}*وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}(الإسراء:44). تشير هذه الآية إلى أنَّ كلَّ الموجودات إنما هي في حركة تسبيح دائم لله، من الذرة إلى المجرة، وإذا اعتبرنا الإنسان مكوِّناً من خلايا، فإنَّ هذه الخلايا تُسبِّح بحمد الله، بما في ذلك خلايا العقل. وعلى هذا الأساس، فالإنسان، سواء كان مؤمناً أو ملحداً، يُسبّحُ بحمد الله، فهل من إيضاح؟
ـ هناك تسبيح باللسان، وهو ما نتلفّظ به من كلمات التّسبيح، وهناك تسبيح بالأصوات أي باللّغات، فالمخلوقات الحية مثل الحيوانات، تسبِّح بلغاتها، سواء كانت كبيرةً أو صغيرةً، أما الجمادات، فحسب معلومات الإنسان ليس لها لغة، وما ورد أن هذا الجبل تكلّم، أو أن هذه الأرض تكلّمت، أو أنّ تلك الشجرة نطقت، فهذا من باب خلق الكلام إذا كانت هناك معجزة، ولكن ليس من باب أنها تملك قابلية الكلام، لأنّ مسألة الكلام تحتاج إلى عناصر معينة ليست موجودةً في الجمادات التي لا إحساس لها بحسب معلوماتنا. أمَّا الغيب فعند الله تعالى... لذلك، فهناك تسبيح تكويني، أي تسبيح وجودي بحيث إن الشيء يسبِّح الله بوجوده، باعتبار أنَّ التسبيح كناية عن التعظيم لله، والأشياء التي تشتمل في وجودها على أسرار عظمة الله سبحانه وتعالى، تسبِّح الله بوجودها، ولعلَّ هذا هو الأقرب في المعنى كما نفهمه، والله العالم.