الأسئلة والأجوبة
القرآنية والحديثية / العقيدة أم القرآن؟

*ما هي الطّريقة الأفضل لنشر الإسلام؛ هل هي العقيدة ومفهومها وأسلوبها، أم القرآن وأسلوبه؟


ـ إنَّ الأسلوب القرآني هو أفضل الأساليب، لماذا؟ لأنَّ في القرآن عقيدةً، وفيه شريعة وفيه منهج وفيه حركية للحياة. والقرآن هو كتاب الدَّعوة إلى الله، فالدّعوة انطلقت من القرآن، وسارت بأسلوب القرآن، إضافةً إلى أنّ خلق النبيّ كان القرآن وأسلوبه في الدعوة كان القرآن، ذلك أنّ القرآن يمزج المنهج العقلي بالمنهج العاطفي، والموضوعات الحسيّة بالموضوعات المعنويّة، لهذا ترى القرآن يستدلُّ بالمنهج العقلي {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا}(الأنبياء:22)، فالقرآن ليس كعلم الكلام، أي ليس تجريدياً، وإنما يوجِّهك إلى الواقع، ويقارن بين الواقع وبين القضايا العقلية!
 
وهكذا نلاحظ أنَّ القرآن يأخذ طريقة الاستدلال من واقع الإنسان، والله سبحانه يقول: {وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ}(البقرة:129). لماذا الكتاب؟ لأنَّ الكتاب خط النظرية؟ لماذا الحكمة؟ لأنها خطُّ حركيَّة التطبيق، فالحكمة هي وضع الشَّي‏ء في موضعه، بحيث تدرس الواقع، وتدرس ذهنية الإنسان الذي تريد أن تخاطبه، وتدرس نقاط ضعفه ونقاط قوته، لذلك فالداعية إلى الله لا بدَّ من أن يكون شخصاً مثقّفاً يفهم الواقع كما يفهم ثقافة الإنسان، ويفهم كيف يوازن بين المسألة الثقافية وبين المسألة الواقعية.
 
لقد سقط الكثيرون من الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، لأنهم عاشوا في الكتب ولم يعيشوا في الواقع، بل رأوه غريباً عما في الكتب. وبعض الناس عاشوا الواقع ولم يعيشوا الثقافة الإسلامية فانحرفوا. لذلك نحن نحتاج إلى أن ندرس الواقع الذي يعيشه النَّاس، كيف يفكرون، وكيف هي القضايا التي تترك تأثيرها عليهم. فلابدَّ للداعية من أن يعيش في حالة طوارى‏ء فكرية حتى يكون داعيةً ناجحاً.