*ما هي نظريتكم لدراسة التاريخ في كل جوانبه وخاصة التاريخ الإسلامي؟
ـ ليست هناك نظرية خاصة ولكن الشيء الأساسي هو أن التاريخ تراث وعلينا أن نوثق التاريخ بحيث عندما تنقل لنا قضية نسأل من الذي نقلها؟ هل الناقل موثوق؟ أم أنه ليس ثقة؟ وحتى لو كان الناقل موثوقاً فهل أن مضمون الرواية يتنافى مع العقل ومع طبيعة الظروف الموضوعية التي نعرفها في ذاك الوقت؟ علينا أن نحاكم التاريخ من خلال المتن كما كانوا يقولون توثيق الصدور من خلال المضمون» فعندما تنقل قصة نناقشها، هل هذه معقولة أم غير معقولة؟ تتناسب مع المفاهيم والخطوط الأساسية الموجودة في ذاك العصر أم لا؟ وهل تتناسب مع العقل أم لا تتناسب؟ وهكذ اعلينا أن ندرس التاريخ كما ندرس أية مادة قابلة للخطأ أو الصواب وأن لا ندخل في قداسة التاريخ فالتاريخ ليس مقدساً، ففيه الشريرون والخيرون وفيه الكاذبون والصادقون كما عندنا خيرون وشريرون وكاذبون وصادقون.
فالمقدس هو القرآن فقط والنبي(ص) والأئمة(ع) وماعدا ذلك فلا قداسة له إلا إذا التقى بشكل قطعي أو موثوق بالحقيقة المقدسة. ولقد قلت في )الجامعة الأمريكية( أنه لا مقدسات في الحوار ذلك أن الله علمنا أن نحاور حتى في توحيده وحتى في وجوده وحتى في شخصية النبي، ونقل لنا كيف كان الناس يتكلمون عن شخصية النبي والله معلمنا {وجادلهم بالتي هي أحسن}(النحل:125)، أما رفض الجدال فيعني رفض الذين يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، وأراد الله للإنسان عندما يجادل أن يكون على بينة مما يجادل فيه {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجّون فيما ليس لكم به علم}(آل عمران:66). فعندما تكون عندك ثقافة حاجج، إذ ليس هناك مشكلة فنحن مستعدون لمحاورة أي إنسان لأن الله حاور إبليس... مستعدون لمحاورة كل الناس، إلا أن مشكلتنا هي أن كثيراً من الناس لديهم مقدسات تاريخية من دون دراسة معمقة و دقيقة.