*ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ}(آل عمران:19)؟
ـ المقصود بالإسلام إسلام الوجه والقلب واليد واللسان لله؛ أن لا تشعر أن لك كلمةً أمام كلمة الله، وموقفاً أمام ما يريده الله من موقف {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}(البقرة:131، {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(البقرة:132)، {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ}(الأنعام:162-163)، {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}(الحج:78). فالإسلام هو معنىً واحد، فإذا قلنا إن الإسلام هو استسلام لله، فمعنى ذلك، أنّه تمثل في زمن إبراهيم بدعوة إبراهيم(ع)، لأنها كانت هي إرادة الله، وفي زمن موسى تمثل بدين موسى، وفي زمن عيسى بدين عيسى، وكذلك الأمر في زمن النبي، فالإسلام يشمل كل الأديان، لأن كل دينٍ في مرحلته يمثل إرادة الله، فالإنسان الذي يتحرك مع إرادة الله في مرحلة الدين الذي نزل على الناس، هو الذي يكون مسلماً.