*هل صحيح أن اضطهاد أهل البيت وشيعتهم ساهم في نشر مذهب أهل البيت؟
ـ قد يكون الاضطهاد بعض السبب في انتشار الفكر وليس من الضروري أن يكون الاضطهاد هو الذي ساهم في كل ذلك. إن إصرار الملتزمين في هذا الخط على خطهم حوّل الاضطهاد عندهم إلى موقع قوة وإصرار وصلابة وهو الذي أبقى هذه المفاهيم وهذه الآراء.
السياسة والعدل:
*ما هي العلاقة على ضوء الجواب السابق بين السياسة والعدل؟
ـ إن السياسة في الإسلام مرتكزة على العقيدة، ونحن عندما نؤمن بأنّ الله هو العدل وأنه يأمر بالعدل، وأنه أنزل الكتب والبينات وأرسل الرسل من أجل العدل، نرى أن العدل كله سياسة، والعدل هو أن تعطي كل ذي حق حقه في البيت والمحلة والواقع الاقتصادي والاجتماعي. لذلك فإن كلمة الدين تختصرها كلمة «عدل» وكلمة العدل تشمل الواقع الإنساني كله، لأن المسألة هي أن الحياة الإنسانية كما في القرآن الكريم هي صراع وتختصره كلمتان «المستكبرون» و»المستضعفون» المستكبرون الذين يضطهدون المستضعفين والمستضعفون الذين يعيشون تحت وطأة الاضطهاد وكل الحياة عدل وظلم، فالحق هو حركة العدل في خط الفكرة، والباطل هو حركة الظلم في خط الفكرة، وبعد ذلك ينطلق العدل والظلم ليكونا وراء كل واقع إنساني.
فهناك ظلم لله وهو أن يظلم الإنسان ربّه {إن الشرك لظلم عظيم}(لقمان:13). وقد يظلم الإنسان الحقيقة، وقد يظلم الإنسان الناس، وقد يظلم الإنسان البيئة، وقد يظلم الإنسان الحياة، صحيح أنّ مذهب أهل البيت انطلق من السياسة ولكن الإسلام انطلق من السياسة. الإسلام لم يأت ليقننّ للناس كيف يعيشون في الجنّة، ولكن الإسلام جاء ليقنن للناس كيف يعيشون في الأرض كما لو كانت جنّة مصغّرة ليتدربوا في الأرض على عيش الجنّة كيما يستطيعون أن يألفوا أوضاعها وحياتها. ولهذا جاء الإسلام كما هي الأديان {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}(الحديد:25). الإسلام حركة عدل ولا عدل بدون سياسة ولا سياسة مستقيمة بدون عدل، لذلك كما قال أحد العلماء في إيران «ديننا سياسة وسياستنا دين» لأننا لا نريد للسياسة أن تكون حركة الإنسان في اللعب على أكثر من حبل، وحركة الإنسان في الخداع والنفاق، لكنها حركة الإنسان من أجل إيصال كل صاحب حق إلى حقه ومن أجل منع الناس أن يعتدوا على صاحب الحق.