*هل صحيح أن سماحتكم يلغي منهج "المفيد" و"الطوسي" في البحوث العقائدية؟
ـ أنا أناقش "المفيد"، وأناقش "الطوسي"، كما ناقش المفيد الطوسي، وناقش الطوسيّ المفيد، وكما ناقش المفيد الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه (تصحيح الاعتقاد). هؤلاء علماء نقدّرهم ونتعلّم منهم، ومنهم المفيد والطوسي والمحقق الحلي والسيد المرتضى، هم علماؤنا الكبار الذين لا نزال نأكل من فتات موائدهم، ولكنهم ليسوا معصومين، فهم مجتهدون يخطئون ويصيبون من خلال فهمهم لكتاب الله ولسنّة رسول الله، وكتاب الله الذي فهموه بين أيدينا، وسنَّة رسول الله بين أيدينا، وكما يختلفون في الفقه يختلفون في العقائد، ونحن يمكن أن نختلف معهم في بعض الأمور، لكن أن نلغي منهجهم كله، فلا أعتقد أنَّ أحداً يمكنه أن يفعل ذلك.
لكننا، كما قال السيد (محسن الأمين)، «هم رجال ونحن رجال، وكم ترك الأوّل للآخر»، بل ربما لدى الآخر من التراث ومن المعطيات الثقافية ما لم يكن عند الأول، والفقهاء الآن أوسع أفقاً من الشيخ "المفيد"، وأوسع أفقاً من الشيخ الطوسي والسيد المرتضى، مع احترامنا لهم، لأن الثقافات الموجودة، سواء الثقافات الإسلامية التي جاء بها من بعدهم، أو الثقافات العامة، لم تكن موجودةً عندهم، فيمكن، والحال هذه، أن نفهم أكثر مما فهموا، ثم إنهم ليسوا معصومين حتى إذا خالفتهم خالفت العصمة. نحن لا نريد أن نقلِّدهم؛ لا نريد أن نقلِّد الشيخ المفيد، خصوصاً في مسائل العقيدة. نعم، نحترمه ونناقش أفكاره من موقع احترامنا له، فالشخص الذي لا نحترم فكره لا نناقشه.