الأسئلة والأجوبة
الفكرية والثقافية / مرتكزات الخطاب الإسلامي

*يركز الخطاب الإسلامي على القيم أكثر مما ركز على الوظيفة الاجتماعية للإسلام بشكل يظهر معه الإسلام معلماً وواعظاً أكثر مما هو قيّم على شؤون الإنسان المسلم، فما هو تعليقكم؟


ـ صحيح أن الإسلام يركز على القيم، ولكنه يركز على القيم الواقعية الحركية، فعندما يتحدث عن الصدق يتحدث عنه في السياسة، وفي معاملات الناس، وفي ساحات الصراع. وعندما نتحدث عن القيمة وعن ضدها بحسب طبيعة حركية الواقع الذي نعيش، فإننا نجد أن القيمة ليست شيئاً تجريدياً، بل هي تتحرك في عمق الواقع، مما يجعل القيمة واقعية. إن الغالب في الخطاب الإسلامي ويمكنكم ملاحظة ذلك كونه خطاباً واقعياً غير أن الأسلوب الخطابي الإسلامي لدى الكثير من الذين يمارسونه على مستوى الوعاظ والمرشدين والعلماء غالباً ما يصاغ بطريقة فوقية وبطريقة كلية لا بطريقة حركة الجزئيات.
لكنني أتصور أن هناك عدة تجارب تتحدث عن طبيعة حركة هذه القيم في الواقع، ولعل المشكلة التي يواجهها المفكرون والعلماء في خطابهم الذي يعمل على ربط القيمة بالواقع، انهم قد يواجهون الكثير من حالات الرفض الغوغائي أو الكثير من المناقشات الانفعالية. لأن الناس غالباً ما تحب أن تبقى في الخطوط الكلية التي لا تلامس نقاط ضعفها ولا تلامس ضعف تصوراتها. انني أتصور أن هناك تجارب أخيرة تتحرك في الخطاب الإسلامي على أساس رصد الواقع ورصد حركة القيمة في الواقع ومحاولة تقريب القيمة أو المصالحة بين القيمة وبين الواقع، بحيث يمكن للقيمة أن تتجسد واقعاً ويمكن للواقع أن لا يبتعد عن القيمة.
كما أتصور أن هناك تجارب جيدة في هذا المجال. وأنا مع الأخ السائل في أن الخطاب العام الإسلامي هو خطاب وعظي فوقي لا يلامس الواقع بل يمثل هروباً من الواقع، لأن الكثيرين من الوعاظ لا يريدون أن يضعوا أيديهم على الجرح بل يريدون أن يعظوا الجرح في أن يدبر أمره بنفسه.