}*فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا}(الانشقاق:7-9). من هم الأهل في هذه الآية، فنحن نعلم أن المرء يتبرّأ يوم الحساب من أمه وأبيه وزوجته، فكيف يتم التوفيق بين الإثنين؟
ـ المقصود بأهله هم الصالحون فهم: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}(الرعد:23ـ24). أما قوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ}(عبس:34)، فليس معنى الفرار أنه يتبرأ منه، وإنما لأنه مشغول بنفسه، وليس مستعداً للاهتمام بأخيه وأبيه، وهكذا، فلكلِّ امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه، ولكن الله يقول: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقِينَ}(الزُّخرف:67)، فالأصدقاء المتقون يبقون على علاقاتهم.