*هناك حديث للزهراء(ع) تخاطب فيه الإمام علي(ع) (اشتملت شملة الجنين واقتعدت عجزة الضنين) ولقد قلتم بأن هذا الحديث غير ثابت، فنرجو توضيح ذلك؟
ـ هل يمكن للزهراء(ع) أن تشتم أمير المؤمنين(ع) وهل يعقل أن الزهراء الواعية المعصومة الطاهرة تخاطب عليا بمثل هذا الكلام؟ فلو أن زوجة أحدكم تقول له لا فرق بينك وبين الجنين وليس فيك نفع كلية كما ينسب للزهراء «مات العضد ووهنْ العمد، رسول الله، مات ليس عندي أحد!»، هل يكون ذلك مستساغاً؟!
هل تسكت ولا تعلق بشيء، ويزعمون فوق ذلك «أن الإمام علي(ع) بمجرد أن سمع هذه المقولة ثارت أعصابه وقام ليهجم على الجماعة ثم سمع المؤذن يقول (أشهد أن محمداً رسول الله) فالتفت إلى فاطمة الزهراء وقال لو خرجتُ لما سمعت ذكر أبيك على المنابر» إن هذه القصة قصة أب وابنته وصهره وليست قصة رسالة ثم قالت له: اصبر، أي أن الزهراء انفعالية وأمير المؤمنين انفعالي والزهراء تشتم أمير المؤمنين وهذا كله من أجل إبكاء الناس. هذا غير ممكن إطلاقاً فنحن نعرف شجاعة أمير المؤمنين. ولا يمكن أن يهمل الدفاع عن زوجته، نعم إنه موصى بأن لا يثور ثورة تعمل على انفصام أمور المسلمين لاعن الدفاع عن زوجته وهذا الموضوع تعلمه الزهراء العالمة فعلي إمامها وزوجها وهو الخليفة بعد النبي على عقيدتنا فلماذا تعترض الزهراء على إمامها؟ ثم هل يصحّ إن الزهراء وهي التي تدافع عن علي وهي التي خطبت أمام نساء المهاجرين والأنصار لم تكن تطالب ب «فدك» وإنما بالخلافة، هل يصح أنها توبّخ الإمام؟ فينبغي أيها الأحبة أن تفكروا فيما تسمعونه ولا تسمعوا بدون تفكير، هذه الكلمات المنسوبة للزهراء غير صحيحة لأنها لا يمكن أن تصدر عن الزهراء الواعية المعصومة لتسيء إلى علي(ع) ولتقول له ليس فيك فائدة أبداً، أما التأويل الذي يذكره البعض لهذه الرواية فإنه لا يتناسب مع طبيعة الأمور.