*ما هو رأيكم في أهمِّ وجوه إعجاز القرآن؟ وما علاقة إعجازه بالشّعر الجاهلي؟
ـ إعجاز القرآن، من خلال ما ندرسه، هو الإعجاز الذي قدَّمه القرآن للناس في الجانب البلاغي وفي الأسلوب، حيث جاء في أرقى درجات التعبير. وعلى الرّغم من أنّ الشّعر الجاهليّ تم التّشكيك فيه، كما فعل «طه حسين»، انطلاقاً من الاستشراق وفكرة المستشرقين الذين اعتمد عليهم لمناقشة إعجاز القرآن، في دراسة غير موضوعية، وفي عمليّة تشكيك غير دقيق، وقد ناقشه في ذلك كثير من الأدباء مثل «مصطفى صادق الرافعي»، ولكن حتى لو ثبت التشكيك في الشعر الجاهلي، فإنه يجعلنا نقول إنَّ القرآن يمثل الوثيقة البلاغية العليا التي لا يمكن الشك في قيمتها وإبداعها. وسواء كان الشعر الجاهلي صحيحاً أو غير صحيح، فالمهم هو أن التحدي كان مطروحاً أمام الناس الذين كان فيهم شعراء وأدباء وخطباء، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يقوموا بأيِّ رد فعل إزاء هذا التحدي، ما يدلُّ على أن طريقة القرآن تختلف عما تعارف عليه الناس. ولذلك نحن لم نر في كل تاريخنا أي نص يقترب من النص القرآني أو يحاكيه.