س: سؤالي عن موضوع تحريف القرءان و عما اذا كان هناك ما يسمى بمصحف فاطمة(ع).
ج: قد ذكرت بعض الأحاديث شيئاً اسمه مصحف فاطمة، لكنه ليس قرآناً، بل هو كتاب فيه أحاديث سمعتها من والدها النبي (ص)، أو فيه وصيتها خواطر وافكار دونتها فيه، أو مما سمعته من حديث الملك وصار يتوارثه أبناؤها كأثر من آثارها صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبنائها الطاهرين.
س: تتهم بعض الفرق المسلمين الشيعة بتحريف القرآن و تورد كمية كبيرة من الاحاديث في كتب الشيعة في إثبات التحريف في القرآن مثل كتاب فصل الخطاب للمحدث) النّوري الطبرسي ( وكتاب شرح الكافي واحاديث عن الائمة عليهم السلام .. ويقولون بان مراجعكم لايكفرون من يقول بتحريف القرآن ؟ اريد من سماحتكم جوابا شافيا .. وليطمئن قلبي.
ج: لقد أجمع علماء الشيعة على القول بعدم تحريف القرآن إلا من شذ منهم، والشيخ النوري هو من هذه القلة النادرة التي لم يعبأ العلماء برأيهم، وفي هذا المجال ينفعكم دراسة موسعة للإمام الخوئي (قده) في كتابه القيم (البيان في تفسير القرآن) حيث يتبين أن عند السنة من يقول بمثل مقالة النوري ايضا ونحن نضم صوتنا الى صوت من نصحك بترك محاورة أمثال هؤلاء، بل وغيرهم وتجنب النقاشات المذهبية في مثل هذا الظرف العصيب.
س: يقول البعض أنه لامجاز في القرآن الكريم لأن المجاز في القرآن كأنه عجز الله تعالى عن التعبير فما قولكم؟
ج: بل المجاز هو بلاغة في التعبير بحسب طبيعة اللغة العربية ولا بأس بقراءة الكتب التي تعالج المجازات القرآنية.
س: يقول البعض أن الشيعة يعتقدون أنه قد تواترت الأخبار لدى السلف والخلف -كالطبرسي - بتحريف القرآن فما قولكم؟
ج: القول بوجود نقص بما ذكر قول شاذ وما يكاد يُجمع عليه بين علماء الشيعة كون ذلك من تفسير الروايات ولو من بيان النقص في القرآن وهو الصحيح لتواتر القرآن الموجود وللآية الشريفة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولإقرار الأئمة (ع) لما بين أيدي المسلمين.
س: ينقل عنكم أنكم تدعون أن هناك خطأ نحوي في القرآن ، هل لكم أن تسلطوا الضوء قليلا حول هذه المسألة لنرى ما هي وجهة نظركم بالدقة حيث كثيرا ما نسمع أنكم بهذ الرأي تدعون التحريف في القرآن؟
ج: لم نقل ذلك لكن الاشتباه الذي حصل في كلامنا حول الآية 162 من سورة النساء "لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون والمقيمين الصلاة" حيث اختار المفسرون في توجيه النصب في كلمة المقيمين مع عطفها على المرفوع وتعقيبها بالمرفوع وهناك رواية عن عائشة انها من خطأ النساخ ونحن لم نرجح ذلك لكن احتملناه، وهذا حتى مع ثبوته ليس من التحريف الممنوع في القرآن بل هو من حركات وعلامات الاعراب الحاصلة من النساخ لا من خطأ القرآن.
س: قال المفسر الكبير الفيض الكاشاني صاحب تفسير الصافي في مقدمة تفسيره وهذا نص حديثه انقله لكم واما اعتقاد مشايخنا (رضي الله عنهم) في ذلك فالظاهر من ثقة الأسلام محمد بن يعقوب الكليني (طاب ثراه) انه كان يعتقد بالتحريف والنقصان في القران، لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ولم يتعرض لقدح فيها، مع انه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك استاذه علي بن ابراهيم القمي (رضي الله عنه) فأن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه وكذلك احمد بن ابي طالب الطبرسي (رضي الله عنه) فأنه نسج على منوالهما في كتاب الأحتجاج. تفسير الصافي 1 /5 وشكرا لكم ،فهل الشيخ الكليني والقمي من قال بالتحريف؟
ج: عدم تعرض الشيخ الكليني لنقض الروايات ليس دليلا على التمسك بها واعتبارها في القول بالتحريف، ثم إن التحريف المبحوث عنه عند العلماء على اقسام وانواع فقد يطلق على تفسير القرآن بالرأي وبغير حقيقته او النقص والزيادة في الحروف او الحركات وهو واقع او اعتبار ما ثبت قراءته عن النبي (ص) انه من القرآن اولا كالبسملة في أول كل سورة اما التحريف بالنقيصة بمعنى ان المصحف الذي بأيدينا غير مشتمل على كل ما أنزله الله من قرآن فهو من التحريف الممنوع منه عند عامة المسلمين الا من شذ وندر من الشيعة او السنة ولا يختص الشيعة بذلك، وقد صرح أعلام الشيعة منهم رئيس المحدثين الشيخ الصدوق بعدم التحريف وأن الموجود بأيدينا هو القرآن المنزل على النبي (ص) وكذلك شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ونقله عن شيخه علم الهدى السيد المرتضى وكذلك المفسر الشهير الطبرسي وشيخ الفقهاء الشيخ جعفر كاشف الغطاء وادعى الاجماع عليه والشيخ المفيد والشيخ البهائي وغيرهم الكثير حتى عد القول بعدم التحريف من معتقدات الامامية، فالمتسالم عليه بين الشيعة عدم التحريف، بل إن أكثر علماء السنة على القول بنسخ التلاوة الذي يلازم القول بالتحريف وقد نقل ذلك عن عمر كآية الرجم وما نقل عن عائشة بالنسبة لسورة الاحزاب وغيره، إلا أن علماء السنة لم يلتزموا بلازم ذلك فهم ايضا على القول بعدم التحريف، ومن ذهب الى وجود نقص في القرآن تمسكا ببعض الروايات يرد قوله بحمل الروايات على تفسير المعنى وتطبيق الآيات في مواردها للأدلة القاطعة بعدم التحريف كقوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وقوله تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) ، والأخبار (قل إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي) ومن الأدلة إقرار الأئمة المعصومين بالقرآن الموجود بين المسلمين، وفي الإحتجاج رواية واضحة على عدم الزيادة في القرآن وما ورد في تفسير القمي يحمل على ما ذكرنا ايضاً.
س: هل صحيح ان القران الذي بين ايدينا هو قران محرف كما يدعي بعض العلماء الشيعة؟
ج: ليس ذلك صحيحا ولا يدعي علماء الشيعة ذلك إلا قول شاذ كما يوجد عند علماء السنة أقوال شاذة في ذلك، والثابت باليقين صيانة القرآن الكريم عن التحريف، قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وبتواتره وإقرار أئمة أهل البيت (ع) له.
س: هناك شبهة يشيعها اللادينيون مفادها بأن سورة القمر مقتبسة من شعر امرئ القيس فما ردكم على ذلك وإليكم القصيدة؟ اقتربت الساعة و انشق القمر _ قرأن و شعر!! قصيدة امرؤ القيس دنت الساعةُ وانشقَّ القمر عن غزالٍ صاد قلبي ونفر أحور قد حرتُ في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حَوَر.
ج: ليس معنى التشابه في بعض الكلمات أو بعض السياق أن القرآن مقتبس منه وبالأخص أن القرآن نزل بلغة العرب التي كانت سائدة في ذلك اليوم، والتحدي الذي جاء به القرآن على هذا الأساس أي أن هذا القرآن هو من مثل هذا الكلام الذي بين أيديكم ومع هذا لا يمكنكم الإتيان بمثله، ومن دراسة المقارنة بين الشعر والسورة نجد الفرق شاسعاً بينهما بحيث لا علاقة لأحدهما بالآخر هذا بالإضافة الى أن هناك شكاً في نسبة القصيدة الى امرىء القيس.
س: قرأت في بعض المواقع السلفية إتهامات بان الشيعة يقولون انة قد وقع هناك بعض التحريف في القران الكريم الذي بين ايدينا ، وانه قد اضيف او انقص او عدل مكان بعض الآيات بحيث أنها ليست في محلها مستشهدين ببعض اقوال بعض علماء الشيعة ومقاطع صوتية فهل علماؤنا الشيعة فعلا يقولون ذلك؟
ج: الشيعة لا يقولون بتحريف القرآن والأقوال الشاذة موجودة عند الشيعة والسنة على سواء والثابت بإقرار أئمة أهل البيت (ع) حفظ القرآن عن التحريف ومن خلال قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9).
س: ما هو علم الحروف في القرآن الكريم؟
ج: ليس علماً ثابتاً.
س: أعرف أنك لا تشككون بأن القرآن الذي بين أيدينا اليوم كامل ولا يوجد أي مسلم يشك بذلك إلا أن هناك من يعتقد أن هناك تلاعباً بترتيب الآيات ، لذا أود أن اعرف رأيكم بهذا الترتيب فهل هو كما شاء الله ورسوله أم لا؟
ج: قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فالقرآن محفوظ عن التلاعب به بأمر الله تعالى، ومما يدل على سلامته من أي تحريف إقرار الأئمة المعصومين عليهم السلام للقرآن الموجود بين أيدي المسلمين، وقد ورد عن النبي (ص) أنه كان يأمر بترتيب الآيات وجمع ما ينزل من القرآن وكتابته وهذا ثابت عند المسلمين.
س: نجد في بعض الأحيان أن انه تكتب "نعمت الله " واحيانا "نعمة الله " في كتاب الله، فما الفرق بينهما؟
ج: لا فرق، ولكن الكتابة القرآنية لا تجري تمامها وفق القواعد الحديثة المعروفة للكتابة، فإنها كتبت كذلك وبقيت حرصاً من المسلمين على عدم إحداث أي تغيير حتى على صعيد كتابة الحروف والكلمات.
الأسئلة والأجوبة