الفرق بين النبي والرسول:
*ما هو الفرق بين النبي(ع) وبين الرسول(ص) وهل لأحدهم دور مختلف عن الآخر؟
ـ هناك بعض الأحاديث التي تفرق بين النبي(ص) وبين الرسول، ولكن نجد أن الله سبحانه وتعالى يطلق على أنبيائه أنهم رسل {تلك الرسل فضّلنا بعضها على بعض}؟ وعندما ندرس القرآن الكريم نجد أن القرآن لم يفرق بين الرسول بالمعنى المصطلح والرسول بالمعنى العام، فيمكن أن يطلق على الأنبياء بالرسل كقوله تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون}(يس:12)، فقد يطلق صفة الرسول بالمعنى العام على غير من يوحي الله إليهم وينزل عليهم ملائكته بالوحي، أما بالمعنى الاصطلاحي، نجدهم سواء فلا فرق بين النبي(ص) والرسول.
نبوّة إبراهيم:
*ما هي منزلة إبراهيم عند الله في القرآن الكريم وهل تعتقدون أن نبوّته عامة وعالمية وما هو الشاهد على ذلك؟
ـ لقد تحدث الله سبحانه في القرآن عن إبراهيم بطريقة متميزة {واتخذ الله إبراهيم خليلا}(النساء:125)، {إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب}(هود:75)، فهذا الجو الذي يضفيه إبراهيم تشعر أنه من الأجواء الروحانية التي تعيش فيها النبوة، فلم يذكر لنا القرآن أي شيء سلبي بالمعنى الذي يسيء إلى روحية الإنسان. ولقد ذكر نقطة سلبية واحدة وهي أنه عندما جاءته الملائكة الذين أرسلوا لتعذيب قوم (لوط) {فما لبث أن جاء بعجل حينئذ}(هود:69). ليأكلوا منه باعتبار أنهم أضيافه {فلما رأى أيديهم لم تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة}(هود:70)، وهذه الآية تعبير عن الجانب الإنساني وهي لا تنافي العصمة ولا تنافي الكمال.. إن الخوف لا يستقر في نفسه من موقع الخوف السلبي بمعنى الهلع أو الجبن أو ما شاكل، بل من موقع الغريزة البشرية. أما هل أن نبوته عامة أو خاصة فالواقع أننا عندما نقرأ في القرآن الكريم نرى أنّ نبوته عامة للناس {ملة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين}(الحج:78)، {إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين}(البقرة:131).
ومن خلال القراءة القرآنية الواعية نرى أن الإسلام هو دين العقل والقلب والوجدان واليد واللسان لله سبحانه وتعالى، هذا الإسلام هو اختصار لكل التفاصيل التي جاءت بعده: فالله يخاطب المسلمين {ملة أبيكم إبراهيم} وإبراهيم وصّى بها مما يدل كما طلب الله منه أن يركز قاعدة الرسالات القادمة وقاعدتها الإسلام لله {إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين} والذين اتبعوا إبراهيم كانوا مسلمين لأن الإسلام كان يتمثل برسالة إبراهيم، وأتباع موسى كانوا مسلمين لأن الإسلام تمثل في رسالة موسى وهكذا بالنسبة لعيسى(ع) {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}(الأنعام:16). وهكذا يتمثل إسلام محمد(ص) للإسلام بمفهومه العام، لذلك فإن رسالة إبراهيم هي عنوان كل الرسالات وهي التي تختصر كل تفاصيل الرسالات التي تعتبر خطوطاً تفصيلية لهذا الخط العام وهو خط الإسلام.