*إعجاز القرآن الخالد لا يعرف سرّه إلا الله والرسول والأئمة، فما ظهر منه هو الإعجاز اللغوي وأخبار الأوّلين والمتقدمين، ولكن بالنّسبة إلى الإعجاز اللغوي في القرآن، فإنّ ما كان يميّزه عن النّصوص الأخرى في ذلك الزمان هو البلاغة، أما في الوقت الحاضر، فقد انتفت شروط التمايز، بعد أن سادت النصوص التي لا تعير أهميةً للبلاغة اللغوية، وبعد أن سادت النصوص الطويلة، فهل يعني ذلك أنّ الإعجاز اللغوي قد توقَّف؟
ـ لم يتوقَّف الإعجاز اللغوي، فهو يبقى في عملية مقارنة بين لغة القرآن وبلاغته والأسرار التي تنطلق منها هذه البلاغة، وبين النصوص الأخرى. وأما مسألة أنّ إعجازه لا يعرف سرّه يعرفه إلا الله ورسوله والأئمة، فلأنّ الله تحدى الناس بالقرآن وقال: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}(البقرة:23)، وإلى غير ذلك من التحدّيات. لهذا يبقى التحدي قائماً، ولكن للناس الذين يفهمون البلاغة ويفهمون كيف يقارنون بين نص وآخر.