*ما هو الهدف الذي توخيتموه من هذا البحث "الأصالة.. والتجديد"؟
ـ الواقع أننا أردنا أن نضع خطاً للباحثين في هذا المجال حيث أن علينا أن نتفق أو نلتقي على ما اتفقنا عليه، وأن يحاور بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.
وأن لا نتجمد في الأمور النظرية التي وقف عندها القدماء، فللقدماء فكر ولنا فكر، والقدماء غير معصومين، ولهم وجهة نظر ولنا وجهة نظر، والمهم «كم ترك الأول للآخر»، لأن القدماء سواء كانوا فقهاء ومتكلمين يختلفون مع بعضهم فلماذا لا يكون لنا حرية أن نختلف معهم.
نحن لا نعتبر أن مجرد وجود الإنسان في الماضي يجعله مقدساً. بل نقول أن المقدس عندنا هو النبي(ص) والأئمة(ع) والقرآن والسنة النبوية الشريفة. المقدس هو الشيء الذي يمثل أصالة الحقيقة في نفسه وأصالة الحقيقة في وعي الناس بحيث يلتقي عليه الناس، وكل ما عدا ذلك، أي كل ما لا يمثل أصالة الحقيقة فهو غير مقدس. نعم قد يصير المقدس نسبياً، فما هو مقدس عندي قد لا يكون مقدساً عندك، وما هو مقدس عندك قد لا يكون مقدساً عندي. هذا واقع الحياة، نعم، أنت تستطيع أن تحاورني وتقول لي أن المقدس عندي يجب أن يكون مقدساً عندك، والدليل كذا وكذا. وأنا أقول لك أن الدليل، كذا وكذا ونصل في نتيجة الحوار إلى الحقيقة التي هي غاية كل حوار، والله يقول: {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}(النساء:59).