*كيف يمكننا برأيكم تطوير المادة الثقافية الإسلامية من أشرطة فيديو وكمبيوتر ووسائل تعليمية وترويحية وتقديمها للنشىء، مع العلم أن الموجود في الساحة من موروثات غير إسلامية ينفق على إخراجها المال الكثير بحيث تصبح مغرية وجذّابة ويتهافت عليها الشباب من طبقات مختلفة؟
ـ «لا ينتشر الهدى الآمن حيث انتشر الضلال» ولذلك نحن نعتقد أن من الضروري جداً أن يكون عندنا نهضة فنية إسلامية، أي مسرح إسلامي وسينما إسلامية وفن بالوسائل الإسلامية والآخلاق الإسلامية ولا بد أن نستخدم كل ما جاء به العصر من مبتكرات ومن مكتشفات، ذلك لأن البقاء على الأسلوب التقليدي لم يعد مؤثراً بالنسبة التي تؤثر فيها أجهزة الإعلام، فمازال الكثير منا يتحدث مع الناس بطريقة ما قبل (200) سنة! فلابد أن نبحث عن أفضل الأساليب التربوية وعن أفضل الوسائل التربوية والتثقيفية إذا أردنا أن ننطلق وندخل في ساحة الصراع.
ولذا أرى أن من الضروري جداً أن يكون لنا «حس المعاصرة» بأن نعيش معنى العصر ولا نسقط أمام العصر بل أن نفهم عصرنا وأن نتحدث بلغة العصر. إنّ بعض النّاس يتحدث بلغة ما قبل (200) سنة وقد يتكلم بذهنية لا تفهم منها شيئاً وكأنه يتحدث بلغة أخرى، لذلك فأنا أدعو كل العاملين في سبيل الإسلام أن يدخلوا في روح العصر ليفهموه حتى نخاطب الناس من موقع ذهنياتنا. والحديث الشريف يقول: «إنّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم». وبوسائلهم أيضاً. وفي الحديث الوارد عن الإمام علي(ع) إنه قال: «لا تخلّقوا أولادكم بأخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم»، فليس المراد الأخلاق الأصيلة كالصدق أو الأمانة أو العفة بل المراد هو الأخلاق المتحركة من حاجات ووسائل يتعامل فيها الناس والتي تختلف من زمن إلى زمن ففي الماضي كنا نذهب إلى «الكتاتيب» والآن صارت هناك مدارس وجامعات ووسائل إيضاح تختلف عن وسائل الإيضاح السابقة، وهذه هي الأخلاق التربوية، والأخلاق التعليمية، والأخلاق الثقافية، والعادات الجديدة التي يمكن أن توظف في تطوير المادة الثقافية الإسلامية.