*ما هو الدور الموكل إلى أهل البيت(ع) في مجالات الهداية والقيادة والإمامة الفكرية والسياسية؟
ـ الدور هو حراسة المفاهيم الإسلامية من الانحراف وحراسة الواقع الإسلامي من الانحراف وقيادة الواقع الإسلامي لتحقيق الأهداف الكبرى، وهذا ما عبّر عنه الإمام علي(ع) في عدة نصوص في (نهج البلاغة) ومن بين هذه النصوص: «اللهم إنّه لم يكن الذي كان منّا منافسةً في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمنُ المظلومون من عبادك وتقام المعطلُّة من حدودك».
هذا هو الحق «لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنـز» وقالها علي(ع) أيضاً في كلمة أخرى «أيها الناس! ليس أمري وأمركم واحداً، إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم»، «لأسالمّن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا عليّ خاصّة».
إنهم هم أئمة الإسلام، ولذلك لا يريدون للناس أن يتشيعوا لهم من خلال الحب الذاتي، فقد قال علي بن الحسين(ع) فيما روي عنه (أحبّونا حب الإسلام)، وقد قال الإمام الباقر(ع) كما ورد في (الكافي): «والله ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه وكانوا يعرفون بالتواضع والتخشّع وصدق الحديث وأداء الأمانة للبّر والفاجر وكانوا أمناء عشائرهم، أفيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول أحبّ علياً واتولاّه ثم لا يكون فعّالاً!! فرسول الله(ص) خير من علي(ع) أفحسب الرجل أن يقول أحبّ رسول الله ثم لا يعمل بسنّته»، ثم قال: «ما معنا براءة من الله من كان ولياً لله فهو لنا ولي ومن كان عدواً لله فهو لنا عدو، والله لا تُنالُ ولايتنا إلا بالتواضع».
هذا هو خط أهل البيت(ع) «رضا الله رضانا أهل البيت»، يرضون بما يرضي الله ويغضبون بما يغضب الله، ليس التشيّع خطاً مزيداً على الإسلام بل هو في طول خط الإسلام يتحرك الأئمة فيه من خلال رسول الله في أقوالهم وأفعالهم وكل مواقعهم وينطلقون على أساس الإسلام كله لا يزيدون فيه حرفاً ولا ينقصون فيه حرفاً لأنهم مؤتمنون عليه في كل مجالاته العامة والخاصة.