الأسئلة والأجوبة
القرآنية والحديثية / سنّة الصراع الكوني

*إن التاريخ الإنساني على مرّ فصوله، يكشف عن الصراع القائم بين الخير والشر: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ}(البقرة:251). فهل إن القانون التاريخي الذي يحكم حركة المجتمعات، يتعارض مع فكرة السلام العالمي وفكرة العدل والمساواة؟


ـ عملية الصراع تنطلق من أنّ الناس قد تتباين مواقعهم، وقد تتباين مواقفهم أو مصالحهم، ولذلك،  فإن هذا أمرٌ طبيعيّ، فكلَّ إنسان يحاول أن يدافع عن نفسه وعن موقعه وعن انتمائه وعن مصالحه، ولا يتنافى هذا مع فكرة العدل والمساواة، لأن هذه غريزة إنسانية تتمظهر بهذا الشكل، ولكن الإسلام جاء من أجل أن يهذّب الغرائز، ومن أجل أن يربط الناس بالله وبالخطوط العامّة، ويربط الناس بالعدل والإحسان. ومن هنا، فإن هذه المسائل لا تمثّل قضاءً أو قدراً لا فكاك منهما، ولكنها تمثِّل جواً نحتاج إلى المزيد من الجهد حتى نستطيع أن نسيطر عليه لنوجِّهه في خط الحق بدلاً من أن يعيش في خطِّ الباطل أو خطِّ الفوضى.