من ذلك، لأن الظاهر ـ عادة ـ أكثر اجتذاباً للنظر من الباطن، في ما يراد له من روعةٍ وافتتانٍ، {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} أي أن الثمر قريب من متناول أيديهم فلا يحتاجون إلى جهدٍ للحصول عليه.

{فِيهِنَّ قَاصِراتُ الطَّرْفِ} من الحور العين اللاتي لا يمتد طرفهن بعيداً إلى غير أزواجهنّ، في ما يوحي به ذلك من العفة الأخلاقية، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ} أي عذارى أبكار لم يمسسهنّ جنٌّ ولا إنس قبل ذلك {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} في النضرة واللمعان والبهاء والصّفاء... وتلك هي الهبة الإلهية التي يقدمها الله جزاءً لهؤلاء الذين خافوا مقام ربهم وأطاعوه وعاشوا من أجل الوصول إلى مواقع رضوانه في رحاب جنانه.

* * *

الإحسان الإلهي تفضّل أم استحقاق؟

{هَلْ جَزَآء الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ} فإذا أحسن العباد إلى ربهم بطاعتهم إياه، فإن الله يجزيهم بالإحسان إحساناً من خلال لطفه بهم وعطفه عليهم.

وقد أفاض علماء الكلام في الحديث عن الإحسان الإلهي لعباده المؤمنين المتقين، أهو تفضّل أم استحقاقٌ؟ ولكن هذا البحث غير دقيق، لأن الذي يقول بالاستحقاق، يقصد به الاستحقاق من خلال تفضل الله عليهم بوعده لهم بالمثوبة والإحسان. وقد جاء عن الإمام علي (عليه السلام): «لو كان لأحدٍ أن يجري له ولا يجري عليه، لكان ذلك خالصاً لله سبحانه دون خلقه، لقدرته على عباده، ولعدله في كل ما جرت عليه صروف قضائه، ولكنه سبحانه جعل حقه على العباد أن يطيعوه، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب تفضّلاً منه، وتوسّعاً بما هو من المزيد أهله»[2].

* * *

تفاوت الدرجات في الجنة

{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} غير الجنتين الأخريين، بمعنى أن أوصافهما أدنى من أوصاف تينك الجنتين، ما يعني أن هناك درجات متفاوتة في الجنة من حيث الخصائص التي توحي بالنعيم المتنوع، تبعاً لتفاوت العباد في درجاتهم في أعمالهم، {مُدْهَآمَّتَانِ} أي مخضرّتان خضرةً تميل إلى السواد، لما فيهما من أعشاب، {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} تنضحان بالماء، كمثل النبع الذي يتفجر من الأرض من دون جريان، كما أن {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} وذلك من باب عطف الخاص على العام، فيكون العطف طبيعياً {فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسَانٌ} من النساء اللاتي أعدَّهنَّ الله للمتّقين من عباده، {حُورٌ مَّقْصُوراتٌ فِي الْخِيَامِ} قال صاحب مجمع البيان: أي محبوسات في الحجال[3]. وهي قباب تضرب على النساء الملازمات للبيوت، وقال غيره: إن المراد بالخيام معناها الطبيعي، لإضفاء جوَ من الجمال والروعة البدوية الذي قد لا يوجد في البيوت، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ} تماماً كما هنّ الحور في الجنتين السابقتين، عذارى، أبكار.

{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} وهي الأبسطة الخضراء {وَعَبْقَرِىّ حِسَانٍ} أي من صنع عبقر الذي كان العرب ينسبون إليه كل جميل وعجيب، {فَبِأَيّ آلآء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} في ما يوحي به كل هذا الجو المليء بالروعة والنعمة والعظمة واللطف الإلهي العميم؟

وتنتهي السورة بذكر صفات الله لتعمّق في نفس الإنسان والجانّ الإحساس بالنعمة والعظمة الإلهية: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} الذي يوحي بالتسبيح في مواقع الجلال الذي ينطلق من وحي العظمة، وفي مواقع الإكرام الذي ينطلق من وحي العطاء والرحمة.

ــــــــــــــــــــــ

(1) الكافي، ج:2، ص:70، رواية:10.

(2) نهج البلاغة، خطبة:216، ص:333.

(3) مجمع البيان، ج:9، ص:268.