الأسئلة والأجوبة

*هل يستطيع الله تبارك وتعالى أن يخلق مثله؟


ـ السؤال خطأ ولا أستنكره لأن من حق أي شخص أن يسأل عما يدور في ذهنه، ولكن أقول بأن السؤال خطأ لأنه ليس هناك مثل الله، فهو المطلق. أمّا لماذا يسأل الناس مثل هذا السؤال لأن بعض الناس قد يتصور ذلك. وأتذكر في أوائل الستينات طرحت إحدى المجلات في لبنان سؤالاً بهذا المعنى، هل يستطيع الله أن يخلق أقوى منه؟ وأثار جدلاً كبيراً ولقد قلت في ذلك الوقت أن السؤال خطأ إذ ليس هناك أقوى منه ليتحدث الإنسان عن إمكان خلق الله من خلال قدرته، لأننا إذا قلنا أقوى فإننا حدّدنا القوة وهذا خطأ، فالله هو ذو القوة المطلقة التي لا حد لها، فمعنى أن تقول أقوى أنه يوجد أقوى وأضعف في حين لا حدود له، وأقوى هي من أفعل التفضيل، وعندما تنطلق من خلال الحدود فإنك تتحدث عن طبيعة الحد، أما عندما تكون هناك القوة المطلقة والله هو القوة المطلقة في كل شي‏ء في قوته وقدرته فإن المطلق لا يتعدد. غير أن بعض الناس يتصور الله كما يتصور أي إنسان آخر، أي يتصور له شبيهاً وهو القائل: {ليس كمثله شي‏ء} لماذا ذلك؟ لأن ذهنك تشبع أن كل موجود لا بد أن يسبقه أحد في حين أن هذا الافتراض ليس دائماً صحيحاً لذلك ما تقوله مستحيل بأن يكون لله سبحانه وتعالى مثل إنه ليس نقصاً في قدرة الله ولكنّ هذا شيءٍ مستحيل في طبيعة ذاته.
وقد جاء أحدهم للإمام الصادق وقال (هل يستطيع ربك أن يجعل الدنيا في بيضة فلا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا) قال إن الله قادر على كل شي‏ء لكن هذا لا يكون لأن طبيعته لا تتحمل، فإذا قلت مثلاً لأفضل مهندس وحامل لعدد من الشهادات الهندسية تعال ابن لنا ناطحة سحاب في خمسة سانتيميترات! لقال لك إن هذا غير ممكن فالسانتيمترات الخمسة لا تتحمل ولا علاقة لذلك بقدرتي، فهناك فرق أن يكون عجزك عن هذا لأن طاقتك محدودة، وعجزك عنه باعتبار أنه ليس له قابلية من حيث طبيعته ولذلك أن يكون هناك مثل الله فهذه فرضية خاطئة لأن هذا معناه أن هناك حدوداً لله سبحانه وتعالى.