*ماذا تقولون في حادثة تأبير (تلقيح) النخل أي قول النبي «إنكم أعلم بأمور دنياكم»؟
ـ أنا أتصور أن هذا الحديث موضوع عن النبي(ص) لماذا؟ فلو كانت المسألة تتعلق بالمزروعات الأرضية أو الشوكية أو الفواكه فلربما كان في المسألة وجه، لكن المسألة متعلقة بالنخل والنبي موجود في المدينة. والقصة هي أنه جاء شخص للنبي(ص) فسأل هل القحّ هذه النخلة أم لا؟ فكما يروى أن النبي قال له لا ضرورة لذلك فترك الرجل النخلة ولم يؤبّرها أو يلقحها فما أنتجت إلاّ شياً "أي تمراً رديئاً" فجاء للنبي(ص) وقال له أنت قلت لي لا تلقحها أو لا تؤبّرها فقال(ص) «إذا أخبرتكم بأمر من أمور السماء فاعملوا به أما إذا أخبرتكم بأمر من أمور دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم»، وهذه الحادثة حسب الرواية حصلت في المدينة وعندما هاجر النبي(ص) إلى المدينة كان عمره(53) سنة فهل يعقل أنه لم يسمع بأن النخل لا ينتج إلا إذا لقح؟ هل هي مشكلة معقدة؟ وهل يعقل أن فلاحاً في المدينة يجهل ذلك؟ إنها مسألة يعرفها أصغر فلاح بل حتى أطفال الفلاحين، والمدينة كما هو معلوم مدينة النخل، ثم أن السائل لم يسأل عن الحلال والحرام.
ثالثاً: إن الله أنزل على نبيّه {ولا تقفُ ما ليس لك به علم}(الإسراء:36). فإذا لم يكن لدى النبي علم بهذه الأمور فكيف يجيب بما معناه إذا (أخبرتكم بأمر من أمور دينكم اعملوا به، أما أمور الدنيا فليس لدي إطلاع فيها فكيف يتكلم(ص) بشيء ليس له إطلاع به؟!
لذلك فالمسألة أساساً لا تحتمل صحةً في هذا المقام، وأنا أقول أن من وضع هذا الحديث لم يكن ذكياً. وهذا حديث مكذوب عن رسول الله(ص).