*في ذكرى الإمام الكاظم(ع) وحول دراسة حياة الأئمة(ع) يقال هناك طريقتان: الأولى التجزيئية لدراسة حياة كل إمام بصورة منفصلة عن حياة الإمام الذي سبقه، والثانية هي الطريقة التي وصفها الشهيد الصدر(رض) وهي وحدة هدف وتنوع أدوار لدراسة حياة الأئمة من خلال ارتباط كل منهم بالآخر. فهل هناك طريقة أخرى من خلالها يمكن لنا أن ندرس حياة الأئمة دراسة متكاملة؟
ـ في الواقع أن منهج الشهيد الصدر يلخص في أن كل إمام خطّط لمرحلته بحيث كانت المراحل تتكامل مع بعضها، ولقد ناقشنا هذه المسألة في كتابنا "تأملات في آفاق الإمام موسى الكاظم(ع)"، وقلنا أن الإنسان عندما يخطط لمرحلة فلابد أن تكون المرحلة بيده مما يمكن أن يصنعها، ولكن المراحل التي مرت بأهل البيت(ع) كانت مراحل يصنعها الآخرون، وكانت بعض المراحل تتداخل وبعض الأدوار تتداخل لذلك كان كل إمام يعيش مرحلة بحكم الظروف المتنوعة التي كانت تحيط به، ومن هنا فإننا نعرف بأن رسالة أئمة أهل البيت(ع) هي الإسلام وليس في رسالتهم شيء أكبر من الإسلام، لأن أهل البيت(ع) هم أئمة الإسلام وهم الذين عاشوا من أجل الإسلام سواء كانوا خارج الحكم أو كانوا في داخله.
ومن هنا فإن علينا أن ندرس مرحلة كل إمام بحسب الظروف الموضوعية التي كان يعيش فيها لنعرف كيف واجهوا هذه الظروف ولنقارن بين ظروفهم وظروفنا لنعرف كيف يمكن استيحاء حلولهم للمشاكل التي عاشوها في المشاكل التي نعيشها. وذلك هو الذي يجعل الأئمة حاضرين في حياتنا لا مجرد أشخاص نذكرهم في التاريخ.