الأسئلة والأجوبة
الفكرية والثقافية / التجديد الديني

*ماهو مفهومكم للتجديد الديني وإلى أي مدى يتقاطع هذا التجديد مع التطور العملي والتقني الحاصل في هذا العصر؟


ـ أنا لا أفهم كلمة التجديد الديني، فالدين في عمقه لا بد أن يبقى كما أرسله الله في صفائه وربما كان علينا أن ندرس الدين باستمرار ولا نكتفي بدراسة الأقدمين فلقد كانت لهم ذهنياتهم الثقافية، وكانت لهم تأثيراتهم الفكرية، وكانت لهم رواسبهم، وكانت لهم نقاط ضعفهم ونحن نحترم الأقدمين ولكنهم ليسوا معصومين، ذلك أن كل العلماء يخطئون ويصيبون فالعلماء السابقون أنفسهم كانوا ينقدون من قبلهم، فلماذا لا يجوز لنا أن ننقدهم؟ علينا عندما نريد أن نفسّر القرآن أن ندرسه دارسة جادّة وأن نفهم القرآن وندرس ما فسّر به الآخرون، وليكن لنا فهمنا للقران، فقد نكتشف خطأ في ذلك، وقد نكتشف انحرافاً في فهمهم، وقد نكتشف تخلّفاً. فقد يملك بعض الناس العلم الكبير ولكنهم يملكون ذهنية تقليدية، إنّ علينا أن نفهم القرآن فهماً عميقاً لا أن نعيش عقدة الجدّة ولكن أن نعيش استقلالية الفهم، وعلينا أن نفهم السنّة النبوية الشريفة فهماً جديداً ونفهم ما يأتينا من أحاديث أئمة أهل البيت(ع) وأن ننقي الأحاديث لأن هناك ركاماً من الأكاذيب ومن المواضيع التي دخلت إلى واقع الناس وأصبحت حقائق.
 
لذلك فنحن نؤمن بالتجديد بهذا المعنى ولا نريد أن نجدّد الدين لمجرد أن الآخرين قالوا لنا: جدّدوا فليست لدينا نقطة ضعف أمام الآخرين فليقولوا ما يقولون {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}(الأحزاب:36)، فلو ثبتت لدينا حقيقة قرآنية وقال الناس كلّهم إنها خرافة فإننا قف لنقول أنها حقيقة، ولكن علينا أن نوثق النصوص الدينية ونسأل: هل صدرت؟ وكيف صدرت؟ وما هو مفهومها؟