الأسئلة والأجوبة

عصمة الأنبياء والأئمة:
*
نريد منكم دليلاً على أن أنبياء الله جميعهم معصومون مطلقاً في كل شي‏ء وفي كل قول أو فعل أو تقرير عن علم أو دراية واختبار، وأنه ليس هناك احتمال مطلق لصدور أي خطأ لا ي نبي، وهل أن الأئمة (عليهم السلام) مشمولون بهذه النعمة، نعمة العصمة، ومن نفس المستوى؟


ـ عندما نريد أن ندرس مسألة العصمة في النبي(ص) فعلينا أن نفهم ما هو دوره. هذه هي طريقتي في استقراء العصمة أتساءل، هل النبي مجرد مصلح اجتماعي؟! لنقل أنه ليس من الضروري أن يكون المصلح الاجتماعي معصوماً وإنما يكفي أن يعطينا تجربته الاجتماعية. هل أن النبي(ص) مجرد ساعي بريد بين الله وبين خلقه يتلقى الوحي وينقله إلى الناس وتنتهي مهمّته عند هذا الحد؟ لو كان النبي(ص) مجرد ساعي بريد بين الله وبين الناس لقلنا أنه ليس من الضروري أن يكون ساعي البريد منفتحاً على الرسائل كلها. ولو كان النبي(ص) مصلحاً اجتماعياً لقلنا أيضاً أنه ليس من الضروري أن يكون معصوماً في كل شي‏ء، ونحن نعايش مصلحين اجتماعيين وسياسيين يمكن لهم أن يقوموا بالتجربة وينالوا احترام الناس حتى لو كان المصلح الاجتماعي يشرب الخمر أو يلعب القمار ويزني، وكثير من الناس يقولون أن شخصيته الفردية هي جزء منه ونحن نريد شخصيته السياسية. النبي(ص) هو إنسان جاء من أجل أن يغيّر العالم على صورة رسالته، أن يغيره من الداخل وأن يغيره من الخارج والإنسان الذي يقوم بهذا الدور كيف يمكن أن يخون دوره.. ادرسوا كل مفردات هذا الدور سترون أنه جاء من أجل أن يطهّر الناس من الداخل فكيف يمكن أن يطهرهم والشوائب تقدّس عن ذلك في داخل شخصيته؟!
لقد جاء من أجل أن يربط الناس بالخط المستقيم والخط المستقيم كلمته، والخط المستقيم فعله، والخط المستقيم تقريره، فكيف يمكن أن يعطيك المنحرف استقامته؟! جاء يربط الناس بالحق فكيف يمكن أن يقترب الباطل إلى فكره، أو إلى عاطفته، أو إلى مشاعره. لقد جاء من أجل أن يركّز الحق فعلاً وقولاً، فكيف يمكن أن يكون باطلاً في فكره وقوله؟! ولقد جاء من أجل أن يجعل الإنسان طاهراً من الداخل فكيف يمكن أن يكون داخله قذراً؟! وجاء من أجل أن يركّز استقامته في خط الإنسان فكيف لا يكون مستقيماً؟! {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم}، التزكية يعني الطهارة من الداخل، يزكّي حياتهم ويزكي عقولهم ويزكي قلوبهم ويزكي حركتهم {ويعلمهم الكتاب والحكمة} يعلمهم بالكلمة ويعلمهم بالقدوة {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}، لذلك فأنا أعتبر أن دور النبي(ص) هو أن يربط الناس بالحق وبالنقاء وبالصفاء وبالاستقامة، فكيف يمكن أن لا يكون معصوماً؟!
أما مسألة هل أن العصمة اختيارية أو هي غير اختيارية فما هذا الجدل؟
هل كان مختاراً أو ليس مختاراً؟ هل كان معصوماً بالاختيار أو معصوماً بلا اختيار؟ وكيف يكون معصوماً، هل الله خلقه معصوماً؟ «ذاك علم لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه»، فالمهم أن نؤمن بعصمته حتى يكون في كل حركة إنسانيته فكراً وقولاً وعملاً، حتى يكون رسولنا الذي نقتدي به. والأئمة(ع) في عقيدتنا هم الذين يتحركون من أجل حراسة كل هذا القدر، ولذلك فلابد أن يذهب الله عنهم الرجس ولا بد أن يطهرهم تطهيراً، ولذلك فإنهم هم المعصومون في كل عناصر إنسانيتهم ولا ينافي العصمة أن يصدر خلاف الأولى تأكيداً لإنسانيتهم.


آيات عصمة الأنبياء:
*
لا تدل على عصمة الأنبياء إلاّ آيتان في القرآن، وتوجد عشرات الآيات التي تدل على نفي العصمة ولكنها ظاهرة في المعصية فلماذا تؤول عشرات الآيات من أجل آيتين وقد اختلف المسلمون فيهما؟


ـ كما بيّنا في أحاديث سابقة فإنّ قضية النبوة ليست قضية إنسان عاديّ، فلقد أرسله الله تعالى لكي يحكم بالحق، فإذا كان الحق هو أساس رسالته، وإذا كان تغيير الإنسان من الداخل أساس دعوته فكيف يمكن لإنسان أن يعيش الباطل في عقله ويعيش المعصية في جسده وهو الذي بدوره يغير عقل الإنسان من الباطل إلى الحق، وسلوك الإنسان من المعصية إلى الطاعة «إن فاقد الشيء لا يعطيه»، لذلك نقول أن الله سبحانه وتعالى يصوغ أنبياءه صياغة ينفتحون بها على كل الحق فلا يأتي الباطل إليهم قيد أنملة، ويصوغهم على أساس أنهم يعرفونه معرفة لا يمكن أن يغفلوا معها في سلوكهم البتة. وقد قال النبي عن الإمام علي «علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار»، إن معنى ذلك هو أن الباطل لا يقترب منه وعندما يتحدث أهل الحق فإنما يتحدثون عن الفكر وعن الحق في العقل ولذلك إذا عرفنا دور النبوة ومعناها فلابد أن نحمل ما جاء من الآيات على أنها آيات تتحرك في خط ترك الأولى ولا تتحرك في خط المعصية.


عصمة النبي:
*
ما رأيكم في هذه الرواية التي تقول بأن الرسول قال «من كان له عندي قصاص فليقتصّ مني فقام (سوادة) قال يا رسول الله إنك ضربتني على بطني بالقضيب ولا أدري خاطئاً أو ساهياً، ونحن نقول بأن النبي معصوم عن الخطأ والنسيان ومن الغفلة فكيف نوفق بين العصمة والرواية؟


ـ تقول الرواية حسب ما أذكر منها ولا أضمن صحتها بأن النبي امتنعت عليه ناقته فمال عليها بالسوط فأصاب سوادة. فلم يكن النبي ليتعمد ضربه. فالنبي هنا لم يغفل ولم يسهُ وإنما الرجل جعل نفسه في هذا الموقع إذا صحت الرواية فأراد النبي أن يعطي درساً للناس في أنه كيف يمكن أن يقتصوا حتى لو قام بالمسألة النبي(ص) نفسه!


الدليل العقلي على العصمة:
*
ما هو الدليل العقلي على عصمة الإمام علي(ع) والأئمة؟


ـ يستدل على عصمة الأئمة جميعاً بـ(آية التطهير)، والزهراء(ع) تشاركهم في ذلك {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، ثم إذا عرفنا أن الإمامة تمثل الامتداد العملي للنبوة، فهي ليست بنبوة لأنه «لا نبي بعدي»، ولكنها تمثل الامتداد العملي الوظيفي للنبوة من حيث ملاحقتها لكل العناصر الإسلامية والعمل على حمايتها من التحريف والتغيير وقيادة الواقع الإسلامي على أساس قاعدة الحق في العقيدة والعاطفة والحركة والحياة في الشؤون العامة والخاصة بحيث لا يمتزج فيها الحق بالباطل الأمر الذي يفرض أن يكون الإمام حقا كله في جميع المواقع.
ولذلك فلابد للنبوة أن تنطلق من أجل تغيير الكون وتغيير الإنسان على أساس القيم الروحية التي يريد الله للإنسان أن يتعبد بها. لذلك فإن الإنسان الذي لا يمثل كل الطهارة وكل الحق لا يمكن أن توكل إليه مهمة الإمامة والنبوة ولا يمكن أن يغير الحياة على أساس الحق وأن يغير الحياة على صورة الإسلام فيما المعاصي أو الأخطاء تتحرك في حياته.
وعندما ندرس دور النبوة ودور الإمامة نعرف أنه لا بد أن يكون النبّي والإمام معصومين.


ما ينطق عن الهوى:
*
ما تفسير قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى}(النجم:4)، وهل النطق هنا يشمل كل حركاته، ولماذا إذن حرّم الرسول على نفسه أكل العسل؟


ـ إنّ العسل مباح فيمكنه أن يشربه ويمكنه أن لا يشربه فلم يجعل النبي العسلَ حراماً لكنه كما تقول أنت «أحرّم هذا على نفسي»، فهل معنى ذلك أنه حرام إسلامياً؟ لا بل معناه أنني أمنع نفسي منه، والنبي كان من سمّو أخلاقه يمنع نفسه من بعض ما ترفضه زوجاته حفاظاً على أحاسيسهن ومشاعرهن وهو القائل «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».


إشكالية عصمة الأنبياء:
*
لقد قلتم بأن من يرى بأن العصمة مختصة في بيان الأحكام والتشريعات فإنه لم يفهم العصمة فما هو قصدكم في اختصاص العصمة في بيان الأحكام؟


ـ هناك بعض الناس يقولون بأن الأنبياء معصومون فقط في تبليغ الرسالة فهم لا يخطئون فيها وهذه الأحكام الشرعية التي أنزلها الله عليهم لا يخطئون في تبليغها، أما خارج هذه الدائرة فيمكن أن يشرب الخمر أو يلعب القمار، ويمكن أن يخطئ في أمور كثيرة، كل ذلك وهو معصوم في التبليغ، فالذي يقول بهذا لا يفهم معنى النبوة. أمّا دليلنا على عصمة الأنبياء(ع) هو أن الله أرسل النبي ليغير العالم على أساس الحق فلا يمكن أن يرسله وفي عقله شي‏ء من الباطل، وفي كلامه شي‏ء من الباطل، وفي عمله شي‏ء من الباطل، لذلك لا بد أن يكون نوراً كله لا ظلمة فيه، وحقاً كله لا باطل فيه.


هل النبي يسهو؟
*هل يمكن للنبي(ص) أن يسهو عمداً أو غيره، وذلك لتعليم مسائل السهو والشك؟


ـ هذه خرافة إذ كيف يسهو النبي(ص) عمداً، لا نه ليس من الضروري لكي يعلم الناس مسائل الشك والسهو أن يسهو هو أيضاً وإلاّ فمسائل السرقة يجب مثلاً أن نسرق حتى نعلّمها، أمّا هل يسهو النبيّ أو لا يسهو فهناك جدل بين العلماء في مسائل السهو واللهو ولعل المشهور عند علماء الشيعة هو عدمه.


عصمة أهل البيت:
*
ما رأيكم بطهارة أهل البيت؟ وهل أهلُ البيت يعلمون الغيب؟


ـ يقول تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}(الأحزاب:33)، وهذه الآية دليل عصمة أهل البيت(ع). أما مسألة علم الغيب فهم يعلمون ما علّمهم الله من ذلك، لأن الله هو الذي يعلم الغيب، وقد يعطي علم الغيب لرسوله وقد يعطيه لبعض أوليائه، فليس ذلك عليه بمستحيل، أمّا ماذا أعطاهم الله من هذا العلم؟ وهل يعلمون عندما يريدون؟ وهل يعلمون كل الجزئيات؟ هذا أمر ربما يختلف العلماء في تحديده وليس المجال مجال بحثه.


دليل عصمة الأئمة:
*
ما دليل عصمة الأئمة في القرآن؟


ـ الدليل قوله تعالى:  {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}(الأحزاب:33)، هذه تدل على عصمة علي(ع) والزهراء(ع) والحسن والحسين(ع)، ثم بعد ذلك ثبتت عصمة الآخرين من خلال ما يتحدث عنه أمام آخر. ثم أن هناك بعض الأمور العقلية التي يمكن الاستدلال بها في هذا المجال.


أدلة عصمة الأئمة:
*
عندما طرحتم موضوع عدم قوة الأدلة التي تتحدث عن عصمة الأئمة(ع) أشكل عليكم البعض بأن الأدلة قوية في الاستدلال على العصمة فنرجو أن تبيّنوا الأدلة؟


ـ إن مشكلة بعض الناس أنهم لا يفهمون الكلام جيداً وربما لا يملكون ثقافة أدبية أو ثقافة لغوية. فعندما انتقدت المنهج القديم قلت إننا يمكن أن نستدل على عصمة الأنبياء ومن هم في خط الأنبياء فالنبي ليس ساعي بريد، بل هو إنسان أرسله الله ليغيّر العالم على أساس الحق. فمن كان دوره أن يغير العالم على هذا الأساس لا يمكن أن يكون هناك شي‏ء من الباطل في فكره ليخطأ في الفكر، أو شي‏ء من الباطل في قلبه وعاطفته ليخطأ في ذلك. ولا يمكن أن يكون هناك شي‏ء من الباطل في حركته في الحياة، سواء حركته في خط التبليغ أو في غيره. إننا نعتبر كما أن الدنيا تحتاج إلى شمس مادية تعطي الناس النور كله وليس فيها ظلمة، تحتاج أيضاً إلى شمس بشرية إنسانية تعطي الإنسان النور كله وليس يكون فيها أي أثر للظلمة.
هذا هو أقوى الأدلة كما نعتقد على مسألة العصمة وقد ذكرناه في نفس البحث الذي يتحدث عنه السائل أو من وراء السائل. إننا نقول إن على الإنسان أن يفهم الكلام ثم يعترض.


حدود عصمة الأئمة (ع):
*
ما رأيكم في عصمة الأئمة(ع)؟ وهل هي عصمة مطلقة أم تجزيئية؟


ـ قال الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}(الأحزاب:33). وحيث إن هذه الآية قد نزلت في أهل البيت (علي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم)، فإن هؤلاء الأئمة قد نصوا على إمامة الآخرين وسار الأئمة جميعاً في خط واحد. كما أنّ الأدلة التي تقام على عصمة هؤلاء الأئمة تتصل بطبيعة الإمامة ودور الإمامة.
هذا من جهة ومن جهة ثانية، فأنا لا اعتقد أن الشخصية تتجزأ، بأن تكون معصومة بالتبليغ وغير معصومة في شؤون حياتها الأخرى، فالصادق هو الصادق في جميع أموره والأمين هو أمين في جميع أموره، فأنا لا أفهم أن يكون الإمام معصوماً في تبليغ الرسالة وليس معصوماً في الأمور الأخرى، فالشخصية المعصومة واحدة، وتنطلق من عمق تكوينها، وهي التي تعيش إشراقة نور المعرفة والسمو في كل شخصيتها، فلا تتحرك إلا من خلال النور، ذلك أن الإمام يخرج الناس من الظلمات إلى النور، من الظلمات الفكرية إلى النور الفكري، ومن ظلمات السلوك إلى نور السلوك، ومن ظلمات الروح إلى نور الروح، ولذلك جعله الله مصدر نور بحيث لا يمكن أن يكون فيه شي‏ء من الظلام.


العصمة ذاتية أم فيض:
*
هل العصمة ذاتية أم فيض من الله؟


ـ هي ذاتية بلطف من الله، وذلك يعني أن الإمام ليس مجرد جسد يتحرك تلقائياً دون فكر، بل الإمام هو إنسان يملك في داخل شخصيته القاعدة التي تنطلق منها كمالاته، والله سبحانه وتعالى يعطيه لطفاً لرعاية دور الإمامة في هذا الموضوع أو ذاك.
وقد تساءل خصوم هذا الرأي مستشكلين: كيف يمكن أن يكون الإمام واجب العصمة ويكون مختاراً، وذلك لأن الوجوب يمثل سد باب العدم والاختيار ومعناه تساوي العدم والوجود، وهذه مفارقة لا يمكن الالتزام بها؟ ويبدو أن علماء الكلام خلطوا في الجمع بينهما بطريقة لا تشعر أنهم يعطونك فكرة واضحة من خلالها،
وإن لدي رأياً أطرحه للبحث العلمي دون أن أحدّد موقفاً حاسماً فيه، فأنا أقول كما يخلق الله شمساً تضيء على الناس يخلق إنساناً يضيء على الناس، أي يخلقه معصوماً، فما المانع من ذلك؟! وإذا كنتم تجادلون في استحقاق الثواب فقولوا لي على أي أساسٍ نحن نستحق الثواب، هل نثاب بالاستحقاق؟ إننا نطيع الله في كل ما أعطانا الله: بكل جسدنا الذي نطيع الله فيه، وكل عقلنا الذي هو ملك لله، فنحن عندما نطيع الله فبملك الله، فما هو الفضل لنا في ذلك؟! ففي بحث لعلماء الكلام يتساءلون: هل الثواب بالاستحقاق أو الثواب بالتفضّل؟ إنهم يقولون أنه استحقاق بالتفضل، فتعالوا نجعل القضية تفضلاً بدون واسطة، فنظرية علماء الشيعة الذين يقولون أن النبي(ص) يولد معصوماً والإمام يولد معصوماً، لا يمكن أن تفسر إلاّ على أساس جبرية العصمة، وإلا كيف يولد الإنسان وهو لم ينطلق في تجربة؟، لذلك فأنا أعتبر أنّ معنى وجوب العصمة يساوي حتمية العصمة وليس هناك أي دليل آخر، أمّا لماذا اختار الله هذا دون ذاك؟ ما لفرق بينه وبين الإمام؟ لماذا يعطي الله الإمام هذه العصمة ولا يعطيني هذه العصمة؟ فإنه {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}(الأنبياء:23)، و{الله أعلم حيث يجعل رسالته}(الأنعام:124).
إنه سؤال شبيه بالسؤال: لماذا وضع الله الشمس في المشرق ولم يضعها في المغرب؟ لماذا خلق الله فلاناً على صورة معينة وخلق فلاناً على صفة معينة؟ إننا لا نقدر أن نتفلسف في أفعال الله ولا نقدر أن نتدخل فيها وإذا كان البعض يقول: إن العصمة تنطلق من الاختيار من خلال أن العلم الذي يملكه النبي أو الإمام يجعل المعصية ممتنعة وقوعا وإن كانت ممكنة ذاتاً فإننا نقول: من الذي أعطاه العلم بهذه الدرجة الإلهامية بالمستوى الذي تمتنع فيه المعصية بواسطة ذلك، أليست حتمية بالواسطة.. وعلى أي حال فإننا لا ننطلق في هذا الموضوع من رأي حاسم بل من فرضية فكرية للمناقشة.


مرض المعصوم:
*
هل يحصل للمعصوم الإغماء أو المرض؟


ـ نبينا(ص) توفي بعد مرض، وينقل أنه كان يغمى عليه، فهذه الأمور ليست منافية للعصمة أو النبوة أو الإمامة بل هي من شؤون بشريته في الوضع الطبيعي للبشر فالمرض والإغماء حالتان طبيعيتان تماماً كما هو الموت.


عصمة الأئمة وعدالة الصحابة:
*
كيف بعصمة الأئمة عند الشيعة، وعدالة الصحابة عند السنّة أليسا من الأصول؟


ـ العصمة بالنسبة إلى الإمامة هي من الحقائق الأساسية، والعصمة هي من شؤون الإمامة. كما أن تقديس الصحابة من الأمور الأساسية وليست من الأصول عند السنّة فقضية العدالة هي محل خلاف حتى عند السنّة بلحاظ بعض الجوانب.