الإيمان بالرجعة:
*أنتم الشيعة تعتقدون بالرجعة، فما هي الحاجة إلى هذا الاعتقاد وما هو الدليل على صحته مع إننا جميعاً نؤمن بيوم القيامة؟
ـ هناك نقطتان في هذا المجال: أولاً هل أن الرجعة ممكنة أو غير ممكنة؟ إنها ممكنة، كما حدثنا الله عن ذاك النبي الذي مرَّ على قرية وقال {أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام}(البقرة:259)، {ثم بعثه} وهكذا "أهل الكهف" فهي أمر ممكن لأن الله على كل شيء قدير.
والسؤال ما هو الدليل عليها؟ إن هناك أحاديث وردت في الرجعة وهي ثابتة في الموازين الشرعية في حجية الأخبار لدى الشيعة الإمامية، ولذلك فإنهم يعتبرونها من الحقائق الدينية لدلالة الدليل الموثوق عليها فالذي يقتنع بهذه الأحاديث فبها والذي لم يقتنع أما لمناقشة في السند أو في المتن فهو حر، لأنها ليست من أصول الدين التي يدور الكفر والإيمان مدارها سلباً وإيجاباً.
القول في الرجعة:
*هل "الرجعة" عند الشيعة من صلب العقيدة، وما هي فلسفتها؟
ـ هناك أحاديث كثيرة واردة في الرجعة ولذلك تقول الشيعة بها ولكن لا على أساس أنها من أصول العقيدة بحيث أن الذي لا يؤمن بها يعتبر كافراً ولكن باعتبار الأحاديث الثابتة بشكل قطعي مما يجعل وثاقة الروايات هي الأساس في الإيمان بها فإن الرجعة ثابتة وكان الشيعة يؤمنون بها وربما ذهب بعض العلماء إلى الرأي الذي يقول: إنها رجعة الحكم لا رجعة الأشخاص بينما ذهب المشهور إلى غير ذلك.
القول في "الرجعة":
*يقول بعض العلماء مثل الشيخ "عبد الجواد" عند تفسير الآية من سورة "المؤمنون" أن الرجعة مخالفة لظواهر القرآن الكريم، ويقول آخرون كالسيد "الكلبايكاني" بأنها ضرورة من ضروريات الدين؟
ـ وردت في مسألة الرجعة أحاديث، وربما يحاول بعض الناس أن يستشهد بالقرآن ونحن لا نقول مثل ما يقول الشيخ «عبد الجواد» بأنها مخالفة بشكل قطعي ولا نقول مثل ما يقول «السيد الكلبايكاني» أنها ضرورة من ضروريات الدين. إنما هي مسألة وردت فيها الأخبار التي يجتهد فيها المجتهدون حيث ينقل «الشيخ المفيد» عن بعض علمائنا السابقين أنهم كانوا يقولون بالرجعة أنها ليست رجعة الأشخاص وإنما هي رجعة الملك ورجعة السلطان.
فالقضية خاضعة للإجتهاد بطبيعة فهم الأحاديث وبطبيعة دراسة الآيات التي يقال أنها مخالفة فهي مسألة اجتهادية وليست من المسائل الضرورية في الدين على نحو من ينكرها يكون كافراً أو منحرفاً عن المذهب، لا، ليست كذلك.