*لقد حمّل الله سبحانه وتعالى الإنسان خلافة الأرض فبدأ هذه الخلافة برجلٍ واحدٍ فما السر في جعله الخلافة لرجل واحدٍ حيث كان هو لوحده؟
ـ من قال أن الله جعلها لرجلٍ واحد؟ لقد بدأها برجلٍ واحدٍ لأنه لم يكن هناك إلاّ رجل واحد، كان هناك آدم، وأراد الله لآدم أن يمارس خلافته فيعمّر الأرض بمقدار ما يستطيع ثم ينطلق ليجعل الخلافة لولدهِ، والدليل على جعله في الأرض خليفةً قوله {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}(البقرة:30). فليس معنى الخليفة هو الشخص المعصوم فليس ذلك ضرورياً أبداً فالإنسان هو خلق الله وآدم هو بداية الإنسان، وقال الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها}، يعني إما أنه قبل آدم كان «ألف ألف آدم» أو أن القرآن يختصره حيث قال {إني جاعل في الأرض خليفة}(البقرة:30). وكان السؤال ماصفة هذا الخليفة؟ ماذا يفعل؟ ماذا يحصل؟ ماذا...؟ هذا مانستوحيه من خلال دراستنا لطريقة القصص القرآني بأن وصلت القضية إلى أن الله يقول هؤلاء يقتلون ويسفكون دماء بعضهم ويفسدون في الأرض {قالوا أتجعل فيها}(البقرة:30). فإن الله يريد أن يقول لهم بأن الأرض الآن خالية وأنا أريد أن أجعل فيها مخلوقاً يكون الخليفة الوكيل ليس بمعنى العصمة في هذا المجال وإنما بمعنى أن يعمر الأرض ويديرها ويتحرك فيها وما إلى ذلك.