الأسئلة والأجوبة
القرآنية والحديثية / مصحف فاطمة

*يوجد في «صحيح الكافي» للكليني نصٌّ يقول فيه إنَّ «مصحف فاطمة» يوجد فيه ستة عشر ألف آية، والله لا يوجد منها في مصحفكم هذا حرف واحد. فما هو رأيكم في هذا الكلام؟


ـ أوّلاً، كلمة المصحف هنا ليس المقصود بها القرآن، أو الوحي، بل هي مأخوذة من الصحف، وإنما سُمي القرآن بالمصحف باعتبار اشتماله على الصفحات، لذلك لم يدّع أحد من الشيعة منذ البداية حتى الآن، أن هناك قرآناً غير هذا القرآن.
 
فمثلاً، عندما يقول بعض الناس: «وسيعلم الذين ظلموا (آل بيت محمد) أيّ منقلب ينقلبون» فهل معناها أنَّ كلمة (آل بيت محمد) داخلة في سياق الآية؟ إن بعض الناس يقوم بتطبيق العنوان على الواقع. وعندنا كذلك «وكفى الله المؤمنين القتال» بعلي، وليس معنى ذلك أنّ الآية نازلة باللّفظ بعليّ، وإنّما كلمة (بعليّ) تفسير لما حدث في «وقعة الأحزاب»، فهو الذي استطاع أن يكفي الله القتال به من خلال قتله «لعمرو بن عبد ودّ». وفي كثير من الحالات، كان يختلط جانب التفسير بهذا الجانب. ولعلَّ أفضل العلماء الذين كتبوا في هذه المسألة، هو آية الله السيد الخوئي (رحمه الله) في كتابه «البيان في تفسير القرآن»، فقد بحث هذه المسألة بحثاً علمياً.
إنَّ مصحف فاطمة(ع) ليس قرآناً وليس قريباً من القرآن، وإنما فيه بعض الأحاديث التي روي أنها تتَّصل ببعض الأمور الغيبية التي كانت تحُدَّث بها الزهراء(ع) من خلال ملك كان يأتيها قد يكون جبرئيل وقد يكون غيره، ولا يعني ذلك الرسولية، ولكن الله قد يرسل ملائكته ليحدثوا بعض أوليائه في مهمات خاصة، كما حدث لمريم (عليها السلام)، وهناك حديث يقول إنّ «مصحف فاطمة» «إملاء رسول الله وبخطِّ علي»، وإنما سمي بمصحف فاطمة، لأنه كان موجوداً عندها، أو لأنها كانت تقرأ به وما إلى ذلك.
فهناك روايات مختلفة، إلا أنَّ بعض الكتّاب راحوا يردّدون بأن لدى الشيعة مصحفاً آخر يسمّى «مصحف فاطمة». ولكن هذا الادّعاء صحيح؟ ونحن نطالب هؤلاء الذين ينسبون إلى الشيعة ما لا يقولون به، فأن يحضروا لنا نسخةً واحدةً من هذا المصحف. فكم في تاريخ العالم من هجماتٍ على بيوت الشيعة، فهل عثروا على نسخة من مصحف فاطمة؟ لا يوجد عند كلِّ الشيعة في العالم، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، لا يوجد هناك قرآن يختلف بكلمة واحدة عن القرآن الموجود بين يدي المسلمين، فلماذا هذا الجدل؟ فتّش عن أمريكا التي وظّفت كثيراً من الناس من أجل أن يبقوا المسلمين في حال الخصام والخلاف والنـزاع، وهذا ما نلاحظه بكثير من الأسف. إنَّ مصحف فاطمة كتاب موجود عند الأئمة(ع) مما احتفظوا به، وقد اختلفت الروايات في مضمونه من حيث كونه حديثاً عن المغيبات والأحكام الشرعية أو غير ذلك، لكنه بالتأكيد ليس كتاب وحيٍ بديل أو عديل للقرآن.