*في «سورة القدر» ذكر الله أنَّ الملائكة كانت تنـزل، وهناك من قال تنـزل الملائكة على النبي في حياته، وفي زمان غيبة النبي لا بد في أن يتنـزّلوا على شخص، فمن هو المقصود؟
ـ ليس شرطاً أن تنزل الملائكة على شخص معيَّن غير النبي، ولا دليل على ذلك بالمعنى الذي كانت تنـزل به على النبي محمد(ص) في نطاق رسالته: {تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}(القدر:4)، ينـزلون بأرزاق الناس وآجالهم، ينـزلون بكلِّ مقدّراتهم، فالملائكة جماعة من الموظفين، وكّلهم الله بكثير مما في الأرض، {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}(السجدة:11)، {فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}(النازعات:5). أما كيف يمارسون هذه الوظيفة؟ وكيف يدخلون من الباب؟ وكيف يخرجون؟ كيف يقبضون روح الإنسان؟ فإن هذه مخلوقات غيبية لا نعرفها، ولكن آمنّا بها لأنَّ الله أخبرنا عنها، وإلا فلا يوجد عندنا تجربة مع الملائكة. أمّا قضية أن الملائكة كانوا ينـزلون على النبي، فإنهم كانوا ينـزلون عليه في أوقات خاصة وفي مناسبات معينة، ولكن ليس المقصود في الآية أنَّ الملائكة كانت في ليلة القدر تتنـزل على رسول الله(ص)، بل قد يكون المقصود، والله العالم، أنهم ينـزلون على الأرض في هذه الليلة لأداء مهمّاتهم التي أوكلها الله إليهم بما يتعلَّق بالكون الأرضي أو غيره مما استقلّ الله بعلمه {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}(الدخان:4). وهناك بعض الأحاديث التي تقول إنّ «ليلة القدر» هي ليلة توزيع الأرزاق وتوزيع الآجال، أما كيف يرتّبون القضية؟ وعلى أية طريقة؟ وكيف هي إحصاءاتهم؟ هذا كله علم لم يعلّمنا الله إياه.