*قال تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}(غافر:11). كيف أماتهم الله مرتين وأحياهم مرّتين؟
ـ هناك موتٌ قبل وجود الإنسان: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ المَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}(يس:33). إن الشيء قبل أن يكون حيّاً هو ميت، والموت هو عدم الحياة، فقد يكون موت بعد حياة، وقد يكون موت لعدم الحياة، فنحن قبله {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(البقرة:28)، فالقرآن يبيِّن لنا ذلك، كنّا أمواتاً أي عدماً، فأوجدنا الله، ثم يميتنا، أي نتحوَّل إلى العدم بنوعٍ معيّن، ثم يحيينا عندما يبعثنا. {أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ}، موتةً ما قبل الوجود، وأخرى ما بعد الوجود {وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} وهما الحياة الدنيا والحياة الآخرة، فالمسألة تامّة الوضوح، ولا يوجد فيها تقمّص، كما يقول بعض الناس، بمعنى أن يموت في جسد إنسان ويحيا في جسد آخر.