المقدمة من الآية 1 الى الآية 10
سورة البلد
مكية ،وهي عشرون آية
في أجواء السورة
وهذه سورة مكيةٌ، تطل على أجواء القسم بمكة التي عاش فيها النبي(ص)، وبوالدٍ وما ولد، وتؤكد على أنّ الإنسان خلق في مكابدة ومشقةٍ وجهدٍ وتعب، وأريد له أن يستمر في كدحه ليحقق لنفسه الدور الحيويّ الذي أعده الله له في بناء الحياة على أساس الرسالات، فعليه أن يدرس دوره وقدرته ولا يطغى في نفسه ليتصوّر نفسه بالقدرة التي لا يقدر عليه فيها أحد، وعليه أن لا يبتعد عن القيام بمسؤوليته في البذل ليحتج بأنه لا يملك شيئاً فيقول: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً}، فيكفيني ما أنفقت، فلا أستطيع أن أنفق أكثر، ولكنّ عين الله تراه وتعرف موارد إنفاقه، {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} فلماذا يغفل عن الله وينسى فضله عليه، فيبخل بما أنعم به عليه، فمن أعطاه العينين اللتين يبصر بهما، واللسان والشفتين التي ينطق بها، ومن هداه إلى طريق الخير والشّرّ؟ أليس الله هو الذي أعطاه ذلك كله، كما أعطاه غيره؟!
فهل يعرف العقبة التي تحول بينه وبين رضى الله ودخول الجنة، فعليه أن يقتحمها ويتجاوزها وينتصر على نوازع البخل في نفسه، ليعمل على عتق الرقبة، وإطعام الجائعين في أوقات الشدّة، واليتيم القريب، والمسكين المسحوق، فذلك هو الذي يقرّبه إلى الله، بالإضافة إلى أن يكون من المجتمع الذي يتواصى أفراده بالصبر والرحمة، ليكون من أصحاب اليمين. أمّا الكافرون فهم أصحاب المشأمة وسيلاقون العذاب في النار التي تغلق أبوابها عليهم إلى الأبد.
ـــــــــــــــــ
الآيــات
{لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ* لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ* أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ* يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً* أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ* أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} (1ـ10).
* * *
معاني المفردات
{حِلٌّ}: حالّ، أي ساكن.
{كَبَدٍ}: الكبد شدة الأمر، الكدّ والتعب.
{لُّبَداً}: كثيراً.
{النَّجْدَينِ}: أصل النجد: العلوّ، والمراد بالنَّجدين هنا، طريق الخير وطريق الشر.
* * *
عظمة مكة وتشريفها
{لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} والمعروف أن المراد به مكة، لا سيما أن السورة مكية، كما يؤيّده السياق، وكما هو المشهور بين المفسّرين. وأمَّا قيمة هذا البلد، فتتمثل في أنه بيت الله الحرام الذي جعله الله ساحةً للسلام، ليكون مثابةً للناس وأمناً، وليلتقوا فيه على طاعة الله، في الأجواء التي توحي لهم بالتخطيط لإقامة السلام في الأرض على أساس كلمة الله.
{وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} أي حالٌّ مقيمٌ فيه، لتطلق منه حركة الرسالة، وتعاني الكثير من الجهد والمشقة في سبيلها، وتنطلق به إلى الناس، في ما تكفله من الساحة الواسعة التي يلتقي فيها الناس للحج والتجارة والثقافة، فتجد في ذلك الفرصة الكبيرة لإيصال الدعوة إليهم جميعاً في ما تحرِّكه من مواقف مؤيّدةٍ أو معارضةٍ. وبذلك، يأخذ هذا البلد في وجودك فيه، وحركتك في مواقع الرسالة، شرفاً عظيماً وأهميَّةً كبيرةً جديدةً، لأن عظمته كانت من خلال وجود بيت الله فيه في ما فرضه من حجّ الناس إليه، وصلاتهم عنده، ما يجعل من موقعك فيه موقعاً جديداً لشرفه ورفعته.
وهناك تفسير آخر لهذه الفقرة ـ كما جاء في الميزان ـ وهو: «أن الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به والمراد بالحل المستحل الذي لا حرمة له»[1]. ثم ينقل عن الكشاف:
قال في الكشاف: «واعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله: {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـذَا الْبَلَدِ} يعني ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك يستحل بهذا البلد الحرام كما يستحل الصيد في غير الحرم ـ عن شرحبيل ـ يحرمون أن يقتلوا بها صيداً ويعضدوا[2] بها شجرة ويستحلّون إخراجك وقتلك. وفيه تثبيتٌ من رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وبعثٌ على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة، وتعجيبٌ من حالهم في عداوته، أو سلّى رسول الله(ص) بالقسم ببلده على أن الإنسان لا يخلو من مقاساة الشدائد. واعترض بأن وعده فتح مكة تتميماً للتسلية والتنفيس عنه، فقال: {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـذَا الْبَلَدِ} يعني وأنت حلٌّ به في المستقبل، تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر ...»[3]. ومحصل هذا الكلام «تفسير الحل بمعنى المحل ضد المحرم، والمعنى: وسنحل لك يوم فتح مكة حيناً فتقاتل وتقتل فيه من شئت»[4] . وهو خلاف الظاهر.
* * *
ووالد وما ولد
{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} ذكر المفسرون أن المراد بالوالد هو إبراهيم، وبالولد إسماعيل، وذلك من أجل التناسب مع البلد الذي أقسم به، من جهة علاقتهما ببناء البيت وتأسيس البلد نفسه. وقد يكون المعنى معقولاً ومناسباً، ولكن ذلك لا يصلح أن يكون قرينةً في مستوى الظهور.
وقيل: المراد «بوالد وما ولد» آدم وبنوه جميعاً، بتقريب أن المقسم عليه بهذه الأقسام خَلْقُ الإنسان في كبد، وقدّس الله في خلق هذا النوع وإبقاء وجوده سنّة الولادة، فقد أقسم في هذه الآيات بمحصول هذه السنّة وهو الوالد وما ولد، على أن الإنسان في كدِّ وتعب بحسب نوع خلقته من حين يحيا إلى حين يموت.
ولعل هذا هو الأقرب إلى الاعتبار، لإبقاء الإطلاق على حاله مع مناسبته للمقسم عليه الذي يتأكد مضمونه بالإشارة إلى سنّة التوالد، ما يعني بأن مبدأ الاشتقاق ملحوظ في المسألة، بالإضافة إلى الإيحاء بالإنسان الخاضع لهذا المبدأ الإلهي في سنته الطبيعية التي أجرى الوجود الإنساني عليها. وبهذا يتقدم هذا الوجه على الوجه الأول، فإن انطباق الآبة على إبراهيم وإسماعيل (ع) لا يجعل للمبدأ خصوصية في التعبير.
* * *
خلق الإنسان في كبد
{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} وهذه هي الفكرة التي أُريد تأكيدُها، بالإيحاء بأنه لا حاجة إلى القسم بالبلد ووالدٍ وما ولد لإثباتها، لأنها في مستوى الوضوح البارز من خلال ملاحظة الإنسان في ولادته، في ما يقاسيه، والداً أو مولوداً، من متاعب الحمل والولادة، وفي نشأته، في ما يقاسيه من الأوضاع المحيطة بالإرضاع والتغذية والتربية، وفي ما يطرأ عليه من طوارىء المرض والخوف والجوع والعطش والبلاء المتنوع، وما يحتاجه في تهيئة شروط حياته وحياة عياله من جهدٍ كبير وأعمال قاسية مجهدة تسلبه النوم والراحة والاستقرار، وتعرّضه للمزيد من الآلام النفسية، كالذلّ والمهانة ونحوهما، مما قد يصدر من الأشخاص أو الجهات التي تشرف على عمله، وفي ما يواجهه من التحديات التي تتحداه في وجوده أو ماله، أو في أهله وكرامته، في ساحات الصراع، وفي مواقع الطغيان، ما يفرض عليه أن يدخل في التجارب القتالية التي تهدد حياته، أو في الصراعات المتنوّعة التي تهدّد استقراره، وفي ما يعيشه من الحاجة إلى العلم والخبرة اللذين يفرضان عليه أن يتعب من أجل كسب العلم، وتحريك التجربة واستنطاقها، وتنمية العقل، وتقوية الذهن، وإيجاد الوسائل التي تجعل من حركته في العلم حالةً إنتاجيةً، بدلاً من أن يبقى في حالةٍ استهلاكيةٍ.
وهكذا يبقى الإنسان في كبد، عندما يريد أن ينال رضى الله، في ما يبذل من نفسه وماله وفكره وحياته في سبيل تحقيق الأهداف الكبيرة التي يحبها الله ويريد له أن يبلغها أو يتحرك في الطريق التي يتجه إليها، أو في ما يعمل على تأكيد فكره ليبلّغه للناس، وليتحمل كل النتائج السلبية التي تصيب ذاته في سبيل ذلك، وليعيش واقع الصراع الفكري، كما يعيش واقع الصراع السياسي والعسكري، من أجل أن يحقِّق للفكر قوّته، وللواقع السياسي والعسكري امتداده وثباته واستمراره.
إن الكدح في سبيل الحياة، ومعاناة الآلام الكبيرة من أجل الأهداف، ومقاساة الأتعاب الشديدة والجهد القاسي في الطريق إلى إبقاء الحركية في خط المسؤولية، هي الحقيقة الوجودية التي يعيشها الإنسان في كل أوضاعه وفي كل مراحله حتى يموت، فبالجهد يولد، وبالجهد يعيش ويموت. وهذه هي قضية خلق الإنسان على الطريقة التي يريد الله له فيها أن يعيش المسؤولية، ليعتبر الحياة كدحاً مسؤولاً، لا استرخاءً عبثياً، وليعيش الإحساس بالقدرة الإلهية التي صاغت وجوده على طريقتها، وتريد منه أن يستشعر هيمنة القدرة عليه في كل مواقع ذاته وحركته.
* * *
أيحسب أن لن يقدر عليه أحد؟
{أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} أيظن أنه الكلي القدرة، فليس هناك مَنْ يملك القدرة عليه؟ فكيف يظن ذلك، وهو يرى أن الله هو الذي خلقه، وأنه لا يحصل على شيءٍ من متاع الدنيا أو من مواقعها إلاّ ليخسر شيئاً آخر، لأنه لا يستطيع استيعاب حاجاته بالمطلق، فإذا كانت له قدرةٌ معينةٌ، فقد يجد أن للناس الآخرين قدرةً مماثلةً تتوازن مع قدرته، أو تزيد عليها، لتمنعه من تحقيق ما يريد، وقد يجد أن هناك من الأشياء الكونية أو غير الكونية مما لا يستطيع الناس تحقيقه وإيجاده أو منعه، فيفكر أن قدرة الله وحدها هي التي تملك تحقيق ما لا يستطيع الناس جميعاً أن يحققوه.
ولكن مشكلة هؤلاء أنهم يستغرقون في الغفلة وفي الوضع الذاتي الذي يحيط بهم، فيتصرّفون في الأمور كما لو كانوا وحدهم، ويعالجون القضايا كأن الله لا يراهم، فيلعبون لعبة الاستخفاء بما لا يخفى عن الله أو عن الناس، ويتحدّثون عن التبريرات الساذجة لانحرافاتهم كما لو لم يكن هناك من يعلم أسرارهم. ومن هؤلاء، هذا النموذج الذي عاش بعض أفراده في زمن الدعوة الأوّل، وهم الذين كان يقال لهم: أنفقوا على من حولكم ممن يحتاج إلى المعونة، فكان الواحد منهم يعتذر عن ذلك بأنه أنفق مالاً كثيراً، فقد أدى واجبه، فليؤد غيره هذا الواجب الجديد، لأن استمراره في الإنفاق يقوده إلى نفاد ماله وإلى الفقر.
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي كثيراً. يقول ذلك في مجال الشكوى، وبطريقة الامتنان والاستكثار، وهو يخفي المال الكثير لديه. وربما كان حديثه عن إنفاق المال كاذباً، كما يفعل الكثيرون الذين يتحدثون عن العطاء من موقع الكذب.
{أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ} في ما قد يعتقده في نفسه من أنه يملك المنطقة الخفية التي لا يمكن أن يطّلع عليها أحد، لتكون قضاياه الخاصة خاضعةً لإقراره وإنكاره، وإسراره وإعلانه. وكيف يغفل رقابة الله عليه وعلى الوجود كله، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى ويسمع وساوس الصدور؟ ومن أين له كل هذه الثقة بنفسه؟
* * *
لا تغتر أيها الإنسان بنفسك
{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ} في ما خلقناه له من وسيلة البصر التي يستطيع أن يتعرف فيها المرئيات، فيزداد بذلك علماً وخبرةً في ما يختزنه من مفردات المعرفة التي تتحوّل إلى فكرٍ يبدع فكراً من خلال حركة العقل في تنظيم هذه المعلومات، وفي استنتاج العلم الجديد منها، كما يستطيع ـ من خلالها ـ أن يهتدي إلى طريقه في كل الأوضاع والأجواء والمواقع؟!
{وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} يستعين بها على النطق، ليوصل أفكاره إلى الآخرين باللغة التي ألهمه الله إياها، وبالصوت الذي وهبه الله له، ليستطيع، من خلاله، إدارة حركة التفاهم الذي يسهّل للناس سبل العيش، ويحوّل الوجودات الفردية إلى وجود اجتماعيٍّ متكامل يتبادل الخبرات والأفكار والحاجات من خلال عملية النطق التي يتحرك بها اللسان، وتنطق بها الشفتان.
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} أي الطريقين: طريق الخير وطريق الشرّ، بمعنى أننا منحناه الهداية العقلية التي يتمكن من خلالها من معرفة الخير والشرّ، ليدخل في عملية التفكير في المقارنة بينهما، وفي اختيار أيّ واحدٍ منهما لحياته، ليلتزمه في موقفه كخطٍ عمليٍّ للحياة، وليتحرك من أجل الدعوة إليه، فيتحمل مسؤوليته في الالتزام، وفي الدعوة، وفي حركة الصراع.
وقد ذكر صاحب الميزان ملاحظةً دقيقةً في استفادة المفهوم الجامع بين هذه الآيات الثلاث فقال: «وفي الآيات الثلاث حجّةٌ على قوله: {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ}أي على أنه تعالى يرى أعمال عباده، ويعلم ما في ضمائرهم من وجوه الأعمال، ويميز الخير من الشرّ والحسنة من السيئة.
محصلها: أن الله سبحانه هو الذي يعرّف المرئيات للإنسان بوسيلةٍ عينيّةٍ، وكيف يتصور أن يعرّفه أمراً وهو لا يعرفه؟ وهو الذي يدل الإنسان على ما في الضمير بواسطة الكلام، وهل يعقل أن يكشف له عمّا هو في حجابٍ عنه؟ وهو الذي يعلّم الإنسان ويميّز له الخير والشرّ بالإلهام، وهل يمكن معه، أن يكون هو نفسه لا يعلم به ولا يميزه؟ فهو تعالى يرى ما عمله الإنسان ويعلم ما ينويه بعمله، ويميّز كونه خيراً أو شرّاً، وحسنةً أو سيّئةً»[5].
ونلاحظ على هذا الكلام، أن إبطال قوله: {أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ} لا يحتاج إلى أيّة حجةٍ استدلاليةٍ، لأنه يمثل بداهة الفكرة لمن يعرف أن الله هو الذي يطّلع على شؤون عباده، سواء كان ذلك في الموقع السرّي أو العلني.
والظاهر أن هذه الآيات واردةٌ في مواجهة حالة الغرور التي يعيشها هذا الإنسان، في طريقته في الكلام، وفي الحركة، وفي الموقف، وفي تمرده على خالقه، وثقته الكبيرة بنفسه، بعيداً عن ارتباطه بالله، ليعرِّفه بأنه ـ سبحانه ـ هو الذي خلق له العينين اللتين يبصر بهما، ولولاهما لم يعرف شيئاً، وأنه هو الذي خلق له اللسان والشفتين التي ينطق بها، ولولاها لم يستطع النطق، وأنه هو الذي أعطاه العقل الذي يميز به بين الخير والشرّ، ولولاه لم يدرك شيئاً، فكيف يدّعي لنفسه هذا الموقع، ويغفل مقام ربه ومضمون عبوديته له أمام ربوبيته المطلقة؟ كيف يفسر ذلك؟
ــــــــــــــــــ
(1) تفسيرالميزان، ج:20، ص:328.
(2) عضد الشجرة: قطعها ونثر ورقها للإبل. وشرحبيل: هو راوي الحديث.
(3) الزمخشري، أبو القاسم، محمود بن عمر، الكشاف عن حقائق التنـزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، دار الفكر، ج:4، ص:255.
(4) تفسير الميزان، ج:20، ص:329.
(5) تفسير الميزان، ج:20، ص:332.
تفسير القرآن