*يلحظ على الخطاب الإسلامي أنه لا يميز بين الدين الإسلامي والنظرية الإسلامية، ولذلك ينقص الحركة الإسلامية وجود نظرية تسترشد بها تلك النظرية التي تستنبط من الدين الإسلامي، فالحاجة إذن هي إلى منطلق سياسي شرعي وعصري أيضاً، فما هو رأيكم؟
ـ هذا صحيح، فعلينا أن لا نعتبر النظرية الإسلامية هي الحقيقة الإسلامية، وأن لا نفرض نظريتنا على الإسلام على أساس أنها الحقيقة النهائية، فنحن نعتبر أنّ نظريتنا الإسلامية هي إجتهاداتنا في الفهم الإسلامي. ولذلك فإن أي صاحب نظرية إجتهادية في فهم الإسلام سواء كانت هذه النظرية تنطلق من خلال اجتهادنا في استنباط الحكم الشرعي أو من خلال استنباط المفاهيم الإسلامية التي تمثل حركة النظرية في الإسلام من خلال مجموعة الأحكام الشرعية لا بد أن نعتبر ما يقوله هو ما يفهمه من الإسلام، لا أن نقول هذا هو الإسلام لنغلق الباب إزاء أية نظرية اجتهادية أخرى.
ومن الطبيعي أننا نحتاج إلى نظرية نسترشد بها بحيث تنطلق من الخطاب الإسلامي. ونحن ندّعي أن الخطاب الإسلامي لا يزال في مستوى السذاجة في كثير من حالاته ولا سيما الخطاب الإسلامي السياسي، وهو بحاجة إلى عمق ينطلق حتى من النظريات الإسلامية الإجتهادية التي حاولت أن تسبر عمق الإسلام في نظرته إلى مشاكل الإنسان وإلى حركة الإنسان في الحياة.