*في بحثكم حول سيرة النبي في القرآن المطروح في "مؤتمر السيرة النبوية" فتحتم قراءة قرآنية تنفي الولاية التكوينية للنبي، ألا ترون بأن هذا الجدل العقائدي الصرف لا إثبات فيه، ومن الأولى أن تطرح إشكالات نحن أحوج إليها ولعلّ من أبرزها آليات قراءة السيرة وفهمها للإجابة على حاجات عصرنا وتحدياته على مستوى التشريع وعلى مستوى الدعوة؟
ـ أنا مع السائل فيما يطرح لأن هذه الأبحاث هي أبحاث جدلية وقد لا تكون فيها فائدة، فسواء كانت لدى النبي ولاية تكوينية أو لم تكن، فلقد ذهب إلى ربه وهو لا يعيش بيننا الآن. لكن هذه المسألة طرحت في شرح الخط العقائدي، ولذلك أعطت صورة خاصة للإسلام وخصوصاً لخط أهل البيت(ع).
ولقد كنت أريد أن أناقش هذه المسألة من الناحية العقيدية من خلال القرآن لأضع الجميع أمام مسؤولياتهم. إنّ القرآن يقول هذا ويمكن لأي إنسان أن يناقش طروحاتي في هذا المجال فالأحاديث قد وردت بخلاف ذلك، وإذا ثبت أن القرآن يقول ذلك والأحاديث تخالفه فإن ماخالف كتاب الله فهو زخرف.
ولذلك فنحن نحتاج إلى أن نثير بعض الأشياء المتصلة بالخطوط العقيدية الأساسية من حيث التصور العقيدي حتى نستطيع أن نضع هذه القضايا للبحث ليبحثها الباحثون وليخرجوا بنتيجة معيّنة، ونحن نحتاج الآن أن ننقد بموضوعية، فلقد طرح الإسلام على ساحة النقد من خلال العلمانيين ومن خلال الغربيين وطرح أهل البيت في ساحة النقد ولا نستطيع أن ندفن رأسنا في الرمال كالنعامة التي لا ترى الصياد والصياد يصوب بندقيته إليها. لنواجه كل الأمور، وعلينا أن نبتعد عن العقلية الغوغائية التي تواجه القضايا الفكرية بطريقة غوغائية بالاتهامات وبالسباب والشتائم التي تدلُّ على أن المجتمع ليس مجتمعاً في مستوى الموضوعية ولا في مستوى العقلانية.