*ألا تعتقدون أن وعينا العقائدي بحاجة ماسة للمراجعة فيما يخص مركزية الرسول الأعظم في إيماننا بالقيادة الإلهية في التاريخ البشري منهجاً وتشريعاً، خاصة في رحاب هذا الخط الذي يسميه الشهيد «الصدر» خط الشهادة إلى قيام المهدي(عج)؟
ـ إننا بحاجة إلى أن نعيش وعي الإنسان المسلم لأنني أزعم أن الكثيرين يعيشون العقيدة في الفكر ولا يعيشون العقيدة في الواقع، فنحن نؤمن بالله الواحد ولكن ما هو حجم تمثّلنا لعظمة الله في أسرار خلقه وفي امتدادات نعمه؟ هل نحن ممن {إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً}؟ هل نحن أشدّ حباً لله {ومن الناس من يتّخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحّب الله والذين آمنوا أشدُّ حبّاً لله}(البقرة:165)، أن لا نتعصب لبعض رموزنا أكثر من تعصبنا لله ولرسول الله. ولا نتعصب لبعض حزبيّاتنا أكثر من تعصبنا لإسلامنا.
ثم لا بد لهذا الوعي من أن يتمثل في الواقع الحالي خط الشهادة، أن نكون الشهداء على الناس. وكما كان الرسول شهيداً علينا فإن خط الشهادة يفرض عليك وعي ما تشهد به، أن تعي الإسلام الذي تنطلق الشهادة من خلاله، وأن تعي الواقع، ومن لم يفهم الإسلام مقارناً بالواقع فكيف يفهم الشهادة؟ ومن لم يميز بين الحق والباطل كيف يستطيع أن يسجل حكمه على الواقع؟ إن بعضنا يعيش في التاريخ ولا يفهم الواقع فهو يعيش في زاوية مغلقة والدنيا تركض وتصعد وتتطوّر، وبعضنا يعيش في الواقع ويستغرق فيه ولا يلتفت إلى التراث والتاريخ فهذا خطأ وذاك خطأ.
نحن قو ننطلق من عقيدة ومن أصالة ومن تاريخ يفتح لنا أكثر من باب، ونحن نعيش في الواقع وعلينا أن نوفّق بين حركة الإسلام وحركة الواقع ليكون التكامل والتوازن.