*أكثر كتّاب التاريخ عندما يكتبون السيرة يتضح من كتاباتهم أن المسلمين بقيادة النبي(ص) هم الذين بدأوا القتال في «معركة بدر» فهل من توضيح؟
ـ هذا صحيح فالمسلمون لم يبدأوا القتال، لكنهم أثاروا الأجواء لأن النبي(ص) بعد أن أخرج من مكة وأخرج المؤمنون معه فهذا يعتبر بطبيعة الحال عدوانا وإعلان حرب فالمشركون أعلنوا حرباً على الإسلام قبل أن ينتقل الموضوع إلى الساحة القتالية. ثم أن النبي(ص)لا يمكن أن ينطلق إلى الواقع العربي آنذاك إلاّ إذا صار قوياً وإلاّ إذا تحول الإسلام إلى قوة معترف بها في المنطقة لأن قوة قريش كانت تصدّ الكثيرين عن الإسلام.
لذلك أراد النبي أن يقطع الشريان الحيوي لقريش بين الشام وبين مكة فأرسل جماعة يعترضون سبيل القافلة لا كقطّاع طريق بل من قبيل ممارسة ضغط اقتصادي ولم يكن النبي يريد إيصال القضية إلى حدّ القتال لكن اعتراض القافلة التي كان فيها أغلب رؤوس أموال قريش أثار الجميع وعندما سلمت القافلة قال بعض العقلاء لماذا ترانا نحارب لقد سلمت القافلة؟ لكن البعض كأبي جهل أرادوا أن يقضوا على الإسلام بهذه الذريعة. نعم لقد بدأ النبي عملية قد تؤدي إلى الحرب وعندما انتصر الإسلام في "بدر" ورأى أن المسلمين أصبحوا قوة وأصبحت العرب تحترمهم حاولت قريش أن تثأر في "أحد" إلى أن {جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً}(لنصر:1ـ2).