*لماذا يختلف عطاء الأئمة(ع) بحيث يبدو عطاء الصادق(ع) ليس كعطاء الحسين(ع) وعطاء الرضا(ع) ليس كعطاء الصادق(ع) وهكذا؟
ـ لكلِّ إمام مرحلته، ولكلٍّ ظرفه ولكلٍّ إمكاناته، ولذلك فقد كانوا مخلصين لمراحلهم في ظروفهم وإمكاناتهم، وعلى هذا الأساس تحركوا، وعلينا فيما نعيش أن ندرس دائماً مرحلتنا، أن نفهم المرحلة من خلال الإمكانات التي نملكها، ذلك أن مشكلة الكثير منا أنهم لا يفهمون مرحلتهم ولا يفهمون حجم التحديات الثقافية والسياسية والأمنية وما إلى ذلك في كل الواقع الإسلامي، إنّ مشكلة الكثيرين منا أنهم يقولون (اللهم أعطنا خبزنا كفاف يومنا ونجّنا من الشرير) ولكنهم لا يتحركون خطوة في مواجهة الشرير. إن الذين لا يستجيب الله دعاءهم هم الذين يملكون الوسائل لما يريدون، ويدعون الله سبحانه وتعالى آن يهيّىء لهم ذلك بدون واسطة، فبعض الأحاديث تقول «من الناس من لا يستجاب لهم دعاء: رج جال في بيته يقول اللهم ارزقني فيقول الله ألم آمرك بالسعي والطلب، ورجل رزقه الله مالاً فأسرف فيه وبذّره فيقول اللهم ارزقني فيقول الله ألم آمرك بالاقتصاد ألم أنهك عن الإسراف، ورجل يدعو على زوجته اللهم أهلكها فيقول ألم أجعل أمرها بيدك أي طلاقها، ورجل أودع عند إنسان مالاً ولم يكتب ولم يشهد عليه فأنكره فيدعو عليه فيقول الله ألم آمرك بالكتابة» وأيضاً الشعب الذي يقول: «اللهم انصرنا على القوم الكافرين» وهم يجلسون في مجالس القهوة والشاي ويعيشون الاسترخاء ويتناقشون في جنس الملائكة وهل أن البيضة أصل الدجاجة أو أن الدجاجة أصل البيضة كما كان علماء القسطنطينية يتحدثون حينما راح الفاتح يدق أبوابهم وهم يتناقشون ويتناقشون ولا يقول أحدهم كيف نواجه الفاتح الذي كان يفتح البلاد!