*لماذا تتكرّر القصة الواحدة في القرآن مرّات عديدة، كقصة آدم؟
ـ القرآن كتاب هداية، وليس كتاباً أكاديمياً يراد من خلاله بحث القضايا بطريقة موضوعية، ومن الطبيعي أن للقصة دوراً في توجيه الفكرة، وفي تقريبها.
وقصص القرآن قد تحمل عدة جوانب، فربما يطرح الله قضية آدم ليبيِّن عظمة الخلق في آدم، وربما يطرحها ليبيِّن ضعف الإنسان من خلال ضعف آدم، وربما يطرحها ليبين وساوس الشيطان وحيله، وربما يطرح ذلك ليبيِّن أنَّ الإنسان يمكن أن يبتعد عن طريق الله، ولكنَّه يعود ويرجع إليه، ويمكن أن يتحدَّث عن قضية آدم، كيف نزل من الجنة إلى الأرض، وما هو الخط الذي يرسمه الله للإنسان في الأرض، وربما يطرح القضيّة لتوجيه الناس إلى أن يبتعدوا عن إبليس لأنه أخرج أبوينا من الجنة، وعلينا نحن أن نبتعد عنه... فالقصة هي لتركيز أكثر من فكرة في أكثر من جانب، ولذلك يكرِّرها القرآن، لا من خلال تكرير الشيء الطيب في نفسه، على طريقة (هو المسك ما كرَّرته يتضوّع)، ولكن على طريقة أنَّ لكلِّ قصة جوانب متعدّدة يمكن أن تعالج بطريقة وبأخرى.