الأسئلة والأجوبة
الفكرية والثقافية / نظرية داروين

*لقد قلتم أن نظرية «داروين» إذا صحت فهي لا تتعارض مع الإسلام، فهل لكم أن توضحوا لنا ذلك؟


ـ هناك نقطتان حول «نظرية داروين» ففي حدود الفكرة هل تتعارض مع الإيمان بالله؟ إننا نرى أنها لا تتعارض. لأن من الممكن أن يتبنى شخص هذه النظرية في تطور الأنواع ويؤمن بأن الله سبحانه بقدرته هو الذي طوّر الأنواع، فلو فرضنا أن شخصاً يقول كان هناك إنسان مثل القرد ثم تطور وصار مثل الإنسان فمعنى ذلك أن حركة التطور بحسب طبيعتها تمثل إرادة الله سبحانه وتعالى، كما نقول كان الإنسان نطفة ثم علقة ثم مضغة أليست هذه حالة تطورية؟ فلو ثبت عندنا أن هناك حالة تطورية أي كان هناك قرد ثم صار إنساناً فلا إشكال من ناحية الإيمان في إرجاع الأمور لله في النهاية. وهناك نظرية تقول أن السمك هو أصل الإنسان، وهناك نظريات أخرى، فمن حيث الخط العقيدي نجد أنّ «نظرية داروين» لا تنافي الخط لأن الخط العقيدي يقول إن كل الخلق بيد الله سبحانه وتعالى ولكن كيف خلق الله الناس؟ فربما خلقهم وفق الحالة التطورية الموجودة عندما يكون الإنسان في الرحم.
لكننا نقول أن رأي «داروين» مخالف للحقيقة التاريخية الدينية لأن الله سبحانه وتعالى حدثنا أنه خلق الإنسان إنساناً سوياً منذ البداية فهو يخاطب البشر فيقول: {فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}(ص:72). وكذلك {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها}(الزمر:6). وقوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}(التين:3)، فالقرآن يؤكد والكتب السماوية تؤكد أنه ليس هناك تطور بالنسبة إلى خلق الإنسان وإنما وجد الإنسان إنساناً منذ أن تحرك في فجر الحياة. ولذلك فنحن نقول بأن نظرية «داروين» تنافي التاريخ الديني الذي يمثل الحقيقة ولا تنافي خط الدين العقيدي.