*يرى البعض أن من حقهم الافتراء والكذب حتى على بعض العلماء لا نهم يطرحون أموراً جديدة على الذهنية العامة ويعتبرونها بدعاً ولا بد من مواجهة كل مبتدع بكل الوسائل حتى الافتراء عليه؟
ـ يقسّم الشهيد الثاني في «اللمعة» البدع إلى خمسة أقسام ويقول بأن هناك (بدعة واجبة) وهناك (بدعة مستحبة) وهناك (بدعة مباحة) وهناك (بدعة محرّمة) وهناك (بدعة مكروهة).
والبدعة المحرّمة هي إدخال ما ليس في الدين بالدين، أو إدخال ما لم يعلم من الدين بالدين وإلا فالركوب بالسيارة بدعة، واستعمال كل جديد يعد بدعة. نحن نقول في هذا المجال أنّ الأفكار سواء كانت تتعلق بالجانب الفلسفي أو بالتفسير القرآني أو بالجانب الفقهي أو بالجانب الاجتماعي أو السياسي، ربما كان لدى السابقين ظروف فرضت عليهم فهمها فهماً معيّناً، فيمكن أن يأتي بعض الناس فيسيئون الفهم وقد يحسنون الفهم، وفي هذه الحالة ينبغي أن تكون الساحة ساحة حوار هادف وموضوعي وعقلاني، فقد تسمع شيئاً ولكنه قد يكون غير صحيح كما يقول الشاعر "محمد رضا الشبيبي":
حكَمَ الناسُ على الناسِ بما سمعوا عنهم وغضّوا الأعينا
فاستحالت وأنا من بينهم أذني عينا وعيني أذنا
ولذلك نقول بأن ساحتنا لا تتحمل هذا النوع من الكلمات والأحاديث فليست القضية مربوطة بشخص، ولا أتكلم بالنسبة إلى شخصي بل عن أي إنسان، فلابد للساحة الإسلامية أن تحصّن بالعقلانية والتقوى، وأن يكون الحديث عقلانياً، وأقول لكم أن من الضروري أن نعمل على أن ننقد العلماء في أفكارهم وننقد المثقفين في أفكارهم وننقد السياسيين ورجال الاجتماع نقداً موضوعياً ينطلق من خلال دراسة الأمور بالحوار. والله يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ}(النحل:125).